يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو ل مستوطنات الضفة الغربية و الجولان المحتل ، لم تكن على هوى ترامب ، والذى يشعر حاليا بأنه يعيش فترة ما يسمى البطة العرجاء فلن يستطيع الانتقام من وزير خارجيته الذى ينوى الترشح للرئاسة الأمريكية فى انتخابات 2024. فبومبيو جامل الإسرائيليين أكثر من اللازم «إنى معكم قلبا وقالبا» رغم تنكر إسرائيل لكل ما فعله ترامب .. وبومبيو هو أول وزير خارجية أمريكى يجرؤ على زيارة مستوطنة يهودية التى اعترضت عليها جماعات يهودية أمريكية ترى فيها أنها تدمير لفكرة حل الدولتين . ليس هذا فقط، فالوزير الأمريكى اعتبر زيارته هذه هدية وداع منه شخصيا وليس من إدارة ترامب . حتى إنه زايد على المعارضين الأوروبيين والأمريكيين لخطوته المشئومة، وتبجح بالقول لدى وقوفه فى مستوطنة بسجوت: «سيتم تصنيف أى حركة أو منظمة تدعو الى مقاطعة منتجات المستوطنات على أنها تنظيم معاد للسامية »، معتبرا مثل هذه الحركات بأنها «سرطان». ليس هذا فقط، فقد زايد بومبيو على حق الفلسطينيين فى أرضهم عندما اعتبر وقوفه فى المستوطنة على أنه «نعمة». يبدو أن بومبيو لم يقرأ الوضع السياسى المتأزم الذى بات فيه رئيسه عقب سقوطه فى الانتخابات، ف ترامب لم يحصل على أصوات اليهود وهو الذى منح الإسرائيليين سفارة فى القدس والاعتراف بها كعاصمة للدولة العبرية، وموافقته على ضم الجولان، ورعايته لاتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وجعل من القدس ملتقى لزيارات مسئولين عرب كثيرين. اعتبر بومبيو أن المستوطنات جزء من إسرائيل، وهذا أمر عادى لا اعتراض عليه أمريكيا، ولكن من يملك فى العالم تغيير وضع جغرافى وتاريخى بجرة قلم؟ هنيئا لبومبيو النبيذ المسمى باسمه والمنتج من مستوطنات الضفة الغربية ، فمجاملة الإسرائيليين له لن تطول كثيرا، فسرعان ما سيلغون اسمه عقب 20 يناير المقبل بعد تسمية جو بايدن وزير خارجية جديدا.. وعندئذ سيكون نسيا منسيا، وليراجع بومبيو رسالة التهنئة التى بعث بها الرئيس الإسرائيلى لبايدن عقب فوزه التى نسف فيها ترامب وتنكر لكل ما فعله لإسرائيل خلال ولايته. إنها إسرائيل.. ولم ولن يتعلم بومبيو. * نقلًا عن صحيفة الأهرام