حلَّ الأول من يوليو ولم يضم رئيس الوزراء الإسرائيلى سوى نحو 30% من الضفة و غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية، وسواء كان تأجيل عملية الضم لأسباب سياسية أو لوجستية أم لتأخر الحصول على الموافقة الأمريكية النهائية، فيجب وضع المشهد تحت المنظار.. فنيتانياهو لم يصل إلى القوة بعد التى تؤهله هو وحكومته الحالية لإعلان هذه الخطوة بعيدا عن الدعم الأمريكى الكامل لها، فى وقت يعانى فيه صديقه دونالد ترامب متاعب جمة، محليا وعالميا، ويكفى مرحلة وباء كورونا التى أظهرت مدى هشاشة الإدارة الأمريكية فى مواجهة الأزمات كدول أخرى لم يسمع عنها بشر. فالحزب الجمهورى الحاكم فى الولاياتالمتحدة لم يعط موافقته الكاملة بعد لإسرائيل لتنفيذ عملية الضم، حتى وإن أرسل 116 نائبا جمهوريا فى مجلس النواب رسالة الى نيتانياهو يعلنون فيها تأييدهم ضم أجزاء من الضفة وكأن أرض فلسطين ولاية أمريكية يهبونها لمن يشاء.. ومقابل هذا الدعم المحدود من هؤلاء الجمهوريين، قرر 120 نائبا ديمقراطيا معارضة إسرائيل فى عملية الضم. التضارب النيابى الأمريكى دليل دامغ على صعوبة الموقف على نيتانياهو وتحقيق حلمه فى هذه الآونة، فهو يحلم مثلما حلم هرتزل بتأسيس دولة لليهود فى فلسطين، ولكنه يريد توسيع حدود هذه الدولة رسميا ليوضع اسمه مع مؤسسى إسرائيل الأوائل والجنرالات الذين وسعوها بالحروب.. كذلك يبعث موقف النواب الديمقراطيين برسالة صعبة الى إسرائيل قبل أشهر قليلة على الانتخابات الرئاسية واحتمال فوز جوزيف بايدن الديمقراطى ليكون الرئيس الأمريكى المقبل. هذا التضارب الأمريكى لم يكن غريبا على الإسرائيليين فى ظل استطلاع رأى أجرته جامعة ميريلاند الأمريكية وشارك فيه 2395 شخصا، تسبب فى إزعاج الإسرائيليين، خاصة لدى سؤال المشاركين عن أهمية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لمصالح الولاياتالمتحدة، فأجاب 47% أنه من الموضوعات الخمسة الأكثر أهمية، وقال 35% إنه غير مهم..الفئة الأخيرة أثارت حفيظة أوساط دبلوماسية إسرائيلية، بل أزعجتهم، فالتاريخ يقول إن أى سؤال يتضمن إسرائيل كان يقع فى المرتبة الأولى فى الاهتمامات الأمريكية، ولهذا كان ينظر المسئولون الإسرائيليون لمثل هذه الاستطلاعات بأهمية قصوى لأنها تحدد مدى ارتباط الأمريكيين بمصالح إسرائيل وتحقيق كل ما تطلبه تل أبيب من واشنطن، فى حين أن تراجع نسبة التأييد فى استطلاعات الرأى يؤكد تراجع اهتمام المواطن الأمريكى بإسرائيل. نقلا عن صحيفة الأهرام