د. عمرو عبدالسميع يكتب: حالة حوار منذ زمن طويل توقفت عن الرد على المقالات والتحقيقات التى تهاجم مصر فى وسائل الإعلام الإقليمية والأجنبية لاقتناعى أولا بأن تلك المادة الصحفية والإعلامية لا تعبر عن رأى أو وجهة نظر يمكن مناقشتها، ولكنها تعبير صارخ فى معظمها عن خطة تستهدف بلدنا والنيل من استقراره ولا علاقة لها بالموضوعية أو بالمصداقية، وثانيا فإن موجات تلك المادة الإعلامية والصحفية تتوالى فى تكرارات لها عناوين صارت معروفة لنا، وأحد تلك العناوين يتعلق بالمعونة الأمريكية إلى مصر، وقد أتاحت لى ساعات حظر التجوال الطويلة بسبب مواجهة تفشى فيروس كورونا، أن أطيل النظر إلى بعض تلك المواد الإعلامية والصحفية الأجنبية التى تستهدف مصر، ومنها ما نشرته دورية (فورين بوليسي) فى عدد 31 مارس الفائت عن بحث وزارة الخارجية الأمريكية قطع المعونة إلى مصر أو تقليلها بعد وفاة المواطن المصرى الأمريكى مصطفى قاسم (45عاما) فى سجن طرة. والمعروف أن المعونة الأمريكية العسكرية لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، والهوجة التى أحدثتها الفورين بوليسى حول الموضوع تقوم على إظهار حالة مصطفى قاسم على أنها انتهاك لحقوق الإنسان رغم أنه كان مسجونا فى قضية محددة تتعلق بفض اعتصام رابعة، كما أن تلك الهوجة استهدفت بالذات العلاقة الدافئة بين ترامب والرئيس السيسى محاولة تصوير الرئيس الأمريكى على أنه يسكت على اختراق مصر لأوضاع حقوق الإنسان، وثالث العناصر أنها تركز على تحرك الحزب الديمقراطى (المعارض) المبنى على أن بلاده لا تستخدم أدواتها لمساعدة بعض الأمريكيين المسجونين فى مصر، والواقع أن ذلك نموذج كلاسيكى معتاد للتهديد بقطع أو تقليل المعونة، والذى يجب أن تفهمه تلك الدوائر الصحفية والإعلامية لا بل السياسية الأمريكية، هو أن مصر لا تحصل على المعونة إلا عن دور قامت وتقوم به بعد كامب دافيد لحفظ السلام، وأن تلك المعونة ليست بالضخامة التى تجعل منها عاملا يحسب حسابه، ثم إن افتعال الأزمات ونشر الأباطيل والأكاذيب عن مصر ليست وسيلة للضغط عليها وتهديدها.. وهذا للأسف ما اضطررت إلى قراءته والرد عليه فى ساعة الحظر.