تعُد " الفوتوغرافيا " من الفنون الإبداعية التى يتم من خلالها توثيق الحدث بشكل سريع، إلا أن الأمر ربما يختلف مع المصور الفوتغرافى أيمن لطفى الذى يلجأ إلى استخدام دلالات وكنايات ورموز فنية فى الصور والأفلام التى ينتجها عن الحدث. حول رؤيته لأزمة كورونا الجائحة وتعامله معها فنيا تحدث لطفى ل"بوابة والأهرام" وقال: "أتعايش مع الأزمة راهنا كمواطن وإنسان عادى يخشى على نفسه وذويه، أراقب ما يحدث حولى وفى العالم وأرصد المخاوف التى يخلفها هذا الحدث، ومن ثم لا أستطيع التعبير عنه فنيا فى الوقت الراهن وإلا سيكون ما أنتجه نوعا من المتاجرة الفنية لحدث لم يختمر بعد". يضيف المصور الفوتوغرافي :" لدى تساؤلات عديدة حول هذا الحدث أريد الإجابة عنها، هل أمريكا أم الصين من فعل هذا، هل كورونا غاز أم فيروس. شيء طبيعى أم صناعى، هل بالفعل هناك مؤامرة؟.. سؤال لم أجد له إجابة، إذن توثيق هذا الحدث فنيا مرهون بالإجابة والكشف عن حقيقته. ولكن هذا لا يمنع أن أجرى قراءات بصرية وفنية وربما أحصل على لقطات لأجواء الحظر والمجتمع المصرى فى ظل تعايشه مع الأزمة لتوظيفها فنيا فى صور أو فيديو آرت لاحقا". يواصل لطفي: لقد عايشت ثورة 25 يناير ورغم أننى كنت أنزل لميدان التحرير بشكل يومى ولكنى لم أستطع أن أصطحب الكاميرا معى، ولكن فى أواخر 2011 بدأت فى عمل فيلم عن الثورة بعنوان "ولا حاجة خالص" وتوقفت مع رؤية سقوط الجرحى والقتلى ثم قمت باستكماله عام 2013 بعدما أشرت خلاله لقيام ثورة 30 يونية، وقد تم عرض هذا الفيلم بالمعرض العام فى عهد وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، والذى بدوره رفض حضور افتتاح هذه الدورة. يختتم لطفي حديثه قائلا: نحن أذن إزاء حدث كبير. أنتظر أن تتجلى الصورة للتعبير عنه بشكل يتفق مع طبيعة عملى. ولكنى أرى أن هناك من الزملاء فى مجال الفن التشكيلى كالرسامين أو مصورى الفوتغرافيا والزيتى التعبير عنها كلا حسب طبيعته ورؤيته الفنىة". يذكُر أن أيمن لطفى قدم مؤخرا معرضا تشكيليا بعنوان "ورقه وألم"، فى دعوة صريحة للتحرر من الورق الذى يسبب لنا آلاما، كونه يرى أن حياتنا أصبحت مكبلة بالورق سواء ذلك الذى يجلب لنا السعادة أو الألم والشقاء. وكيف أن الورق يتحكم في مصائرنا، كما دعا إلى أزالة الحدود والفوارق بين الدول، ولم يدُر بخلده عند تقديم هذه التجربة أن جائحة كورونا ستوحد العالم وربما تعمل على إعادة صياغته بمنظور مختلف".