د. عمرو عبدالسميع يكتب: حالة حوار انتظرت لعدة أيام حتى تقوم جماعة الإخوان بنفي هذا البيان الذي انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك لم يحدث ومن ثم سنتعامل معه على أنه صحيح، إذ على الرغم من أننا لم نر من الإخوان إلا كل سلوك منحرف يجافى معنى الوطنية حتى في مستواها البسيط، فضلا عن الضلوع في مساندة ودفع الإرهاب والعنف، والتآمر على نظام الحكم في عصوره المختلفة، فإن ذلك البيان يبقى لوحده صورة مذهلة للخيانة ليس فقط للوطن (مصر) ولكنه خيانة للبشرية جمعاء، وتعبيرا عن حالة جنون جماعي صادم، أصيبت به تلك الجماعة المخبولة. إذ شاع وذاع في منصات التواصل الاجتماعي بيان يعرض الأكاذيب التي حفل بها مثل ما قال عنه: (أنه تراجع في جميع مناحي الحياة بالدولة المصرية مع تفشى وباء "كوفيد 19" المعروف باسم كورونا والذي ضرب البلاد، وأوقع النظام في حالة تخبط سياسي واجتماعي وأمنى).. وفى الرد على هذا الكلام الفارغ أؤكد أولا أنني لم أر الدولة المصرية بهذا الشكل المنظم والدقيق الذي ميز سلوكها في أزمة كورونا إلا في حرب أكتوبر 1973، فأين هو (التراجع) و(التخبط) الذي يتكلم عنه بهاليل الإخوان؟.. ثم هم يقولون في بيانهم إن حالة مواجهة كورونا في مصر هي: (فرصة للجماعة لتوحيد الصف والإجهاز على ذلك النظام).. إجهاز ايه؟! إنكم تنتهزون هذه الفرصة لتصفية حسابكم مع المؤسسة التي تحمى الدولة وتبنى بعض ما دمرتموه وخربتموه، ثم هل تتصورون أن المعركة بينكم وبين جيش بلدكم فقط إن المعركة هي بينكم وبين الشعب المصري كله.. ثم أن بيانكم المقرف يتكلم عن: (تنشيط الدعوات بين المواطنين من أجل عدم الاستجابة لنداءات الحكومة بالمكوث في المنازل حتى يتم إرباك النظام وإفقاده السيطرة على مفاصل الدولة، وتبنى خطة لنشر الخوف وإفشاء الوباء لتعزيز حالة الهلع التي تنعكس على الأسواق والسلع، والضغط في ذلك الاتجاه حتى يضطر النظام إلى الاعتماد على الجيش ونشره في المحافظات وذلك لتخفيف الضغط على إخوانهم المجاهدين في سيناء).. أي جماعة هذه التي تتبنى مثل تلك الأفكار المجنونة وتريد استعداء العالم كله في وقت وباء فيروسي لمجرد أن تنتقم من الجيش الذي أجهض حلمها لاختطاف مصر؟.