ينتظر الكثيرون العيد، باعتباره موسما لحفلات الزفاف والخطبة. وجاء العيد هذا العام مليء بحفلات الخطوبة والزفاف كعادته، لكن ما جعله مختلفا عن كل عام هو إقامة الفرح والخطبة دون شبكة العروس. يبدو أنه أصبح اتفاقا ضمنيا بين أهالي العروس والعريس ،هذا العام، مع الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب، الذي ارتفع فيه سعر الذهب قبل العيد بأيام قليلة ليصل سعر العيار 24 إلى 348 جنيه "58,45 دولار" وبلغ سعر عيار الذهب 21 حوالي 304,5 جنيه " 51,14 دولار" ، كما بلغ سعر الذهب عيار 18 حوالي 261 جنيه " 43,84 دولار" ، في حين بلغ سعر الذهب عيار 14 حوالي 203 جنيهات "34, 1 دولار" ، وبلغ سعر الذهب عيار 10 حوالي 145 جنيها "24,35 دولار" ، ما دفع الغالبية إلى تزويج بناتهم بدون شبكة بدلا من إبقائهن دون زواج ، خاصة وأنه لا أمل في هبوط أسعار الذهب كما أكدوا. قالت وسام محروس ،فتاة في الثانية والعشرين من عمرها ، إن الوضع المادي لدى الشباب سييء للغاية في ظل الظروف المعيشية القاسية وارتفاع أسعار كل السلع والخدمات ، مضيفة "تمت خطبتي أول أيام العيد ، ولم أحصل على شبكة بسبب ارتفاع أسعار الذهب غير المبررة ، وكل ما حصلت عليه دبلة وتوينز ، وتجاوز ثمنهما ال 5 آلاف جنيه" ، مؤكدة أنه منذ ما يقرب من سنتين أو ثلاث كانت ال 5 آلاف تستطيع شراء شبكة متوسطة. أضافت "وسام" : "كنت أتمنى الحصول على شبكة كأي فتاة، لكن الزواج في تلك الفترة صعب جدا وحتى يمكننا الزواج مبكرا بعد سنة مثلا ، كان لازم أن أتغاضى عن الشبكة، حتى أهلي تغاضوا عنها رغم أن أختى الكبرى تزوجت منذ 7 سنوات وأصروا حينها على شبكة كبرى لكن ثمنها في ذلك الوقت لم يتعد ال8 آلاف ". أكد كريم عزت، شاب في نهاية العشرينيات ، أنه لم يشتري شبكة لعروسة ، بل إكتفى فقط ،على حد قوله، بدبلة و"محبس" و "إسورة رفيعة" ، قائلا "حفل زفافي رابع يوم العيد ، ومن البداية إتفقت مع أهل العروس على عدم تقديم شبكة ، وأكدت لهم أني سأجلب لها هدية بسيطة بسبب ارتفاع أسعار الذهب ، وتفهموا الوضع"، مشيرا إلى أن تلك "الهدية" قد تجاوز ثمنها ال 7 آلاف جنيه، مضيفا "رغم إن الإسورة رفيعة جدا ووزنها بسيط إلا إنها كلفتني لوحدها 4 آلاف جنيه ونصف ، وبيتهيألي إني لو كنت تزوجت من 10 سنين كانت ال 7 آلاف جنيه هتجيب شبكة فخمة". وقال "لقيت إن مفيش داعي للشبكة لإنه مع الأسعار دي بقى سفه ، وأنا لسه بأبتدي حياتي وعندي إلتزامات كثيرة من فرش الشقة وتشطيبها ومصاريف الجواز ، فلقيت إن مفيش لازمة للذهب دلوقتي ولما سعره يقل أبقى أعوض العروسة وأجيب لها شبكة بجد " .ومن جانبه أكد ميلاد سامح ، صاحب محل ذهب بميدان الجامع ، أن الإقبال على شراء الذهب قبل العيد هذا العام ضعيف جدا مقارنة بالأعياد ففى الأعوام السابقة ، قائلا "نسبة كبيرة من الناس تفض الزواج وإقامة حفلات الخطوبة في الأعياد ، وكل سنة في أواخر شهر رمضان كان بيقى فيه إقبال كبير على شراء المشغولات الذهبية كشبكة للعروسة ، لكن هذا العام ضعف الإقبال جدا عن السابق ، والسبب طبعا ارتفاع الأسعار عالميا ومحليا. بالإضافة للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد ، واكتفى البعض بشراء دبلة ومحبس فقط " ، مشيرا إلى أن الغالبية تتجه الآن لبيع ما لديها من مشغولات ذهبية منتهزة فرصة ارتفاع أسعار الذهب حتى تستطيع توفير احتياجاتهم الأساسية، خاصة وأن جرام الذهب يرتفع ثمنه كل ساعة على الأقل ، حسب قوله، مضيفا "ولكن أغلب التجار أيضا لا تستطيع الشراء بسبب ارتفاع الأسعار الذى أدى إلى حالة ركود سواء في حركة البيع أو الشراء .. وفي النهاية سوق الزواج ماشي لكن دون شبكة".