تشهد اسعار السلع الغذائية فى رمضان ارتفاعات كبيرة تتراوح بين 20-50٪ عن المعتاد فى بقية شهور العام كما يزداد استهلاك المصريين منها حيث يقفز استهلاك اللحوم الى 130 ألف طن بدلا من 100 الف نصيب الانتاج المحلي 45% والاستيراد ال 55 ٪، وكذلك الدواجن الي 2 مليون دجاجة يوميا منها 1.6 مليون محلى و400 ألف مستوردة، بأسعار تتجاوز ال 20 جنيها للكيلو جرام، إضافة إلى نحو 350 ألف طن سكر بدلا من 250 ألفا فى الشهور الاخرى.ايضا يزداد استهلاك الجبنة بمختلف انواعها من 100 ألف طن الى 125 ألفا وفق توقعات خبراء السلع الغذائية،غير 1200 طن يوميا من الزبادى التي يزداد الطلب عليها بصورة كبيرة خاصة فى السحور. الصفحات التالية ترصد حجم الاستهلاك فى السلع الغذائية خلال هذا الشهر. بالرغم من بعض الدعوات التى أطلقها كتاب ومثقفون بمنع موائد الرحمن بدعوى أنها تكشف وجها غير حقيقي عن معدلات الفقر فى البلاد إلا أن الخبراء أكدوا أن هذه الظاهرة المتأصلة فى ثقافة الشعب لن تتغير وإن كانت ستتأثر بطبيعة الحال بالأوضاع الاقتصادية الصعبة نتيجة غلاء الأسعار الذى طال جميع السلع الغذائية المكون الرئيسى لوجبات الموائد، الأمر الذى انعكس على عددها ونوعية الطعام المقدم فيها خلال العام الجارى. وتوقع مختصون بمؤسسات عمل خيرية أن تنخفض أعداد هذه الموائد من حيث الكم والكيف، وتتقلص الأعداد الكبيرة من الموائد التي تقام في الشوارع والميادين وعلى الطرق السريعة، ولا تظهر الأطعمة الفاخرة العامرة بكل ما لذ وطاب. وأكدوا أن ارتفاع أسعار "الارز" والخضار وقطع اللحوم أو الدواجن خلال الفترة الحالية سيقلص الكميات ويقصرها على 4 أيام فقط في الأسبوع بدلا من 7 أيام وباقي الأيام تكون وجبات دون لحوم حمراء أو بيضاء كما سيتم تقليل الكميات من الأرز والخضراوات نظرا للارتفاع الجنوني الذي شهدته الخضراوات والأرز والمكرونة، وغيرها من المكونات التي تدخل في إعداد موائد الرحمن. وأكدوا أن متوسط تكلفة مائدة الرحمن يتعدي 90 ألف جنيه خلال شهر رمضان كما أن حجم الإنفاق عليها يتجاوز المليار ونصف المليار جنيه خلال الشهر الكريم، متوقعين أن تدفع الأوضاع الاقتصادية البعض إلى توزيع شنط رمضان بدلا من إقامة الموائد التى تتكلف مبالغ كبيرة بل إن البعض سيقصرها على عمل وجبات جاهزة عبارة عن "عبوة" أو «سيرفيس « مقسم إلى أجزاء يتم فيها وضع كمية من الأرز وكذلك الخضار ووضع قطع من اللحوم لا يتعدى وزنها 03 جراما. وأكد مسئول بقطاع الأبحاث والدراسات ببنك الطعام أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أثر بطبيعة الحال على تكلفة المساعدات والشنط الرمضانية كما أن ذلك سيطال بشكل كبير موائد الرحمن حيث سينخفض عدد هذه الموائد التى يقوم عليها الأفراد فى حين ستظل الموائد التى تشرف عليها المؤسسات والجهات الخيرية قائمة بل إن بعضها سيتوسع. وأشار إلى أن ظروف الغلاء الذي أصاب كل شىء ستمنع الكثير من المواطنين من إقامة موائد الرحمن متوقعا انخفاض عدد الموائد هذا العام إلى أقل من 10 آلاف مائدة على مستوى الجمهورية. وقال أحمد عبد الستار نائب رئيس حى الوايلى إن بعض الأهالى قاموا بتوصيل وجبات جاهزة للصائمين ويرون أن هذا حل عملي لتقليل نفقات السرادق والمصاريف التى يتم سدادها إلى جانب موجة الغلاء وارتفاع الأسعار التي وصلت ذروتها خلال الأسابيع الماضية. ويبلغ عدد الموائد المتوقع تنظيمها هذا العام 10 آلاف مائدة وفقا لتقديرات مركز السياسات الاقتصادية والأبحاث بانخفاض 3 آلاف مائدة عن العام الماضى حيث قدر مركز المعلومات بمجلس الوزراء العام الماضى عددها بنحو 13 ألف مائدة طبقا لعدد التصاريح الرسمية لإقامة الموائد. وقال أحمد عزمى عضو مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير إن عدد موائد الرحمن فى تراجع نتيجة ارتفاع الأسعار الذى طال السلع الأساسية المكونة للوجبة الرئيسية حيث ارتفع تكلفة الوجبة من حوالى 15جنيها فى 2010 حتى وصلت إلى 40 جنيها العام الماضى وأضاف رجال الأعمال والفنانون هم فقط من سيستطيعون تنظيم موائد الرحمن هذا العام خاصة بعد ارتفاع الأسعار بينما سيكون تنظيم موائد الرحمن للأفراد المتطوعين مكلفا بشكل كبير. وقال محمد فاضل صاحب مائدة، إنه كان يشترك مع بعض أصدقائه وأقاربه فى تنظيم مائدة طوال الشهر الكريم، ويتم تقديم لحوم ودواجن وكانت الوجبات على أعلى مستوي وكانت المائدة تتسع لأكثر من 50 شخصا يتم إطعامهم جميعا،ولكن الارتفاع المطرد في الأسعار رفع تكلفة إطعام نصف العدد الذي كان يفطر معهم كما أن الكثير من أصدقائه لم يعد في استطاعته أن يدفع لإقامة الموائد هذا العام، حيث كان المساهمون فى المائدة يدفعون 1500 جنيه ليتم تجميع مبلغ 30 ألف جنيه يصرف منها طوال الشهر على المائدة ومع ارتفاع الأسعار لم يعد هذا كافيا وهو مادفعنا إلى تخفيض الكميات وتقديم وجبات جافة دون لحوم بعض أيام الأسبوع كنوع من التوفير ليستطيع بالمبلغ الذي تم تجميعه للمائدة أن يكمل باقي شهر رمضان. وأكد فاضل أن تكلفة الوجبة ارتفعت بنسبة 001% مادفع الكثيرين من أصحاب الموائد إلى الاستعاضة عن الوجبات بتوزيع بعض من التمر والعصير لركاب السيارات وذلك بسبب ارتفاع الأسعار أيضا. وقال ياسر جاد الله أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان إن الظروف والأزمات الاقتصادية التى تمر بها البلاد والتى انعكست على معدلات أسعار المواد الغذائية لن تؤثر على منظمى موائد الرحمن من الفئات الأعلى دخلا والممثلين والسياسيين بعكس الفئات الأقل فى الدخل والذين يقومون بتجميع أموال من بعضهم لإعداد موائد خاصة بهم . وأضاف أن الموائد الخاصة بكبار رجال السياسة والفن لن تقوم بتقليص حجم الوجبات ولا معدلات روادها من المواطنين لأنهم ينتظرون هذه المناسبة للتصدق والزكاة ولن يؤثر عليهم زيادة الأسعار بالقدر الذى قد يراه البعض. وتاريخيا يعود تأسيس أول مائدة رحمن في مصرإلى عهد الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، في السنة الرابعة لولايته، حيث جمع القواد والتجار والأعيان على مائدة حافلة في أول أيام رمضان. كما كان الفاطميون يعدون الموائد تحت اسم «دار الفطرة»، وكانت تقام بطول 175 مترا وأربعة أمتار، ومن أشهر أصحاب الموائد في تلك الفترة «الأمير بن الضرات» المولود بحي شبرا بالقاهرة؛ حيث كانت له أراض واسعة تدر عليه مليوني دينار سنويا، وكان ينفقها في رمضان حيث يعد موائد بطول 500 متر ويجلس على رأسها، وأمامه 30 ملعقة من البلور يأكل بكل ملعقة مرة واحدة ثم يلقى بها ويستخدم غيرها. وفي العصر الحديث منذ عام 1967، تولي بنك ناصر الاجتماعي الإشراف علي موائد الرحمن بشكلها الحالي من أموال الزكاة، وكان أشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر، حتى وقتنا الحالي والتي يفطر عليها أربعة آلاف. - 10 آلاف مائدة متوقعة هذا العام بتكلفة 1.5 مليار جنيه مع قدوم شهر رمضان تستعد الفنادق والخيم الرمضانية لاستقبال موسمها الرسمى سنويا،ورغم ارتفاع معدلات أسعار الحجوزات بالخيم الرمضانية فإن التوقعات تشير إلى أن الشركات والمؤسسات ستقدم على تنظيم حفلات الإفطار والسحور لموظفيها وكبار المتعاملين معها سواء البنوك أو الشركات الحكومية والخاصة بينما سيقل عدد الأفراد الذين سينظمون حفلات إفطار جماعية بهذه الخيم. وتستأثر الشركات بالنصيب الأكبر فى نسبة حجوزات الخيم الرمضانية لتبلغ 80 ٪ من حجم الحجوزات بينما تذهب النسبة الباقية للأفراد. وقال علي غنيم رئيس غرفة المنشآت الفندقية إن البنوك والشركات تحرص على تنظيم الخيم الرمضانية فى شهر رمضان . وإن سعر الفرد الواحد فى حفلة الإفطار يبدأ من 15 جنيها وفى بعض الأحيان يتجاوز ال 021 جنيها ، بينما تقل تكلفة سحور الفرد عن هذا المبلغ بنسب بسيطة. وكشف غنيم عن رفع الأسعار بنسبة 01% عن الموسم الماضى، خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، إلى جانب زيادة أسعار الكهرباء التى تتحملها الفنادق والقرى السياحية، كما أن أسعار السحور تبدأ من 70 جنيها للفرد الواحد وتضم الحفلة من 150 فردا حتى 400 فرد فى بعض الفنادق ذات السعة الاستيعابية الكبيرة. وأشار إلى أن بعض الخيم يقدم وجبة الإفطار »بوقيه مفتوح «سعر 175 جنيها للفرد، بالإضافة إلى 12% خدمة وضريبة، وكذلك تقدم السحور بسعر 110 للفرد، وفي يومى الخميس والجمعة بسعر 145 جنيها، بالإضافة إلى 12 ٪ خدمة وضريبة. وتوقع محمد القطان رئيس غرفة المعدات والسلع السياحية زيادة معدلات الإقبال على الخيم الرمضانية هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية بنسبة 75 ٪ مشيراإلى أن فئة الشباب من الجنسين هى الأكثر إقبالا على هذه الخيم.