محافظة الشرقية الأولى عالمياً ب 11 ألف مسجد القاهرة فى المركز 14 من حيث عدد المآذن .. والإسكندرية فى المركز 16
لم تعد القاهرة عاصمة الألف مئذنة، فقد فقدت اللقب إلى الأبد بعد مئات السنين من حملها لهذا اللقب الذى أطلقه عليها الرحالة، بعدما دخلها عمرو بن العاص وأسس مدينة الفسطاط وأول مسجد فى تاريخ مصر فى العام ال20 للهجرة . لم تعد القاهرة عاصمة الألف مئذنة، ولكنها صارت عاصمة ال 3127 مئذنة، و3226 زاوية للصلاة، وذلك بحسب آخر تقرير رسمى صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن عدد المساجد والزوايا فى مصر لعام 2016 والذى انتهى إلى 130 ألفا و372 مسجدا فى مصر منها 99 ألفا و 36 مسجدا أما الباقي وعدده 31 ألفا و336 فهو عبارة عن زوايا للصلاة. كشف التقرير عن أكثر من مفاجأة غير مسبوقة، الأولى محافظة الشرقية الأولى فى مصر والعالم فى عدد المساجد، حيث فيها 11 ألفا و73 مسجدا، وفى عدد الزوايا أيضا، حيث لديها 4 آلاف و644 زاوية صلاة، أما المفاجأة الثانية فهو تراجع محافظة القاهرة إلى المركز ال14 فى عدد المساجد والزوايا فى ترتيب محافظات مصر فى عدد المساجد، فى حين تصدرت محافظة البحيرة المركز الثانى فى عدد المساجد بعدد 10 آلاف و261 مسجدا، تليها محافظة سوهاج فى المركز الثالث بعدد 7 آلاف و783 مسجدا. أما المفاجأة الثالثة، فكانت محافظة بورسعيد التى جاءت فى المركز ال27 والأخير بعدد مساجد 285 مسجدا تسبقها محافظة البحر الأحمر فى المركز ال26 قبل الأخير بعدد مساجد 378 مسجدا، كما كانت المفاجأة الرابعة وهى احتلال الدقهلية للمركز السادس بعدد مساجد 5 آلاف و768 مسجدا، وكانت المفاجأة الخامسة وهى احتلال محافظة شمال سيناء للمركز ال 21 بعدد مساجد 1014 مسجدا و14 زاوية، فى حين كانت محافظة جنوبسيناء فى المركز ال24 بعدد مساجد 396 مسجدا و 29 زاوية. وبحسب الفقه فإن الفرق بين الزاوية وبين المسجد، أن المسجد وقفت أرضه للمسجد، وتلك الزوايا لم توقف أرضها، والغالب أنها لا تقام فيها الصلوات الخمس كلها، وهي لا تأخذ حكم المسجد من حيث حرمة مكث الحائض والجنب فيها، وصلاة ركعتين عند الدخول، و قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع: وأما المصليات فلا تدخل في هذا، كما لو نشد الضالة في مصلى في دائرة من الدوائر فلا حرج عليه، لأن هذا المصلى ليس مسجداً، ولهذا لا يصح فيه الاعتكاف، وليس له تحية مسجد، ولا يحرم على الجنب المكث فيه، ولا على الحائض فهو بمنزلة مصلى الإنسان في بيته. سألت اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء الصادر عنه التقرير عن مدى دقة الأرقام الخاصة بالمساجد الواردة فيه، فقال: عدد المساجد والزوايا يرصدها الجهاز سنويا وبدقة شديدة طبقا لقواعد الإحصاء العالمية التى يعمل بها الجهاز طوال السنوات الماضية، كما أن هناك تعاونا بين الجهاز ووزارة الأوقاف فى إعداد وتجهيز هذا البيان الخاص بعدد المساجد والزوايا فى مصر بشكل سنوى، حيث الإحصاء الحالى يرجع لعام 2017 ،وفى عام 2018 نصدر إحصاء عدد الزوايا والمساجد فى عام 2017 . ويضيف اللواء أبو بكر الجندى: الجهاز يلبى حاجة مستخدمى البيانات بمختلف اتجاهاتهم ،واهتماماتهم، مع تحديث البيانات أول بأول، خصوصا وأن هناك أكثر من إصدار عن الجهاز منها كتاب “مصر فى أرقام” الذى يصدر فى الربع الأول من كل عام، ويكون جامعا لعدد المساجد والزوايا الخاصة بالصلاة فى كل محافظات مصر بدقة متناهية. ويرجع الدكتور مجاهد توفيق الجندى أستاذ الآثار والعمارة والفنون الإسلامية بجامعة الأزهر، تصدر محافظة الشرقية فى عدد المساجد فى العالم إلى كون معظم سكانها من قبائل عربية، لأن العرب يهتمون أكثر من غيرهم ببناء المساجد، فى حين أن أهل القاهرة انشغلوا بالبزنس، والحياة اليومية، حتى إن المدن الجديدة مثل 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة والعاشر من رمضان والشروق عدد المساجد بها محدود للغاية . ويضيف الدكتور الجندى أن محافظة البحيرة هى الأخرى سكانها من أصول عربية ومن قبائل بنى هلال وبنى سليم، لذلك انتشار المساجد هناك أكبر من باقى المحافظات، كما أن سوهاج وأسيوط، هى الأخرى محافظات بها جذور لقبائل عربية خاصة اليمنية، وفى اليمن توجد أعلى مئذنة فى العالم وهى مئذنة مسجد “المحضار” التى تعتبر من عجائب الدنيا حيث إنها من 7 طوابق وتم بناؤها بالطين والخشب فقط، حيث أن اليمن به مساجد عديدة جدا جدا وعلى مسافات صغيرة لأنهم يعملون بالحديث الشريف “من بنى لله مسجد بنى الله له بيتا فى الجنة” . أما عن الزوايا وانتشارها فى القاهرة، فيرجع الدكتور الجندى ذلك إلى رغبة أصحاب المنازل والعقارات والأبراج إلى بناء زاوية أسفل كل مبنى للحصول على ميزات من المحليات، أو شىء من البركة، أو الاستفادة منها فى أمور أخرى . وبرغم كل ذلك وكل تلك الأرقام، أصبح علينا اليوم نطلق على القاهرة عاصمة ال 3000 مئذنة، ولكن تظل محافظة الشرقية هى الأولى بلا منازع فى العالم العربى والإسلامى فى عدد المآذن .