رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 9-6-2024 في البنوك    التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    زعيم المعارضة الإسرائيلية: على حزب جانتس الانسحاب من حكومة نتنياهو الفاشلة    لابيد: حكومة نتنياهو تسمح بإرسال شاحنات المساعدات إلى غزة ثم يرسل الوزراء ميلشياتهم لاعتراضها في خروج كامل عن القانون    البحرية البريطانية: اندلاع النيران في سفينة جراء إصابتها بمقذوف في خليج عدن    ردا على إطلاق بالونات القمامة.. كوريا الجنوبية تستأنف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت    «أبرزها إهانة إمام وجائزة القرن».. 9 قضايا أشعلت ظهور ميدو والقيعي    القنوات الناقلة لمباراة السنغال ضد موريتانيا في تصفيات كأس العالم    فرش وتجهيز لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. صور    «الأرصاد»: انكسار الموجة الحارة على محافظات شمال ووسط الصعيد    إصابة شخص بسبب حريق شقة سكنية فى حلوان    أبرز لقطات البرومو الرسمي لفيلم "عصابة الماكس"    «مجدى يعقوب» و «السبكى» يشهدان توقيع بروتوكول تعاون لتدريب الأطقم الطبية بالهيئة    اليوم.. مغادرة آخر أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    السعودية تلغي تصاريح بعض حجاج الداخل بسبب اللقاحات وتوجه رسالة للوافدين    تامر عبد المنعم عن صفعة عمرو دياب: كل واحد يلزم حدوده ومليون دولار لن تكفي لرد الكرامة    أسعار الفراخ والبيض اليوم 9 يونيو "خيالية".. الكل مصدوم    وصفات طبيعية لعلاج قشرة الرأس، أبرزها الزبادي وزيت شجرة الشاي    «البترول»: خططنا لتلبية احتياجات الكهرباء من الغاز أو المازوت    البنك المركزي يعلن معدلات التضخم في مصر بنهاية مايو.. الاثنين    عاجل: حدث ليلا.. الغضب يشتعل ضد نتنياهو واحتجاجات عنيفة أمام البيت الأبيض    حزب الله يعلن قصف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل الإسرائيلية براجمة من صواريخ فلق 2    جدول مواعيد امتحانات الثانوية العامة 2024.. تنطلق غدا    «التعليم»: اتخذنا إجراءات غير مسبوقة لمنع تداول امتحانات الثانوية    «زي النهارده».. 9 يونيو 1967 تنحي الرئيس عبدالناصر بعد نكسة 67    طلاب «إعلام المنوفية» يطلقون حملة «إعلامنا» للتعريف بالكلية ومميزات الدراسة بها    مناخ «الزراعة»: الموجات الحارة تؤثر على الفواكه والخضروات    فضل الدعاء في هذه الأيام المباركة.. لا يرده الله    للحجاج والمعتمرين.. محظورات لا يجب فعلها أثناء الحج    «مين هيقدر يديره؟».. القيعي يكشف سبب رفضه لتعاقد الأهلي مع ميدو    أمم أوروبا 2024.. المنتخب الإنجليزي الأعلى قيمة سوقية ب 1.78 مليار يورو    ما سبب الشعور بالصداع عند الاستيقاظ من النوم؟.. «السر في التنفس»    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. «هيئة الدواء» تسحب أدوية جديدة من الصيدليات.. انفراد..النيابة العامة تحيل «سفاح التجمع» لمحاكمة عاجلة أمام «الجنايات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأحد: 48 ساعة قبل عودة الغليان (تفاصيل)    بايدن مخاطبًا ماكرون: شراكة الولايات المتحدة وفرنسا «لا تتزعزع»    تحرك عاجل من السعودية بشأن الحج بدون تصريح    أسامة كمال: الحكومة المستقيلة لهم الاحترام.. وشكل الوزارة الجديدة "تكهنات"    ليلى عبد اللطيف تكشف حقيقة توقعها بعيد أضحى حزين في مصر    كوميديا وإثارة وظهور مُفاجئ ل السقا وحمو بيكا..شاهد برومو «عصابة الماكس» (فيديو)    10 سنوات إنجازات | طرق وكباري و3 محاور رئيسية لإحداث طفرة تنموية في قنا    مقتل 45 شخصا على الأقل جراء صراع عشائري في الصومال    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    طارق سليمان: كنت مع مشاركة شوبير في نهائي إفريقيا على حساب الشناوي    «القومى للمسرح المصري» يحتفي بدورة «سميحة أيوب»    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    حظك اليوم برج الحوت الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عاجل.. انفراجة جديدة في مفاوضات بن شرقي وحقيقة عرضين الخليج ل "الأخطبوط"    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل ساعات من سطوع هلاله ..كيف يستقبل المسلمون شهر الصيام ؟

ساعات ويقبل علينا شهر رمضان المبارك‏..‏شهر الرحمة والمغفرة‏..‏شهر الانتصارات والإنجازات‏..‏ يطل علينا رمضان ببركاته وفيوضاته وروحانياته التي بها يتخلص المؤمن من أدناس العام الماضي ويستلهم زاده الروحي للعام المقبل‏..‏ولم لا وهو شهر فيه نزل القرآن الكريم‏,‏ وبه ليلة خير من ألف شهر‏!!‏ فرمضان شهر تتضاعف فيه التجليات الإلهية ويحاط الصائم خلاله بمجموعة من العوامل التي تأخذ بيده إلي الطهر والهدي.. ورمضان مدرسة للتربية الروحية والإيمانية, وهو مناسبة فضلي لنفض غبار الماضي الشائه الملوث بالذنوب والمعاصي, وفتح صفحة جديدة ناصعة يفخر بها المسلم في دنياه ويوم يلقي الله في الآخرة, ولن يتأتي ذلك إلا بتوبة صادقة ورفع شعار التصالح مع الله, وإنزال شرع الله في التعامل مع الناس, وتسيير أمور الدنيا.
وإذا كان رمضان هذا العام قد جاء عقب انتفاضة شعبية عارمة فجرتها الشعوب العربية ضد الظلم والقهر والاستبداد.. وانتصرت إرادة الشعوب علي صلف الحكام والأنظمة الفاسدة..فيبقي الانتصار الأكبر أو الجهاد الأكبر, وهو جهاد النفس, والانتصار علي غرائزها وشهواتها ومراداتها التي تحول دون طاعة الله عز وجل وتمنع رضا الخالق علي العبد..وذلك ما نرجوه ونأمله في هذا الشهر الفضيل.
في البداية يوضح الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الصيام هو أحد أركان الإسلام التي يقوم بها, ويبني عليها, وقد فرضه الله تعالي علي المؤمنين من هذه الأمة كما فرضه علي من قبلها من الأمم, فالصوم عبادة قديمة لم تخل أمة من الأمم من افتراضها, وكان لكل أمة صوم, فمن أنواع الصوم صوم بعض المتصوفة جميع أيام العمر رغبة في مزيد من الثواب, ومثل هذا صوم بعض الرهبان, ومنها أيضا الصيام عن الكلام, وعرف هذا النوع عند اليهود, ومن ذلك ما حكاه الله تعالي عن مريم عليها السلام فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا, ومنها صوم بعض المسيحيين عن الغذاء الحيواني وما يشتق منه, ومن أنواعه كذلك الصيام عن جميع الأعمال أو أغلبها, كما هو عند البوذيين واليهود, ومنها صوم بعض الهنود الذين يجعلون الأرض وطأ لهم, وما إلي ذلك من صفات الامتناع والإمساك التي تعددت عند كل قوم علي حسب صومهم.
وأشار إلي أن الناظر إلي فريضة الصيام في الإسلام يري أنها أخذت وضعا يختلف عما كان عليه غير المسلمين, وجاءت وسطا بين الأنواع الأخري, فلا هي امتناع دائم يشق علي المسلمين القيام به, ولا هي امتناع قصير, وإنما هي وسط بين الأمور, لا إفراط فيها ولا تفريط مما يدل علي سماحة الإسلام ويسره, ودقة تشريعه وحكمته.
حكمة الصوم
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن الصيام فرض علي المسلمين لحكمة جليلة, هي تحصيل تقوي الله تعالي, كما أشار سبحانه في قوله: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون, وبهذا تتحدد لنا الحكمة من الصيام وهي الوصول إلي التقوي وهي اتقاء عذاب الله باتقاء كل معصية ويمتثل الإنسان ما أمر الله به ويجتنب ما نهي عنه.
وفي قوله تعالي: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه, في هذه الآية بيان لسبب اختصاص شهر رمضان بالصوم دون سواه من بقية شهور السنة, وذلك أن الله سبحانه وتعالي ميزه بنزول أكبر نعمة فيه وهي القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم, وفيه شفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين, وتطهير للقلوب, وتزكية للأرواح, وتلك نعمة من أعظم النعم وأجلها يجب علي من اهتدوا بها أن يشكروا صاحبها بالغدو والآصال, بل إن الشكر علي النعمة ينبغي أن يكون من جنسها في المضمون وفي النتيجة فكان( الصوم) الذي يعمل علي تطهير القلوب والسمو بالأرواح.
أما الدكتور عطية مصطفي الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر فيوضح أن البيت المسلم عليه أن يستقبل شهر رمضان المبارك بهمة وروح إيمانية عالية ولا يقتصر استقباله علي إعداد المؤن المادية الغذائية فقط..وعلي المسلمين أن يجتنبوا الوقوع في السلبيات السلوكية التي تؤدي إلي انتفاء الحكمة من الصيام, وهي التقوي, كما أخبر بذلك القرآن الكريم في آية الصيام.
ويجب علي المرأة المسلمة أن تتسم بالرفق وهي تضع ميزانية الشهر الكريم مع زوجها حتي لا ترهقه بمزيد من الماديات بشراء مأكولات وأغذية تكون فائضا عن الحاجة في رمضان.
فالانشغال بمظاهر الشهر الكريم الخاطئة قد تأخذنا بعيدا عن منهجية وتربية الشهر المبارك, الذي جعله الله ضيفا عزيزا يأتي في العام مرة واحدة.
توبة صادقة
من جانبه يقول الشيخ محمد عبد الحميد جوهر- إمام أول بوزارة الأوقاف ذ علي المسلمين أن يستقبلوا رمضان بتوبة صادقة لله عز وجل..تلك التوبة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالي: إنما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما. وروي عن ابن عباس في قوله تعالي يتوبون من قريب قال: قبل المرض والموت, وهذا إشارة إلي أن أفضل أوقات التوبة أن يبادر الإنسان بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به حتي يتمكن من العمل الصالح, ولذلك قرن الله التوبة بالعمل الصالح في مواضع كثيرة من القرآن الكريم, فالتوبة في الصحة ورجاء الحياة تشبه الصدقة بالمال في الصحة ورجاء البقاء, والتوبة في المرض عند حضور أمارات الموت تشبه الصدقة بالمال عند الموت, فكأن من لا يتوب إلا في مرضه قد استفرغ صحته وقوته في شهوات نفسه وهواه ولذة دنياه. فإذا أيس من الدنيا والحياة فيها تاب حينئذ وترك ما كان عليه, فأين هذا من توبة من يتوب من قريب وهو صحيح قوي قادر علي عمل المعاصي فيتركها خوفا من الله عز وجل ورجاء لثوابه وإيثارا لطاعته علي معصيته!
وروي أن قوما دخلوا علي بشر الحافي وهو مريض, فقالوا له علي ماذا عزمت؟ قال: عزمت أني إذا عوفيت تبت, فقال له رجل منهم: فهلا تبت الساعة؟ فقال: يا أخي أما علمت أن الملوك لا تقبل الأمان ممن في رجليه القيد وفي رقبته الغل, إنما يقبل الأمان ممن هو راكب الفرس والسيف مجرد بيده, فبكي القوم جميعا.
ومعني هذا: أن التائب في صحته بمنزلة من هو راكب علي متن جواده وبيده سيف مشهر فهو يقدر علي الكر والفر والقتال وعلي الهرب من الملك وعصيانه, فإذا جاء علي هذه الحال بين يدي الملك ذليلا له طالبا أمانه, صار بذلك من خواص الملك وأحبابه لأنه جاءه طائعا مختارا له راغبا في قربه وخدمته, وأما من هو في أسر الملك وفي رجله قيد وفي رقبته غل, فإنه إذا طلب الأمان من الملك فإنما طلبه خوفا علي نفسه من الهلاك, وقد لا يكون محبا للملك ولا مؤثرا رضاه, فهذا مثل من لا يتوب إلا في مرضه عند موته, والأول بمنزلة من يتوب في صحته وقوته وشبيبته, لكن ملك الملوك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين, وكل خلقه أسير قبضته لا يعجزه هارب ولا يفوته ذاهب, ومع هذا فكل من طلب الأمان من عذابه من عباده أمنه علي أي حال كان إذا علم منه الصدق في طلبه. قال تعالي: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما.
شهر القرآن
يقول فضيلة الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر الشريف إن الله سبحانه وتعالي قد فضل شهر رمضان بنزول القرآن الكريم, ومن يبحث في القرآن يجد أنه صالح لكل زمان ومكان, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول خيركم من تعلم القرآن وعلمه, ويقولون افتخرت السماء علي الأرض فقالت السماء في الكرسي والعرش ومني تتنزل الأرزاق ويساق المطر وظلت تعدد ما بها, فقالت الأرض أليس تتقلب أضلاع حملة القرآن في؟ فقال الله عز وجل لها صدقت يا أرض. ويضيف أن تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه في شهر رمضان تعد ضرورة يجب علي كل مسلم أن يقوم بها, وإحياء ليالي رمضان بالقرآن الكريم كانت سنة متبعة عند الأقدمين الذين كانوا يأتون بشيخ ليقرأ القرآن في بيوتهم طوال شهررمضان وكان الطوافون علي هذه البيوت يجلسون ويسمعون آيات الله الكريمة, ولا بد من إحياء تلك القيم والمعاني الجميلة التي عاش عليها المجتمع المسلم.
وعن فضل تلاوة القرآن الكريم يقول: جاء ذلك في قول الرسول صلي الله عليه وسلم من يقرآ القرآن وهو يتتعتع فيه له أجران أجر القراءة وأجر التعتعة, والذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة, وهذا يؤكد أن الفردوس الأعلي هو مكان من يقرآ القرآن ويعمل به ويعلمه للناس, كما أن الرسول الكريم قال في الحديث الشريف من أوتي ثلث القرآن فقد أوتي ثلت النبوة ومن أوتي ثلثي القرآن أوتي ثلثي النبوة ومن أوتي القرآن كان نبيا إلا أنه لا يوحي إليه, كما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب يا علي تعلم القرآن وعلمه الناس فإن مت فإنك تموت شهيدا, يا علي تعلم القرآن وعلمه للناس فإنك لو مت حجت الملائكة إلي قبرك كما يحج الناس إلي بيت الله العتيق. لذا فعلي المسلم أن يداوم علي قراءة القرآن الكريم لأنه دستور حياته وكيف له أن يهجر هذا المنهج القويم الذي يهديه للصراط المستقيم, وعلي الإنسان أن يدرك قول الله عز وجل ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي قال رب لما حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي فالأية الكريمة توضح جزاء من يهجر القرآن الكريم, وهنا نقول أنه علي المسلم أن يداوم بقراءة القرآن الكريم من المصحف يوميا وكذلك عليه أن يقرأ في الصلاة ويختار في كل صلاة مجموعة من الأيات التي حفظها ويداوم علي القراءة بها.
ولكن هل يجوز قراءة القرآن في المواصلات العامة؟
.. إذا كان هناك ما يلهي عن القراءة ولا يجعل الإنسان يتدبر معاني القرآن الكريم فعدم القراءة أفضل, لأن العبرة ليست بكثرة القراءة وختم المصحف لكن بتدبر المعاني والعمل بها, وبالنسبة للموظف والعامل غير مستحب أن يقرأ القرآن في مكان عمله ويعطل العمل أو يترك العمل ويذهب للمسجد ويقرأ القرآن ويعطل مصالح الناس أو أن يكون ذلك سببا في التراخي في العمل وعدم القيام به علي أكمل وجه فهذا غير مطلوب علي الإطلاق ولا يقره الشرع.
..وهل تجوز القراءة دون وضوء؟
قراءة القرآن للحفظ أو لعدم نسيان ما تم حفظه قد تجوز بدون وضوء, لكن القراءة للذكر والتدبر يشترط أن تكون بوضوء, وعلي من يقرأ القرآن أن يكون دائما علي وضوء فهو سلاح المسلم. أما بالنسبة للمرأة الحائض أو النفساء إذا كانت لا تحفظ القرآن فلا يجوز لها أن تمسك المصحف الشريف كي تقرأ منه, ومن الممكن في هذه الحالة أن يقوم البعض بفتح المصحف وتقرأ منه في سرها. أما إذا كانت حافظة للقرآن فيجوز لها أن تقرأ في سرها دون مس المصحف كأنه حديث نفس.
صلة الأرحام والصدقات
أما الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فيقول: شهر رمضان يعد من المناسبات الدينية التي يجب أن ينتهزها المسلم فرصة لصلة الأرحام وتبادل الزيارات مع الأهل والأقارب, لأن المسلم عندما يفعل ذلك فهو يلتزم بنصوص الشريعة الإسلامية التي أوصت بذلك في قول الله عز وجل يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا, كما أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أوصي بصلة الأرحام فقال في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري أنه لما خلق الله الخلق قامت الرحم وتعلقت بعرش الرحمن وقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال الله تعالي ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك.
فإذا كانت صلة الأرحام تطيل العمر وتزيد الرزق كما جاء في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه, فإن قاطع الرحم سيحرم من هذا الفضل وهذا الجزاء العظيم, كما أنه إن كان غنيا ويقطع رحمه ولا يعطف علي الفقراء من أقاربه فعليه أن يعلم أن الله عز وجل سيحاسبه علي ذلك لأن الصدقة علي الفقراء الأقارب ضرورة شرعية في الإسلام, وهذا ما جاء في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله.
ويؤكد أن الشريعة الإسلامية أوجبت علي المسلم أن يقدم الصدقات للفقراء والمحتاجين, وتعد مؤائد الرحمن التي تقام في رمضان من صور التكافل الإجتماعي التي أوجبتها الشريعة الإسلامية وفي الوقت الحالي نجد أن تلك الموائد ضرورة شرعية شريطة أن تقدم للفقراء والمحتاجين, وذلك نظرا لانتشار الفقر, كما أن شهر رمضان ارتبط بفريضة الزكاة التي يخرجها الرجل عن نفسه وعن كل من هو ملزم بالإنفاق عليه.
لا لتعطيل مصالح الناس
إذا ما جاء رمضان تجد الموظفين في معظم المؤسسات والهيئات يقصرون في أعمالهم ويعاملون الجمهور بغلظة وتجهم وإذا ما سألت الموظف عن السبب قال: إني صائم, بل ربما انشغل الموظف عن قضاء مصالح الناس لقراءة ورد من القرآن أو صلاة مزيد من النوافل والسنن.. وكثيرا ما يتم تعطيل مصالح الناس وتؤجل الأعمال إلي اليوم التالي بسبب أننا في رمضان.
الدكتور ناصر محمود وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس يؤكد أن مثل تلك السلوكيات يبرأ منها الصيام وتعكس خللا جسيما في فقه العبادات..ومن أسف أن نشهد مثل هذا الفهم في مجتمعات المسلمين حتي ألصقت بشهر الصيام فرية تقليل عجلة الإنتاج ورمضان من ذلك براء. ويوضح أن مثل هذا السلوك إذا تعمده الصائم يؤدي إلي التأثير سلبا علي صيامه والتقليل من أجر صيامه مهما قرأ من القرآن وصلي من النوافل..فالصيام ما جعل للكسل وترك الدنيا بالكلية وتعطيل مصالح الناس, ولو كان الأمر كذلك ما شهدنا ما شهدناه من إنجازات وانتصارات عظيمة ما تحققت إلا في شهر الصيام, فالصوم يمد الفرد بطاقة روحية تجعله أقدر علي الإنتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائما, وهذه الطاقة الروحية وتلك القوة الإيمانية التي لا يستهان بها هي التي انتصر بها المسلمون في غزوة بدر الكبري وهم صائمون..وهي ذاتها التي حارب بها المصريون في أكتوبر73 وانتصروا بإذن الله علي جيش إسرائيل المتغطرس الذي زعم أنه لا يقهر, ولو كان رمضان شهر الكسل والخمول وترك العمل ما تحقق لهم شيء من هذا.
.. ويضيف د.وهدان أنه إذا كان للأعمال في رمضان أضعاف ثوابها في غير رمضان, فإن ذلك لا يتحقق بتضييع حقوق الناس ومصالحهم والتجهم في وجوههم, بل يمكن استغلال أوقات الفراغ وما أكثرها, ونحو ذلك مما لايرتبط بمصالح الآخرين لكسب مزيد من الحسنات والتقرب إلي الله.. ومن ثم فلا يجوز لصائم أن يعطل مصلحة أخيه التي أوكلها الله إليه بحجة أنه صائم, ولو كان يقرأ القرآن أو يصلي نافلة, لأن قضاء مصالح الناس بالنسبة له واجب والنوافل وقراءة القرآن ليست واجبة..هذا بالإضافة إلي أن الصيام يقتضي تطبيق ما جاء بالقرآن والسنة من إتقان العمل لقول النبي صلي الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه كما أنه دعا إلي البشاشة والتبسم وعدم التجهم مع الناس, بل وجعل ذلك مما يثاب عليه المرء فقال صلي الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقة.
الرخصة لذوي الأعذار
ويضيف الدكتور ناصر وهدان أنه يجب علي أصحاب الأعذار الأخذ بما أعطاهم الله من رخص للإفطار في رمضان متي تحققت لديهم الحاجة إلي ذلك, وأوضح أن الأخذ بالرخصة لا يعني ضعف إيمان, كما أن المشقة علي النفس والصيام من ذوي الأعذار مع احتمال التعرض للهلكة ليس دليل قوة إيمان, لأن الله لم يفترض العبادات لهلكة الخلق, كما أنه سبحانه منحهم بعض الرخص لأنه أعلم بأحوالهم وطاقاتهم, لذلك فإن الله يحب أن تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمه. ومن ثم فإن هجر الرخص قد يؤدي بالمؤمن إلي الوقوع في دائرة الإثم إذا ما تسبب ذلك في هلكته أو الإضرار به.. ومن أصحاب الأعذار في رمضان:(1) المسافر سفرا تقصر الصلاة بسببه وقد قدر العلماء مسافة هذا السفر بثمانين كيلو مترا مهما كانت وسيلة السفر لقوله صلي الله وسلم ليس من البر الصيام في السفر.(2) المريض الذي يخاف من زيادة المرض وعليه أن يستشير طبيبا مسلما أمينا في ذلك.(3) الصحيح الذي يتضرر بالصوم.(4) الحائض والنفساء.(5) الحامل والمرضع إذا كان الصوم يضرهما أو يضر الولد.(6) الشيخ الفاني والمريض بمرض مزمن لا يرجي برؤه.
وأوضح الدكتور ناصر وهدان أنه علي هؤلاء بعد فطرهم القضاء وذلك بصوم أيام أخر بدل الأيام التي أفطروا فيها, ماعدا الشيخ الفاني والمريض الذي لا يرجي برؤه, فلهما أن يفطرا ويفديا عن كل يوم وجبتين كاملتين من أوسط ما يأكل المفطر..وأساس هذه الأعذار قوله تعالي أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين وقوله تعالي يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر....
استعدادات الأوقاف
أما عن استعدادات وزارة الأوقاف لشهر رمضان ودورها في توعية الناس والأخذ بأيديهم إلي صيام صحيح مقبول بإذن الله, فقد أكد الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل أول الوزارة لشئون المساجد أنه سيتم فتح مساجد الأوقاف طوال اليوم أثناء الشهر الكريم, مع تواجد الأئمة يوميا, دون إجازات, وستشهد المساجد محاضرات يومية بالإضافة إلي عدد من الملتقيات الفكرية التي لا تقتصر علي علماء الدين وإنما يشارك فيها أساتذة وعلماء في جميع المجالات مثل السياسة والاقتصاد وغيرهما.
وأوضح الشيخ فؤاد أن وزارة الأوقاف وافقت علي مساجد الاعتكاف بناء علي رغبة سكان كل مديرية كما تمت الموافقة للمساجد التي يتم فيها قراءة جزء كامل من القرآن الكريم في صلوات التراويح, وهناك ألف ومائتا قاريء للقرآن الكريم تابعون لوزارة الأوقاف ومعتمدون من الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم لقراءة قرآن السهرة, ويتم توزيعهم علي مساجد محافظات الجمهورية, ويقومون بقراءة القرآن قبل صلاة التراويح أوبعدها وفقا لما اعتاد عليه جمهور المسجد, وتم تخصيص عدد كبير من المساجد لإقامة مأدبة الإفطار, شريطة أن تكون بعيدة عن أماكن الصلاة حيث تقام في غرف ملحقة بالمسجد أو علي سطحه. وأوضح وكيل وزارة الأوقاف عناية الأوقاف بالأماكن المتطرفة مثل حلايب وشلاتين وجنوب سيناء حيث سيتم إلقاء محاضرات خاصة في تلك المناطق.
أما عن فتاوي واستفسارات الجمهور المتعلقة بالصيام وصدقة الفطر ونحوها, فأوضح وكيل وزارة الأوقاف أن الوزارة خصصت أكثر من خط ساخن لهذا الغرض بالإضافة إلي تليفونات الإدارة العامة للبحوث الفنية, والإدارة العامة للإرشاد الديني, وهاتان الإدارتان تتلقيان جميع الأسئلة ليس في رمضان فقط بل طوال أشهر السنة. وأهاب الشيخ فؤاد عبد العظيم بالجمهور عدم الاعتماد علي الفتاوي التي ليست لها مصادر موثوق فيها أو الفتاوي الشاذة والتي تسعي لإثارة البلبلة وتخريب الوطن, موضحا أن المصادر الأساسية للفتوي التي يجب أن يعتمد عليها هي: الأزهر الشريف, ومجمع البحوث الإسلامية, وعلماء وزارة الأوقاف, ودار الإفتاء, والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.