سعر الذهب الاثنين 6 مايو 2024 في محلات الصاغة    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 6 مايو    ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية أوكرانية    رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية    نشر عناصر شرطية ومخبرين سريين لمنع التحرش في احتفالات شم النسيم بأسيوط    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏..2011‏ العام الدولي للكيمياء

علماءمن بلدي‏ ..‏ في سجل العظماءبعد أن كانت الكيمياء خرافة تستند إلي الأساطير والخرافات‏,‏ حررها العلماء العرب من ذلك الضجيج الفاسد وجعلوها علما يستند إلي منهج التجريب والتطبيق‏,‏ نتذكرهم جميعا‏,‏ والعالم يجعل من عام‏2011,‏ عاما دوليا للكيمياء‏,‏ ففي يوم‏27‏ يناير الحالي ستعلن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو من باريس بدء احتفاليات العالم بعام الكيمياء‏,‏ حيث ستقام بجميع الدول معارض علمية وندوات للجمهور‏.‏ كما سيتم الاحتفال بمئوية ماري كوري مكتشفة مادة الراديوم والفائزة بجائزة نوبل في الكيمياء‏.‏ وفي مصر‏,‏ سيقيم مكتب اليونسكو بالقاهرة احتفالية بهذه المناسبة يوم‏18‏ يناير‏,‏ كما ستقيم الجامعات والجمعيات العلمية ندوات ولقاءات علمية لتشجيع الأجيال الجديدة علي دراسة الكيمياء والتعرف علي أهميتها في حياتنا‏.‏ولأن علماء الحاضر‏,‏ خاصة من المصريين‏,‏ لهم بصماتهم في علم الكيمياء‏,‏ فنحن نحتفي بهم‏..‏ وهم أحمد زويل حامل نوبل‏1999‏ ومصطفي السيد الحاصل علي أعلي وسام أمريكي في العلوم‏,‏ وعلي نهجهم سامي الشال أستاذ الكيمياء بجامعة فيرجينيا وصاحب تطبيقات النانوتكنولوجي في مجال الطاقة والبيئة‏.‏
صاحب نظرية علاج السرطان بجزيئات الذهب
الدكتور مصطفي السيد أستاذ الكيمياء ورئيس كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا‏,‏ ورئيس مركز أطياف الليزر بالمعهد نفسه كما انتخب عضوا بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام‏1980,‏ وقد تولي علي مدي‏24‏ عاما رئاسة تحرير مجلة علوم الكيمياء الطبيعية‏,‏ وهي من أهم المجلات العلمية في العالم‏.‏
وعن أهمية علم النانو تكنولوجي وتطبيقاته علي مستوي العالم‏,‏ يقول العالم المصري في محاضرة بمكتبة الإسكندرية‏:‏ إن النانو هي تكنولوجيا تقوم علي أشياء صغيرة ومتناهية الصغر‏,‏ وتعتمد علي خواص المواد‏,‏ وأن أنظار العالم تتجه حاليا نحو أبحاث هذا العلم لقدرته علي إعطاء مواد جديدة لا عدد لها‏,‏ عن طريق تغيير خواص مواد صغيرة‏.‏ وأوضح أن الشعرة سمكها يساوي‏50‏ ألف نانوميتر‏,‏ مما يوضح مدي صغر هذه الجزيئات‏,‏ حيث إن أي مادة يتم تصغير حجمها تختلف خواصها‏,‏ ويمكنها أن تعطي مادة أخري مختلفة عنها تماما‏.‏
وأكد أن النانو تكنولوجي فتح مجال جديد للعلم وتطبيقاته‏,‏ حيث أنه بدراسة المواد المختلفة وخواصها بتأني ودقة‏,‏ يمكن الكشف عن خواص جديدة في حال تحويل هذه المواد إلي جزئيات النانو المتناهية الصغر‏,‏ وبالتالي يمكن أن يكون لتلك الخواص الجديدة أهمية صحية‏,‏ وصناعية‏,‏ وتجارية‏,‏ واقتصادية‏,‏ مشيرا إلي أن عام‏2008‏ شهد إنتاج حوالي‏610‏ منتجات في‏322‏ شركة في أكثر من‏20‏ دولة‏,‏ باستخدام النانو تكنولوجي‏.‏
وعن أبحاثه في مجال التكنولوجيا الدقيقة وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان‏,‏ قال العالم المصري إن الذهب الذي يعتبر معدنا نفيسا تجاريا‏,‏ ليس له أي قيمة من الناحية الكيميائية‏,‏ لأنه لا يتفاعل مع شيء‏,‏ ويطلق عليه العلماء العنصر الكسول‏,‏ ولكن حينما يتحول الذهب إلي جزيئات النانو يصبح لونه يميل إلي اللون الأخضر‏,‏ وهذه الجزيئات الدقيقة من الذهب قادرة علي أن تصل للخلايا السرطانية وتقضي عليها وتميتها وتمنع عملية الانقسام الخلوي لها وبالتالي تمنع تكاثرها‏.‏
وشرح العالم المصري في محاضرة الأسبوع الماضي بالمركز القومي للبحوث‏:‏ يتم حاليا استكمال التجارب علي استخدام جزيئات الذهب للتشخيص المبكر للخلية المريضة داخل الجسم حيث إن خلية السرطان تنتج بروتينات أكثر من الخلية العادية‏,‏ وعند وضع قطع الذهب تتراكم عليها وتدخل فيها‏,‏ وبمجرد تسليط الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج‏,‏ كما أنها تعمل علي تركيز الأشعة الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها في التخلص وتدمير الخلايا السرطانية‏,‏ وبالتالي القضاء علي السرطان في الجسم بنسبة‏100%.‏ وأكد أن أحدث ما توصل إليه من خلال أبحاثه في هذا المجال‏,‏ هو امكانية استخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان بثلاث طرق مختلفة‏,‏ الأولي هي طريقة العلاج الضوئي الحراري‏,‏ حيث تمتص الخلايا السرطانية الضوء الناتج عن مركبات الذهب‏,‏ وتعمل الحرارة الناتجة من الضوء الممتص علي قتل الخلايا السرطانية‏.‏
وأضاف أن الطريقة الثانية للعلاج تتم بربط جزيئات من العلاج الكيميائي مع جزيئات الذهب‏,‏ وبالتالي يتم التخلص من الخلايا السرطانية بالعلاج الكيميائي‏,‏ ولكن بأسلوب أسرع من طرق العلاج المعتادة‏.‏ أما الطريقة الثالثة والأخيرة فتتم باستخدام جزيئات متناهية الصغر من الذهب‏,‏ والتي تقوم بمهاجمة نواة الخلايا السرطانية بشكل أسرع‏,‏ وبالتالي تحويل خواص النواة وإضعاف عملية انقسام الخلية السرطانية‏,‏ ومنع المرض من الانتشار‏.‏
وقال العالم المصري في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي بالمركز القومي للبحوث يتم حاليا استكمال التجارب علي استخدام جزيئات الذهب للتشخيص المبكر للخلية المريضة داخل الجسم حيث أن خلية السرطان تنتج بروتينات أكثر من الخلية العادية‏,‏ وعند وضع قطع الذهب تتراكم عليها وتدخل فيها‏,‏ وبمجرد تسليط الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج‏,‏ كما أنها تعمل علي تركيز الأشعة الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها في التخلص وتدمير الخلايا السرطانية‏,‏ وبالتالي القضاء علي السرطان في الجسم بنسبة‏100%.‏
وقال الدكتور السيد إن أبحاث استخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان تتزايد الآن بشكل كبير‏,‏ وتم تطبيقها علي خلايا سرطانية من حيوانات التجارب‏,‏ مؤكدا أن استخدام الأساليب نفسها علي الإنسان قد يتطلب بعض السنوات قبل تطبيقه‏,‏ حيث يتم الآن في مراكز هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية بحث تطبيق العلاج علي الأعضاء الخارجية للإنسان فقط‏,‏ كالرقبة والحلق‏,‏ وذلك لأن الأبحاث لازالت جارية للتأكد من قدرة جسم الإنسان علي التفاعل مع جزيئات الذهب‏,‏ وضمان عدم حدوث أي مضاعفات‏,‏ وإيجاد طرق لتخلص جسم الإنسان من جزيئات الذهب نهائيا بعد أن تقوم بعملها في القضاء علي الخلايا السرطانية‏.‏
وأشار إلي أن أهم مميزات استخدام النانو تكنولوجي في علاج مرض السرطان هي تجنب الجراحة ومخاطرها‏,‏ وتخطي مشاكل العلاج الإشعاعي والكيميائي‏.‏ وأوضح أن شخصا واحدا من كل أربعة أشخاص يموت بالإصابة بمرض السرطان سنويا‏,‏ حيث أن‏23%‏ من الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية يكون سببها مرض السرطان‏.‏ وأكد أن مجاله لا يؤهله للمنافسة علي جائزة نوبل في المستقبل في حال نجاح تجاربه علي البشر‏,‏ قائلا هذا أمر غير وارد إطلاقا‏,‏ فجائزة نوبل لها قواعد منهجية‏,‏ ولا تعطي في الغالب علي أبحاث تطبيقية‏,‏ فحتي لو نجحت التجارب علي البشر من غير الوارد أن يتم ترشيحي لجائزة نوبل‏,‏ كما أنني لا أهتم إطلاقا بالحصول عليها‏,‏ فالجائزة سيكون الأحق بها من يستطيع اكتشاف الجين المسبب للسرطان‏,‏ ومنع حدوث المرض نهائيا وأتوقع أن يتم ذلك خلال‏15‏ عاما من الآن وأنا لا أعمل بذلك لكوني لست طبيبا‏.‏
وحول علاقته بالدكتور أحمد زويل‏,‏ قال الدكتور مصطفي السيد الدكتور أحمد زويل عالم مصري عظيم‏,‏ وأنا فخور بما حققه من إنجاز علمي‏,‏ وعندما حصل علي نوبل كنت قد دعيت من قبل اللجنة المنظمة لجائزة نوبل بالسويد‏,‏ وكنت مساندا بشكل كبير‏,‏ وبعد تسلمه الجائزة احتفلت معه بهذا الإنجاز‏,‏ ونحن نتقابل من حين لآخر في المؤتمرات والندوات بالولايات المتحدة الأمريكية‏.‏
من جهة أخري‏,‏ شدد الدكتور مصطفي السيد علي ضرورة قيام العلماء والأطباء بدراسة كافة الآثار الجانبية للنانو ذهب قبل تحويله إلي عقار‏,‏ وذلك‏,‏ ضمن محاضرة عرض فيها لدور النانو ذهب في وقف انقسام نواة الخلايا السرطانية ودفعها إلي الموت الخلوي المبرمج‏.‏
عالم الفيمتوثانية يفجر ثورة لنشاهد الذرة
في احتفالية في متحف اللوفر بباريس‏,‏ قال د‏.‏ زويل‏(‏ أن الفضول هو الذي قادني إلي علم الفيمتو‏,‏ وأن الفضول نفسه هو الذي مكننا من اختراع الميكروسكوب رباعي الأبعاد الذي يجعل من الممكن مشاهدة المادة بجميع أبعادها الثلاثية مع إضافة الزمن كبعد رابع‏.‏
فقد كان الثلاثاء الموافق‏21‏ أكتوبر عام‏1999,‏ يوما مجيدا في حياة العالم أحمد زويل زويل أستاذ الكمياء الفيزيائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة‏(‏ كآلتك‏)‏ مع لإعلان فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء‏,‏ ليصبح رقم‏91‏ الذي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء منذ إنشاء هذه الجائزة‏,‏ كما أنه يعد واحدا من العلماء النادرين الذين فازوا بهذه الجائزة منفردين‏,‏ حيث جرت العادة أن يشترك أكثر من عالم في الفوز بالجائزة في كل فرع من العلوم المختلفة‏,‏ وذلك لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع‏,‏ وقد أعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم الدكتور زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر‏,‏ حيث أدت أبحاثه إلي ميلاد ما يسمي بكيمياء الفمتوثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية وذلك بسرعة الفمتو ثانية‏.‏
وكان الدكتور زويل قد دخل إلي عالم الليزر بطريقة عكسية علي خلاف جميع العلماء‏,‏ فالكل كان يدرس الجزيئات فور التحامها ببعضها ثم يقومون بابتكار شيء جديد له خواص وطاقة جديدة‏,‏ ولكن أبحاثه قامت علي معرفة تحرك الجزيئات من ولادتها أو التحامها بغيرها‏,‏ ومثل هذه العملية لا تستغرق سوي ثوان معدودة‏,‏ وكان لابد أن يجد وسيلة للتدخل لمعرفة ما يحدث في أقل من جزء من الثانية‏,‏ وتمكن باستخدام الليزر وكاميرا دقيقة جدا من تصوير ما يجري في التفاعل الكيميائي في مدة قياسية هي مليون من بليون من الثانية‏,‏ ونسبة هذه المدة إلي الثانية الواحدة تعادل نسبة الثانية الواحدة في عمر الزمن إلي‏32‏ مليون سنة‏.‏
والفائدة العملية لهذه الوحدة التي توصل إليها الدكتور زويل تعود إلي إمكانية استخدام الليزر كميكروسكوب جراحي يوضح الصورة‏,‏ بحيث يتم ذلك في أحرج الأوقات وفي أقل مدة زمنية‏,‏ وبفضل أبحاثه تم تطوير عامل الزمن في رؤية أشياء‏,‏ سواء كانت داخلية أو خارجية بسرعة واحد علي المليون من البليون من الثانية‏,‏ وقد أطلق عليها اسم الفمتو‏,‏ وعلي هذا الأساس أمكن لأول مرة رؤية الجزيئات غير المرئية التي تسبب الأمراض‏.‏
وهكذا استطاع د‏.‏زويل أن يغير بذلك علم الكيمياء الحديثة‏,‏ بعدما سلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها ماكس بورن‏:‏ و روبرت اوبنهايم بما يسمي باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخري ويولد عنها جزئ جديد‏,‏ أي مادة جديدة‏,‏ وذلك من خلال ابتكاره لكاميرا جزيئيه تستطيع تصوير عملية التفاعل التي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه‏32‏ مليون سنه‏.‏
ومنذ أن ظهرت أولي التقنيات المتطورة في تسجيل وعرض الصور المتحركة للعالم المتحرك من حولنا‏,‏ وحققت ما كان يظنه الإنسان من قبل سحرا أو ضربا من خيال‏,‏ ها نحن اليوم‏,‏ نشهد ثورة شبيهة بسابقتها‏...‏ ولكن لعالم يتحرك في مستويات القياس الذرية وهي تقنية جديدة يقدمها لنا الدكتور زويل تصور لنا في الزمن الحقيقي‏,‏ وتشكيل مرئي للفضاء الحقيقي ثلاثي الأبعاد لكل التغيرات التي تجري علي بنية وشكل المادة بأصغر أجزائها‏,‏ وبأبعادها النانوية‏.‏
إنها مشاهد حقيقية وواقعية من الأفلام التي قام الميكروسكوب رباعي الأبعاد‏,‏ احدث ابداعات العالم زويل‏,‏ بتسجيلها‏,‏ خطوة خطط لها أن تنجز منذ عام‏2006‏ ضمن الخطة البحثية التي عهدت إلي معهد كآلتك‏,‏ وقد سميت هذه التقنية الحديثة بالميكروسكوب الإلكتروني رباعي الأبعاد‏.‏
ويقول زويل‏:‏ كان حلمي منذ عام‏1999‏ أن أتوصل إلي طريقة لرصد الحركة مكانيا بأبعاد المكان الثلاثة‏,‏ وزمانيا‏,‏ كان حلمي أن أغوص إلي عمق البنية المعقدة علي المقياس الذري للمادة وأراقب تغيراتها خلال الزمن‏,‏ سواء كانت مادة فيزيائية أو حيوية‏.‏ لقد شكل الميكروسكوب الإلكتروني أداة مساعدة لكافة الأبحاث العلمية عندما قدم إمكانية للعلماء لمشاهدة البنية الثابتة للمواد وبدقة تفوق الجزء من بليون جزء من المتر أو النانومتر‏,‏ وهو ما حققه العالم أحمد زويل مع زملائه بتقديمهم لنظام التصوير الإلكتروني رباعي الأبعاد عالي الدقة‏,‏ والذي سموه التصوير أحادي الإلكترون فائق السرعة‏,‏ حيث يتم التحكم بمسار الإلكترون المنبعث بشكل دقيق زمنيا ومكانيا‏.‏
وهناك فارق كبير بين المشروع الجديد وبين الفيمتوثانية‏,‏ كما يوضح الدكتور زويل‏,‏ ففي القيمتوثانية نستخدم أشعة الليزر‏,‏ أما في البحث الجديد نستخدم إلكترون يتم توليده ثم توجيهه للخلية ثم إلي مكان أدق داخل الناتوتكنولوجي أي أننا نركز الإلكترون في مساحة نانو أي‏1‏ بليون من السنتيمتر‏,‏ وأقسمه إلي مليار وحدة‏,‏ بحيث أتمكن من النظر إلي الخلية عبر الميكروسكوب في أصغر مكان وزمان‏,‏ وبمعني أكثر سهولة فإن الاختراع الجديد هو الميكروسكوب رباعي الأبعاد‏,‏ أما الفيتمو فهو أحادي الابعاد‏.‏
وكما ذكر في مجلة العلوم‏,‏ فقد طبق زويل وزملاؤه تقنيتهم علي رقائق الذهب والجرافيت في مراقبة سلوك ذراتها‏,‏ وتتألف مادة الجرافيت التي تشكل مادة الكتابة في قلم الرصاص من طبقات من ذرات الكربون المنتظمة بشكل مصفوفات صفائحية متتالية‏,‏ وأبدت ذراتها حركة منتظمة ومتماسكة‏,‏ حينما شوهدت في فيلم فيمتوي علي المقياس الزمني‏,‏ ولكن من الجدير بالذكر‏,‏ أنه قد سبق للعلماء أن قاموا بدراسة تصويرية من رتبة البيكوثانية علي المقياس الزمني باستخدام ميكروسكوبات أخري‏,‏ وقد أنتجت صفائح الجرافيت النانوية أمواجا صوتية‏,‏ أما في الصور‏,‏ فقد ظهرت حركة الصفائح لا الذرات وحدد من خلال هذه الحركة مقدار القوة التي تربطها مع بعضها البعض ضمن خاصية إجهادية‏-‏ توترية أسميت بمعامل يونج‏,‏ أما المجهر رباعي الأبعاد‏,‏ فقد قدم لنا فيلما لحركة ذرات وصفائح الجرافيت في أبعاد الفراغ والزمن‏.‏
صاحب تطبيقات الجرافين في مجال الطاقة والبيئة
يرجع العلماء العلاقة بين العلوم الأساسية‏,‏ الفيزياء والكيمياء والرياضة والأحياء إلي الشكل الهرمي‏,‏ حيث يعتمد كل علم علي ما هو أعلاه لذلك يتم ترتيبهم بوضع الأحياء في قاعدة الهرم والرياضيات في القمة‏,‏ باعتبار الأخيرة علما قائما بذاته أو لغة في تقدير البعض‏.‏ ومابين القاعدة والقمة تأتي الكيمياء ثم الفيزياء‏.‏ وسعيا لتشجيع المجتمع وخاصة الأطفال علي الاهتمام بالعلوم الأساسية خصصت الأمم المتحدة عام‏2011‏ للاحتفاء دوليا بعام الكيمياء‏,‏ وتعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذا العلم للمجتمع والتخصصات الجديدة في الكيمياء والتي أصبحت علما قائما بذاته مثل النانوتكنولوجي‏.‏
وخلال زيارته لمصر‏,‏ خص الدكتور سامي الشال‏(‏ الأهرام‏)‏ بحديث عن تطبيقات النانوتكنولوجي وسبل دخول مصر في هذا المجال العلمي المهم‏.‏ وهو أستاذ الكيمياء بجامعة فيرجينيا كومنولث بالولايات المتحدة‏,‏ وأحد أهم العلماء في تطبيقات النانوتكنولوجي‏,‏ حيث نشر علي مدار السنوات الأخيرة أكثر من‏45‏ بحثا وكتابا حول خواص مواد النانو والتغيرات الفيزيائية والكيميائية لهذه المواد عند تغيير شكلها الهندسي وسبل الاستفادة منها في مجال الطاقة والحد من ملوثات البيئة وفي إنتاج محفزات كيميائية تسهم في زيادة الإنتاج الصناعي‏,‏ كما أن له‏5‏ براءات اختراع مسجلة دوليا عن مركبات النانو ذات التطبيقات الصناعية‏.‏ وفيما يتعلق بدعم التعاون البحثي المصري الأمريكي فإنه أحد منسقي الورش العلمية في مجال النانوتكنولوجي وعضو اللجنة الوطنية الأمريكية للكيمياء والتي تقوم بالترويج لأنشطة عام الكيمياء محليا ودوليا‏.‏
يقول الدكتور الشال إن هذا العام سيشهد عدة احتفالات دولية متعلقة بالكيمياء مثل مئوية ماري كوري مكتشفة مادة الراديوم المشعة والحاصلة علي جائزة نوبل في الكيمياء‏,‏ كما سيتم إشراك أطفال العالم في تجربة علمية لقياس درجة حمضية ماء الشرب وإرسال نتائج تجربتهم علي الإنترنت‏,‏ إضافة إلي العديد من ورش العمل للعامة والمتخصصيين والتي سيقيمها علماء كبار حاصلين علي جائزة نوبل في الكيمياء ومهتمون بالثقافة العلمية مثل بروفيسور كروتو أستاذ الكيمياء بجامعة ساسكس ببريطانيا‏.‏
ويضيف الدكتور سامي إنه خلال السنوات الأخيرة تضاعف حجم الأبحاث في مجال النانو حيث نجح معمله في رصد فوائد الجرافين وهي شرائح من مركبات من الكربون علي هيئة خلايا النحل لها تطبيقات عديدة مثل تصنيع الخلايا الشمسية وتحلية مياه البحر‏,‏ وهي التطبيقات التي تم نقلها لمصر من خلال فريق بحثي ترأسه الدكتورة مني بكر تلميذة الدكتور مصطفي السيد‏.‏ وفيما يتعلق بالتعاون البحثي بين مصر والولايات المتحدة‏,‏ فسيشهد العام عدة مؤتمرات مشتركة كون‏2011‏ هو العام العلمي المصري الأمريكي‏,‏ وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الكيمياء فقد بدأ منذ‏10‏ سنوات في صورة ورش بحثية بين العلماء من كلا البلدين‏,‏ مما أسهم في توفير منح دراسية للباحثين المصريين للتعلم والتعرف علي التطبيقات البحثية المتعددة للنانوتكنولوجي وتشجيع الدولة لتزويد المعامل بالأجهزة الحديثة المهمة لإجراء أبحاث علي مواد النانو‏,‏ كما ظهرت مبادرات للجامعات الخاصة والشركات بإنشاء وحدات بحثية لتطبيقات النانوتكنولوجي بما يوحي بأن هناك تحركا إيجابيا من قبل الدولة والقطاع الخاص لدعم وتشجيع هذا المجال العلمي المهم الداعم للصناعة ولحل الكثير من مشكلاتنا القومية‏.‏ إلا أنه في واقع الأمر‏,‏ هناك أمور كثيرة يجب الوقوف عندها عند تقييم التجربة التي خاضتها مصر لنقل هذا العلم‏.‏ فعلي عكس ما هو شائع‏,‏ فإن النانوتكنولوجي لم يعد علما جديدا علي المستوي الدولي وبالتالي من الصعب البدء وإجراء أبحاث أولية لاستكشاف الخواص الكيميائية والفيزيائية للمواد‏,‏ فلا يجب أن نخترع الدراجة لأن كل هذه المعلومات موجودة بالفعل ومنشورة‏,‏ وإذا أردنا أن ننشر أبحاثنا دوليا ونتميز عن الدول الأخري يجب أن نوجه تفكيرنا نحو الموضوعات التي من الممكن أن تحل مشكلات علي المستوي القومي أو حتي للشركات الصناعية خاصة وأن الفرصة مازالت مهيأة للدول النامية أن تنهل من هذا العلم وتطبيقاته‏.‏ إضافة لذلك‏,‏ يمكن القول أنه علي مدار السنوات تشكل في مصر جيل من الباحثين في النانوتكنولوجي‏,‏ إلا أن هناك مشكلات عديدة لهم منها غياب التخطيط للاستفادة منهم‏,‏ إضافة إلي وجود بعض المشروعات البحثية المكررة والي غياب التواصل فيما بينهم بما يعوق علمهم كفريق‏.‏ ورغم هذه المعوقات‏,‏ يوضح الدكتور الشال أنه علي مدار السنوات الأخيرة تشكلت كوادر مصرية في شقين هما تطبيقات النانوتكنولوجي في مجال الزراعة‏,‏ وهي من نقاط التميز لمصر لقلة الأبحاث الدولية في هذا المجال‏.‏ أما الشق الآخر فهو تطبيقات مواد النانو لعلاج الأورام السرطانية وهو مجال ذو اهتمام دولي كبير‏.‏
ويضيف الدكتور سامي الشال إن من الأمور التي لا أفهمها ولا أجد تفسيرا لها هو الوضع الحالي لمركز أبحاث النانوتكنولوجي بمدينة مبارك‏,‏ فهذا المركز منذ‏5‏ سنوات أو أكثر كان يبشر بالكثير ومحط إعجاب العلماء بالولايات المتحدة‏,‏ نظرا لإنفاق الدولة وتوفيرها لكل ما هو مطلوب من بنية أساسية ومعامل وأجهزة وتدريب للباحثين الشباب‏,‏ بحيث نشهد اليوم إنتاجا بحثيا علي المستوي الدولي وابتكارات تستفيد منها الصناعة‏,‏ إلا أن كل ذلك لم يتحقق ولا أعرف لماذا؟ كما أن السكوت علي هذا الأمر يبعث الكثير من القلق‏,‏ وليس من الحكمة أن ننسي كل ما أنفق أو ننشئ مدينة بديلة‏,‏ ففي هذا الأمر إهدار للوقت والمال والجهد‏.‏
وعن رؤيته لدعم أبحاث النانوتكنولوجي في مصر‏,‏ يري الدكتور الشال أنه يجب أن توجه الدولة أولوياتها علي مستويين‏,‏ أولا تحديث المناهج وإدراج النانوتكنولوجي في كافة الدراسات العلمية‏.‏
ثانيا توجيه أبحاث النانوتكنولوجي لعلاج المشكلات القومية مثل تلوث الهواء وإنتاج الطاقة‏,‏ مثل تصنيع أنواع جديدة من الفلاتر تنقي الهواء بدرجة أفضل‏,‏ أو إنتاج مركبات كيماوية تساعد علي إعادة تدوير المخلفات الكيماوية الضارة بالبيئة أو حل المشكلات الموجودة في الطاقات الجديدة والمتجددة‏.‏ أما فيما يتعلق بالقطاع الصناعي‏,‏ فهناك قطاعان بالغي الأهمية هما الغزل والنسيج ومواد البناء والتشييد‏,‏ وحتي تصبح النانوتكنولوجي شأنا قوميا يجب أن تكلف الشركات الباحثين لإيجاد حلول لمشكلات الصناعة وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تطبيقات النانوتكنولوجي‏.‏
قبل أن أغادر نظر إلي الدكتور سامي وأكد أنه برغم كل المشكلات فإن الوضع البحثي والعلمي في مصر أفضل بكثير مما سبق وأكيد فيه أمل‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.