طوال خمس سنوات من المواجهة لفيروس إنفلونزا الطيور.. لم نحصد إلا الفشل! فقد حدثت عشوائية في المواجهة, وفي استخدام اللقاحات, لدرجة أنه استوطن في مصر. ومنذ أيام, عاد الفيروس للتحور من جديد, وهاجم مزارع الدواجن بلا رحمة, وتسبب في نفوق كميات كبيرة من الأمهات, وكتاكيت التسمين, فانخفضت الكميات المطروحة في الأسواق, وارتفعت الأسعار, وباتت الثروة الداجنة في حضن الخطر! الخطير في إصابات إنفلونزا الطيور كما يقول الدكتور عبدالرحمن عطا أستاذ فسيولوجيا المناعة في الدواجن بكلية الزراعة جامعة القاهرة, أنها تعمل علي تثبيط الجهاز المناعي للدواجن, وبالتالي تتسلل أمراض كثيرة إليها عقب اصابتها بفيروس الإنفلونزا, مثل مرض نيوكاسل الفيروسي, أو الإيكولاي البكتيري, مما يزيد من فرص نفوق الدواجن. الأمان الحيوي أولا لأن الوقاية دائما خير من العلاج, فإنه من الضروري اتباع اجراءات الأمان الحيوي, الذي يقوم علي التهوية السليمة في العنابر بالمزارع, وكذلك منع الزيارات, واتباع العمال وسائل النظافة, وإقامة سور حول المزرعة, وان تكون المسافة الفاصلة بين كل عنبر وعنبر50 مترا داخل المزرعة الواحدة و2 كيلو متر بين كل مزرعة وأخري, حتي لا ينتشر المرض من المزارع المصابة إلي المزارع السليمة, فضلا عن اتباع الإجراءات الوقائية, والالتزام بتنفيذ برامج التحصين للدواجن باللقاحات اللازمة لمقاومة الفيروس, ومنع انتشاره بين الطيور. وبالنسبة للنقص الحالي في كميات الدواجن المطروحة في الأسواق فإن له ما يبرره, فهو يرجع في رأي د. عبدالرحمن عطا يرجع إلي انخفاض الكفاءة الانتاجية للتسمين, لأن الذرة المستخدمة كعلف في تغذية الدواجن كانت مصابة بسموم فطرية, كما أن الزملاء بالطب البيطري أكدوا إصابة الدواجن بمرضIB الذي يصيب الجهاز التنفسي للدجاج فقط, مما أدي إلي نفوق كميات كبيرة منها, فضلا عن تحور الفيروس وتسببه في نفوق كميات من الدواجن في مزارع الأمهات, وهذا ما يفسر قلة المعروض, وبالتالي ارتفاع الأسعار في الأسواق. وبشكل عام, فإن تحور الفيروس حقيقة مؤكدة هكذا يقول الدكتور محمد الشافعي نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن لكن هذه ليست هي المشكلة, لأن الحكومة بصدد التحضير للقاح جديد من الفيروسات المتحورة, لكن المشكلة الحقيقية حاليا تكمن في نفوق كميات كبيرة من كتاكيت التسمين, والأمهات, وبالتالي انخفاض المعروض, وزاد الطلب في ظل ارتفاع أسعار اللحوم, والأسماك, مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق خلال الفترة الأخيرة. تعويض المزارع * سألته: يخشي كثير من أصحاب مزارع الدواجن الإبلاغ عن إصابات الإنفلونزا خشية اعدام الدجاج بالكامل.. فكيف يعمل اتحاد منتجي الدواجن علي تشجيعهم لاتخاذ هذه الخطوة؟ ** د. الشافعي: في الاتحاد, لدينا صندوق لتعويض أصحاب المزارع في حالة إصابتها بالفيروس, حيث يتم إعدام الطيور المصابة, وتقديم التعويض المادي عنها بنسب مختلفة من مزرعة إلي أخري, حيث تتراوح نسبة التعويض بين50% لشركات جدود الدواجن لكي تكون شريكة معنا في اتباع الاحتياطات اللازمة التي تحول دون انتشار المرض لديها, أما التعويض بنسبة60% فيكون لمزارع الأمهات, وأمهات التسمين, وأمهات اللحم البياض, بينما يتم صرف تعويض بنسبة70% لمزارع التسمين, والشرط الرئيسي لصرف التعويض هو إبلاغ المزرعة مديرية الطب البيطري, أو مديريات الزراعة التي تقع في دائرتها المزرعة, عن الاصابة بالفيروس فور وقوعها, لكي تتمكن الجهات المعنية من الانتقال ومحاصرة المرض في أضيق نطاق منعا لانتشاره. وبالرغم من التعويضات التي يصرفها اتحاد منتجي الدواجن, فإن عدد المزارع التي التزمت بالإبلاغ عن الاصابات لا يتجاوز علي حد قول الدكتور محمد الشافعي 7 مزارع فقط في المنيا, والجيزة, والدقهلية, وقد تم صرف أكثر من300 ألف جنيه لبعض المزارع تعويضا لها عن الإصابة, وإعدام الدواجن, وهذا التعويض يجب أن يشجع أصحاب المزارع التي تظهر بها الاصابات علي الإبلاغ عنها فورا لصرف التعويض المناسب, والذي يختلف حسب حجم اصابة الطيور التي يتم إعدامها. لقاح جديد في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة, تم إجراء دراسات للتصدي لفيروس إنفلونزا الطيور الذي تحور عدة مرات خلال الشهور الماضية, لأنه بطبيعته لا يميل إلي السكون علي حد قول الدكتور مصطفي بسطامي عميد الكلية وقد توصل فريق بحثي من الكلية إلي لقاح للفيروس تم تحضيره من عتره محلية للفيروس, وأثبتت التجارب نجاحه في مقاومة الفيروس بنسبة100%. ولا يخفي علي أحد خطورة العجز عن مواجهة ذلك الفيروس الذي توطن في مصر ويهدد بتدمير الثروة الداجنة, ويحقق خسائر كبيرة علي المستوي الاقتصادي, فضلا عن مخاطر انتقاله من الطيور إلي البشر, مما يسبب الوفاة, ولذلك لابد من اتباع شروط الأمان الحيوي في المزارع, وتطبيق نظام التعويض, والذي يمكن أن يشجع أصحاب المزارع علي الإبلاغ عن إصابات انفلونزا الطيور الموجودة لديهم, حيث ان البعض يرفض الإبلاغ عن الاصابات خشية إعدام الطيور دون تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الاصابة بالفيروس. استراتيجية جديدة كان من الضروري يقول الدكتور محمد مصطفي الجارحي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أن تتغير استراتيجية المواجهة لفيروس انفلونزا الطيور, ففي الاستراتيجية القديمة كان الأساس في المواجهة هو اللقاح, ولكن تبين أنه بعد5 سنوات من تحصين الدواجن باللقاحات, تصاب الدواجن بالفيروس, لذلك قمنا بإعداد استراتيجية جديدة تمت مراجعتها مع المحافظين, ومديريات الطب البيطري, ومنظمة الأغذية والزراعة( الفاو), وهيئة المعونة الأمريكية, وقد اعتمد وزير الزراعة هذه الاستراتيجية, ولكن لم يتم وضع الخطة التنفيذية لها بعد. في الوقت نفسه, قمنا بتشكيل لجنة عليا تضم كل من له علاقة بمواجهة هذا الخطر, وبمشاركة أصحاب المزارع, ورجال الصناعة المتخصصين في هذا المجال, ليكونوا شركاء معنا في المواجهة كما عقدنا مؤخرا لقاء موسعا لهم في محافظة الاسكندرية, ووجدنا أننا لدينا عشوائية في استخدام اللقاحات, حيث يبلغ عددها في مصر21 لقاحا, وتبين لنا أن الدول التي نجحت في السيطرة علي فيروس انفلونزا الطيور تستخدم لقاحا واحدا. ومع المواجهة البيطرية باللقاح, لابد من اتباع شروط, وإجراءات الأمان الحيوي, لكي تكون المزارع آمنة, ولكيلا ينتقل الفيروس من المزارع المصابة إلي السليمة, لاسيما أنه في حالة تحور الفيروس فإن اللقاحات لا تفيد, ولا تحقق النتائج المرجوة في المواجهة, وفي الوقت نفسه نعمل علي تشكيل لجنة قومية للتطعيمات البيطرية, لتقييم اللقاحات الموجودة لمواجهة الفيروس, واختيار لقاح واحد منها.