البابا تواضروس يهنئ وزير الأوقاف بعيد الأضحى    بدون زيادة.. «التعليم» تحدد المصروفات الدراسية بالمدارس الحكومية للعام الدراسي الجديد    البورصة المصرية تربح 7.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    إسرائيل تتبنى اغتيال قيادي في حزب الله    على خطى الأجداد.. طفلة فلسطينية تتمسك بمفتاح منزل عائلتها المدمر في جنين    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الشعب والإعلام المصري ساندوا القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    أيمن الشريعي: نعمل على حفظ حقوق إنبي وتنظيم اللوائح الرياضية    محافظ أسيوط يتفقد مقار لجان امتحانات الثانوية العامة بحي شرق    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل شاب بالغربية    السيطرة على حريق مصنع كيماويات في العاشر من رمضان    قبل رفعها من دور العرض.. الإيرادات الإجمالية لأفلام موسم عيد الفطر السينمائي    ل برج الأسد والحمل والقوس.. ماذا يخبئ شهر يونيو 2024 لمواليد الأبراج الترابية؟    الداخلية تكشف حقيقة وفاة طفل مصري خلال أداء مناسك الحج    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    وكيل «صحة الشيوخ»: الرئيس السيسي وجه تحذير للعالم من مغبة ما يحدث في غزة    الرئيس السيسي يهنئ الملك تشارلز الثالث بذكرى العيد القومي    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    فينورد الهولندي يعلن خليفة آرني سلوت بعد رحيله لليفربول    الكشف عن حكم مباراة ألمانيا ضد أسكتلندا في افتتاح يورو 2024    أبرزهم راقصي السامبا.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    بعد طرحه أغنية «القاضية» في «ولاد رزق 3».. إسلام شيندي يستعد لعقد قرانه    دعاء رد العين نقلا عن النبي.. يحمي من الحسد والشر    «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية    المصري الديمقراطي: تنسيقية شباب الأحزاب استطاعت تأهيل عدد كبير من الشباب للعمل السياسي    البورصة: مؤشر الشريعة الإسلامية يضم 33 شركة بقطاعات مختلفة    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    وزير الدفاع الألماني يعتزم الكشف عن مقترح للخدمة العسكرية الإلزامية    بسبب جمل.. إصابة 34 شخصًا في حادث على الطريق الدولي بجنوب سيناء    احتفالًا بعيد الأضحى.. السيسي يقرر العفو عن باقي العقوبة لهؤلاء -تفاصيل القرار    مدبولي يتابع جهود توطين صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات    محافظ جنوب سيناء ورئيس القابضة للمياه يناقشان آليات تحسين منظومة المرافق    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    تدريب وبناء قدرات.. تفاصيل بروتوكول تعاون بين مركز التدريب الإقليمي للري والمعهد العالي للهندسة بالعبور    عزيز الشافعي: أغاني الهضبة سبب من أسباب نجاحي و"الطعامة" تحد جديد    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عصام السيد يروي ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    رئيس إنبي: سنحصل على حقنا في صفقة حمدي فتحي "بالدولار"    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    "لا أفوت أي مباراة".. تريزيجية يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    «متحدث الصحة» يكشف تفاصيل نجاح العمليات الجراحية الأخيرة ضمن «قوائم الانتظار»    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    بدء العمل بأحكام اللائحة المالية والإدارية بقطاع صندوق التنمية الثقافية    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    الأرصاد تكشف عن طقس أول أيام عيد الأضحي المبارك    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    المجتمعات العمرانية تحذر من إعلانات عن كمبوند بيوت في المنصورة الجديدة: لم يصدر له قرار تخصيص    بعد رد حماس على مقترح الهدنة.. تفاصيل مشروع بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إزالة الشر من عزبة خير الله‏!‏

كل انواع الشر كانت في عزبة خير الله‏..‏عشوائيات‏..‏بلطجة‏..‏ عشش صفيح وبيوت غير أدمية يعيش فيها الاهالي دون مرافق ولا دورات مياه‏..‏ اطفال شوارع وعمالة اطفال‏..‏تشرد‏..‏ عيش بين اكوام القمامة‏.‏ الوضع في العزبة كان غير انساني لايمت للعاصمة بصلة ولا يقترب من الحد الادني المطلوب للحياة الأدمية لاي انسان‏.‏ وفوق كل هذا كانت صخور هضبة الزهراء بالمقطم تقف بالمرصاد فوق رءوس الاهالي منذرة بكارثة خطيرة مثل كارثة الدويقة في سبتمبر‏2008‏ يذهب تحت انقاضها المئات من اهالي العزبة‏..‏ باختصار كانت العزبة في انتظار الكارثة‏.‏
عشرات السنين التي عاشها اهالي العزبة في هذه الظروف جعلت البعض يطلق عليها العزبة المنسية‏..‏ فقد الاهالي الامل في كوب ماء نظيف او حتي شبكة صرف صحي برغم انهم يعيشون في قلب القاهرة واصبحت الحياة وسط تلال القمامة امرا مألوفا بل معلم من معالم العزبة التي للاسف تضم بينها العديد من المناطق الاثرية والتاريخية والاسلامية المهمة التي تؤهلها لتكون قبلة سياحية ومزارا للمواطنين وليس مأوي للبلطجية سرطانا عشوائيا ينهش في جسد القاهرة‏.‏
هذا الوضع المأساوي لم يكن غائبا عن محافظ القاهرة د‏.‏ عبدالعظيم وزير بعد توليه المسئولية وقرر بحسم تحويل هذه البؤرة السرطانية الي مجتمع حضاري جديد علي اعلي مستوي في التخطيط‏..‏ وجاء انهيار صخرة الدويقة علي بيوت الاهالي العام قبل الماضي ليعجل بالبدء في تنفيذ خطة تطوير العزبة خوفا من تكرار مأساة الدويقة وكانت البداية بإزالة المنازل المهددة بالانهيار علي حافة هضبة الزهراء ونقل سكانها الي مساكن جديدة كاملة التشطيب بمحافظة‏6‏ اكتوبر ليبدأ وجه عزبة الهجانة في التغير‏.‏
تحقيقات الاهرام رصدت عملية ازالة الشر من عزبة خير الله حتي تم نقل السكان‏.‏
بداية سألت محافظ القاهرة د‏.‏ عبدالعظيم وزير ماذا تم حتي الآن في عزبة خير الله اسوأ منطقة عشوائية في القاهرة؟
اجابني د‏.‏ وزير بأن تطوير عزبة خير الله يأتي ضمن أولويات العمل ضمن برنامج تطوير العشوائيات بالمحافظة‏,‏ حيث تعتبر من أكبر المناطق العشوائية وتمتد علي مساحة‏480‏ فدانا‏,‏ ونظرا لتعدد الولايات عليها حيث تتبع العزبة هيئة الآثار نظرا لوجود أقدم مواقع أثرية شهدت بدايات دخول الإسلام مصر كما تتبع شركة المعادي للإسكان لذا كان من الصعب علي المحافظة خلال السنوات الطويلة الماضية التدخل بالتطوير والازالة ولكن قمنا بحل هذه المشكلة بالتنسيق مع المجلس الأعلي للآثار من خلال تحديد المناطق الاثرية بالعزبة وتحديد حرم لها وإخضاعه لقانون الآثار وما عدا ذلك اصبح تحت اشراف المحافظة مباشرة وبالتالي قضينا علي العراقيل الادارية التي كانت تعوق التطوير‏.‏
كما تم التنسيق مع شركة المعادي للإسكان بأن يتم إعداد تخطيط عمراني جديد للمنطقة وتحديد حرم لحافة هضبة الزهراء يمنع البناء فيه تماما حتي لا تتكرر كارثة سقوط صخرة الدويقة علي منازل المواطنين كما حدث في سبتمبر‏2008‏ كما تم وضع اشتراطات بنائية للمنطقة‏,‏ وتم اعتماد مبلغ‏100‏ مليون جنيه من وزارة الإسكان لإنشاء مشروعات شبكات لمياه الشرب والصرف الصحي للمنطقة حيث يتكلف مشروع الصرف الصحي مبلغ‏70‏ مليون جنيها وتم انجاز العمل فيه حتي الآن بنسبة‏70%‏ مع الالتزام بأن يكون الحفر تحت إشراف هيئة الآثار‏.‏
وقد انتهينا من إزالة وتفريغ مساحة تقدر بحوالي‏28‏ فدانا أعلي وأسفل الهضبة وتحديد حرم لسفح وأعلي هضبة الزهراء لايقل عمقه عن‏20‏ مترا وتحديد المناطق ذات الخطورة بها والتي تضم عزبة خيرالله أعلاها واسطبل عنتر أسفلها حيث تم تشكيل لجنة فنية لفحص وتأمين هضبة الزهراء برئاسة د‏.‏ اميمة صلاح الدين رئيس جهاز التفتيش علي اعمال البناء‏.‏
وأضاف المحافظ أن العمل متواصل حاليا تحت اشراف اللجان العلمية لتهذيب وصيانة الهضاب واتخاذ الاجراءات الهندسية لحمايتها طبقا لأولويات الخطورة‏,‏ حيث تقوم شركة المقاولون العرب بإزالة وتهذيب الصخور التي تحددها اللجنة المختصة لإزالة أسباب الخطورة كما يجري العمل علي قدم وساق في إزالة مناطق الخطورة بهضبة الزهراء‏,‏ والتي تشمل عزبة خير الله في أعلاها ومنطقة اسطبل عنتر أسفل الهضبة‏,‏ حيث يتم تحديد الأماكن الأكثر خطورة بمعرفة اللجنة العلمية المشكلة لفحص وصيانة الهضبة برئاسة د‏.‏أميمة صلاح الدين رئيس جهاز التفتيش علي البناء‏.‏
وأكد د‏.‏ وزير أن الأراضي التي يتم إخلاؤها حاليا سوف تستخدم كحرم أمان للهضبة سواء من أعلي الهضبة أو أسفلها‏,‏ وأنه لن يسمح بالبناء في منطقة الحرم مرة أخري‏,‏ وقد تم تكليف شركة المقاولون العرب بالبدء في تنفيذ توصيات اللجنة بإقامة حائط ساند لإنشاء مصيدة للصخور في حالة انهيارها‏,‏ أو بإنشاء مصاطب في بعض المناطق طبقا لما أوصت به اللجان الفنية‏.‏
وأضاف المحافظ أنه بعد حادث الدويقة تم تشكيل لجنة فنية علمية من أساتذة الجامعات والخبراء في مجالات الهندسة والجيولوجيا وميكانيكا التربة لفحص الهضبة والتأكد من سلامتها‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة بها‏,‏ وهي أول مرة يتم تكليف لجنة باتخاذ إجراء وقائي وليس كرد فعل لمشكلة حدثت بالفعل‏..‏
وقد انتهت اللجنة من إنجاز عدد من المراحل طبقا لخطتها‏,‏ فقد قامت في المرحلة الأولي بتجميع البيانات وتحديد المناطق شديدة الخطورة وعمل الدراسات المساحية والجيولوجية والجيوتكنيكية للمنطقة‏,‏ ودراسة طرق تدعيم الحافة وتوفير التأمين اللازم للعقارات‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة اللازم إزالتها فورا وتم خلالها إزالة عدد من العقارات أعلي وأسفل الهضبة والواقعة علي الحافة‏,‏ ونقل السكان إلي مدينة‏6‏ أكتوبر فورا‏,‏ وفي المرحلة الثانية قامت اللجنة بوضع الحلول التخطيطية المناسبة ودراسة تأمين المنشآت المتبقية حول مناطق الدراسة مع مراجعة التعديلات المقترحة مع استشاري مشروع الصرف الصحي‏,‏ وسوف يتم البدء في أعمال المرحلة الثالثة من الإزالة فور توفير الوحدات السكنية المقرر نقل السكان إليها مع إعداد مخطط أمثل للمناطق التي تمت إزالة العشوائيات بها‏,‏ وأن تقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ أعمال الهدم وتهذيب الصخور وعمليات تأمين الهضبة طبقا لما أشارت به اللجنة‏.‏
تسكين الأهالي
وما مصير الاهالي سكان العشش والبيوت التي تمت إزالتها؟
يقول المحافظ‏:‏ هؤلاء السكان تم عمل حصر دقيق بهم قبل تنفيذ الازالة ويتم نقلهم فورا الي مساكن حضارية جديدة قبل تنفيذ الازالة حتي لا تبيت هذه الاسر في العراء ولو ليوم واحد‏..‏ وقد تم نقل‏550‏ اسرة في المرحلة الاولي الي شقق جديدة مساحة‏63‏ مترا في‏6‏ اكتوبر كاملة التشطيب وجار حاليا القيام بأعمال المرحلة الثالثة لإزالة ونقل المواطنين وتسكينهم من عزبة خير الله واسطبل عنتر إلي مدينة‏6‏ أكتوبر‏,‏ والتي سوف تشمل نحو‏200‏ أسرة من المناطق الأكثر خطورة بالمنطقة طبقا لتوجيهات اللجنة الفنية التي شكلتها المحافظة لفحص هضبة الزهراء‏,‏ وحتي امس بلغ اجمالي الاسر التي تم نقلها الي شقق جديدة في‏6‏ أكتوبر بعد ازالة منازلهم‏1584‏ اسرة‏,‏ كل اسرة في شقة مستقلة‏.‏
وأكد المحافظ أنه تم خلال المرحلتين الأولي والثانية وطبقا لتوصيات اللجنة بإزالة‏173‏ عقارا‏,‏ وإعادة تسكين المواطنين الموجودين بهم‏,‏ وبلغ عددهم‏745‏ أسرة‏,‏ وتم التنسيق مع محافظة‏6‏ أكتوبر لتوفير كافة الخدمات لهم‏,‏ وقبول تحويل أبنائهم إلي مدارس قريبة‏,‏ وربط الموقع القديم والجديد بخطوط مواصلات‏.‏
وقمنا بإعداد جدول زمني محدد لنقل الأسر المقرر إخلاؤها وتوفير وسائل النقل اللازمة‏,‏ وتيسير الإجراءات بحيث تصبح كل أسرة لديها المعلومات الكاملة عن الوحدة السكنية المنقولة إليها‏.‏
ولماذا تم نقلهم لمحافظة اخري؟
يجيب المحافظ قائلا‏:‏ في اطار خطة المحافظة لاعادة التوزيع الجغرافي وخلخلة العاصمة من الكثافة السكانية الزائدة عن الحد والتي تسبب مشاكل كبيرة في المرور والمرافق وغيرها‏.‏
سألت د‏.‏ وزير‏:‏ من تحمل تكلفة هذه المساكن وكم تكلفت؟
يقول تحملتها محافظة القاهرة بالكامل حيث تكلفت حتي الآن‏113‏ مليون جنيه من ميزانية المحافظة قابلة للزيادة حيث يصل سعر الشقة الواحدة الي‏100‏ الف جنيه هذا بخلاف تكاليف الازالات وتكسير وتهذيب الصخور‏,‏ وتكاليف علاج الهضبة نفسها الذي لم تحدد قيمته بعد‏.‏
وهل هناك مخطط محدد او تصور شامل لتخطيط المنطقة بعد تنفيذ الازالات؟
يقول د‏.‏ وزير انه سيتم اعداد مخطط عمراني شامل لتحويل عزبة خير الله الي منطقة سكنية سياحية خدمية وسيشمل التخطيط التوسع في المساحات الخضراء لتكون رئة ومتنفسا للمنطقة مع تزويدها بالخدمات التي يحتاجها أهالي المنطقة من مدارس ووحدات صحية وخدمات شبابية مع مراعاة اتساع الشوارع حتي تستوعب الكثافة المرورية‏.‏
وكيف نضمن عدم نشوء تعديات جديدة علي الاراضي التي تم اخلاؤها بعد الازالة لحين تنفيذ المخطط الجديد؟
يقول المحافظ‏:‏ هذه المسألة مهمة للغاية ولم تكن غائبة عنا لذلك قررنا عدم ازالة ركام ومخلفات المنازل التي تم هدمها لحين بدء تنفيذ التخطيط العمراني الجديد كما تم التنسيق مع الجهات الامنية لمنع اي تعديات علي هذه الاراضي وتم التنسيق بين كل من رؤساء احياء مصر القديمة ومنشية ناصر والبساتين في هذا الشأن‏.‏
ويشير د‏.‏وزير الي القيمة الاثرية للعزبة موضحا انها شهدت اول وجود اسلامي في مصر في عهد عمرو بن العاص وبها عدة مواقع اثرية وتاريخية وتنتمي لحقبا مختلفة مثل طابية اسطبل عنتر والقباب السبع ومصلي السيدة الخضرة الشريفة وطواحين الهواء لذلك تم الاتفاق مع المجلس الاعلي للآثار ان تتم عمليات الحفر لتوصيل المرافق في حضور مفتشي الآثار تحسبا لظهور آثار يمكن تسجيلها ونقلها بمعرفتهم‏.‏
وماهي اسباب بعض المظاهرات والاعتراضات من بعض اهالي عزبة خير الله التي تكررت في الفترة الماضية؟
هؤلاء من غير السكان الحقيقيين لعزبة خير الله الذين تم حصرهم ونقلهم لمساكن بديلة وهؤلاء يدعون كذبا انهم من السكان الذين تمت ازالة مساكنهم ويطالبون بمساكن بديلة معتقدين ان هذه التجمعات سوف تجبر المحافظة علي اعطائهم ما لا يستحقون‏..‏ وأوكد ان كل اسرة تمت ازالة منزلها تسلمت مسكنا بديلا وان عملية الحصر تمت بكل دقة بالتعاون مع كل الاجهزة المعنية‏.‏
نشأة العزبة
ولكن كيف نشأت هذه العزبة حتي تحولت الي اخطر بؤرة عشوائية؟
اللواء احمد محمد حسين رئيس حي مصر القديمة يقول ان قرب العزبة من وسط المدينة‏,‏ وتوسطها لعدة مواقع جاذبة للعمالة كسوق أثر النبي والمدابغ وشق الثعبان‏,‏ وأعمال الخزف وكسر الرخام ببطن البقرة شجع علي نزوح القادمين من المحافظات الأخري للبحث عن الرزق للاستيطان بها‏,‏ وفي ظل ازمة الاسكان وعدم تدخل الدولة في وقتها لوقف هذه التعديات تحولت بمرور السنين الي منطقة عشوائية امتدت عبر أحياء مصر القديمة والبساتين‏,‏ ومن أسفلها منطقة إسطبل عنتر حتي بلغ عدد سكانها‏600‏ الف نسمة واخذت المحافظة علي عاتقها مهمة تطويرها في اطار خطة تطوير المناطق العشوائية المكتظة بالسكان بتوفير جميع المرافق لها من مياه شرب وصرف صحي وطرق ورصف ومسطحات‏.‏
وأكد رئيس الحي أنه قام بالتنسيق مع الأمن العام لتأمين المناطق التي تمت إزالتها لمنع تمكين أحد من إعادة البناء بها مرة أخري لحين الانتهاء من التخطيط العمراني الجديد للمنطقة‏,‏ وأضاف أنه تم هدم العقارات التي كانت تمثل خطورة شديدة نظرا لإقامتها علي سطح الهضبة مباشرة‏,‏ أو داخل بطن الجبل في كهوف طبيعية به‏.‏
اما المهندسة أميمة صلاح الدين رئيس الجهاز الفني للتفتيش علي اعمال البناء ورئيس اللجنة الفنية المسئولة عن صيانة هضبة الزهراء فتقول ان الهضبة لم تسبق دراستها من قبل من خلال أي جهة علمية ولم يتم تحديد مدي صلاحيتها ومناطق الخطورة بها بدرجاتها الثلاث‏,‏ وأن الهضبة تعلوها عزبة خير الله البالغة مساحتها نحو‏480‏ فدانا يقطعها الطريق الدائري‏,‏ ومن أسفلها وداخل كهوفها تقع منطقة إسطبل عنتر‏,‏ وقد قام فريق العمل بتقسيم المنطقة إلي أربعة أقسام متساوية‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة بكل مربع ودرجة الخطورة به‏,‏ وقد تم تنفيذ المرحلتين الأولي والثانية لإزالة المناطق شديدة الخطورة‏,‏ وتحديد حرم أمان أعلي وأسفل الهضبة‏,‏ وإخلاء مناطق للسماح للمكاتب الاستشارية المتخصصة بعمل اختبارات وجسات وأبحاث بالهضبة لمنع أي انهيارات مستقبلية‏.‏
وفيما يلي كلمات الاهالي الذين تم نقلهم بين لحظة واخري من عشش طينية ومنازل لا تتعدي الغرفة الواحدة أو الغرفتين بدون صرف صحي الي شقق فاخرة كاملة التشطيب في ارقي مواقع محافظة‏6‏ اكتوبر‏.‏
مسعد ابراهيم يقول لم اكن اتوقع في حياتي ان اخرج من عزبة خير الله التي ولدت بها وتزوجت بها في هذه الغرفة الكئيبة التي لاتدخلها شمس ولا هواء وتقتلنا الرطوبة كل شتاء ولا نجد كوب ماء نظيف ولا صرفا صحيا‏..‏ وفجأة تحقق الحلم الذي لم يكن علي البال وتسلمنا الشقة الجديدة وبحمد الله سينشأ اطفالي في جو صحي ووسط اجتماعي نظيف سيساعدهم بالطبع علي التفوق في حياتهم والطموح لاستكمال تعليمهم‏.‏
ويقول جمال رشيد‏:‏ انتقلت من بيتي المكون من حجرتين صغيرتين الي الشقة الجديدة وكان يوم عيد لي ولأسرتي ولأقاربي الذين جاءوا لزيارتنا‏..‏ في البداية عندما ابلغونا بان بيتنا ستتم ازالته كنا غير مصدقين انهم سيعطوننا شقة بديلة وكنا خائفين من الازالة حتي لا يتم القاؤنا في الشارع ولكن خاب ظننا وتسلمنا الشقة ووفرت لنا المحافظة سيارات لنقل متاعنا وأثاثنا‏.‏
والحمد الله ان الدولة تنبهت لخطورة الوضع فوق هضبة الزهراء في عزبة خير الله ونقلتنا قبل ان تقع كارثة كنا سنذهب ضحاياها‏.‏
ويقول مصطفي محمد الذي انتقل لشقة جديدة في‏6‏ اكتوبر‏:‏ اتمني ان يتم في كل المناطق العشوائية ما تم في عزبة خير الله لان من حقنا جميعا ان نعيش حياة آدمية مع اولادنا لانه لا ذنب لنا في أننا نشأنا في هذه المناطق التي لم نجد غيرها ولم نكن نملك العيش في اي مكان آخر لاننا بالكاد نعيش ونوفر متطلبات الحياة اليومية ولا نملك حتي ثمن الايجار‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.