ليس فى هذا العنوان أى خطأ، فأنا لا أشير هنا إلى صفقة القرن، التى يروج لها ترامب ودبلوماسيوه، وإنما إلى الانقسام الفلسطينى الشائن والذى مايزال مستمرا حتى اليوم. لقد قرأت خبرا منشورا يوم الأربعاء الماضى (26/6) يقول إن السيد ماجد الفتيانى أمين سر المجلس الثورى لحركة فتح – فى رد فعله على دعوة للسيد إسماعيل هنية للاجتماع مع فتح لمواجهة الحشد الأمريكى لدعم صفقة القرن – «هو هنية ما زال يريد اجتماعات...المطلوب الآن إعلان فورى أن الانقسام انتهى». من ناحية أخرى، استرجعت وقائع لقاء تم فى فبراير الماضى بين اسرة تحرير جريدة المصرى اليوم وبين السيد اسماعيل هنية شهدته وسمعته على الموقع الإلكترونى للجريدة، نفى فيه بشكل مراوغ أى علاقة لحماس بالإخوان! لقد كانت القضية الفلسطينية إحدى مجالات الدراسة العميقة التى اهتممت بها طوال عملى البحثى، ليس فقط لأهميتها السياسية فى ذاتها، وإنما- وذلك هو الأهم- لعلاقتها المباشرة بالأمن القومى المصرى، فضلا عن ملاصقة قطاع غزة للحدود الشمالية الشرقية لمصر. وبناء على تلك الخلفية البحثية والعلمية، ليس عندى شك فى أن مولد حماس فى عام 1987 كحركة إسلامية إخوانية ، تم بتشجيع إسرائيلى كامل لأكثر من سبب، أولها وأهمها شق الصف الفلسطينى بعد أن استقطبت حركة فتح تأييدا دوليا هائلا, وصل ذروته بخطاب ياسر عرفات التاريخى فى الأممالمتحدة عام 1974 عقب حرب أكتوبر المجيدة. ثانيا، إيجاد كيان فلسطينى يستند إلى هوية دينية يدعم بشكل غير مباشر الهوية الدينية المدعاة لإسرائيل! غير أن تلك الحقائق لاتمنع الدولة المصرية إطلاقا من التعامل الواقعى مع الأوضاع فى غزة، ليس فقط من منطلق الحرص المبدئى والأخلاقى على حقوق ومصالحا أشقائنا من المواطنين الفلسطينيين، وإنما ايضا حماية حتمية وواجبة لأمن مصر وأمنها القومى. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب