تنطلق غداً الدورة ال14 لقمة دول مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، وهي المرة الأولي التي تستضيف فيها اليابان قمة المجموعة التي تأسست في عام 1999 وتضم 19 دولة بالإضافة إلي الاتحاد الأوروبي. ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة العشرين باليابان باعتبار أن مصر تتولي حالياً رئاسة الاتحاد الإفريقي، وهي صوت ومندوبة إفريقيا في المحافل الدولية المعبرة عن الطموحات والتحديات التي تواجه القارة السمراء. وتعد تلك هي المرة الثانية التي يشارك فيها الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين، حيث شارك في الدورة التي عقدت في الصين في عام 2016 بدعوة من الرئيس الصيني جين بينج باعتبار الصين الدولة المضيفة ومن حقها دعوة دولتين فقط كضيفتي شرف، كانت مصر واحدة منهما. ومن هنا تأتي أهمية مشاركة مصر الثانية في قمة ال20 باليابان و قد اكتسبت الخبرة، وتحمل علي عاتقها هذه المرة مسئولية الملفات والقضايا المهمة والتحديات التي تواجه القارة السمراء واطلاع زعماء مجموعة ال20 علي أهم تلك التحديات ومنها علي سبيل المثال، جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وضرورة تعاون وتكاتف المجتمع الدولي مع الدول الإفريقية للقضاء علي ظاهرة الإرهاب الخبيثة، وكذلك الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والفقر والتصحر والأمراض والأوبئة المنتشرة في القارة. ومن المؤكد أن الرئيس السيسي في الكلمة التي سوف يلقيها باسم إفريقيا سوف يتناول تلك التحديات والقضايا، كما أنها ستكون في أولويات جدول أعمال الرئيس خلال اللقاءات الثنائية العديدة التي سوف يعقدها مع زعماء العالم في أثناء وجوده في اليابان. والواقع أن من أبرز التحديات التي تواجه إفريقيا حالياً تحقيق الاستقرار السياسي وإنجاز مشروعات التنمية، وهما تحديان يكمل كل منهما الآخر ويسهم في نجاحه أو فشله، ولايمكن أن يتحقق النجاح فيهما دون دعم ومساندة من المجتمع الدولي خاصة الدول الكبري المشاركة في قمة ال20 باليابان. فالوضع السياسي في السودان وليبيا والصومال والجزائر يحتاج إلي اهتمام أكبر من المجتمع الدولي لدعم ومساندة جهود تحقيق الاستقرار والوصول إلي صيغ حكم وآليات ترضي الشعوب الإفريقية التي تتطلع إلي المزيد من الحرية والرخاء الاقتصادي، ومن المؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يتناول كل تلك القضايا والتحديات خلال محادثاته في قمة أوساكا، والكلمات التي سوف يلقيها. وعلي المستوي الدولي، فإن انعقاد قمة العشرين يأتي في توقيت بالغ الدقة حيث الأجواء الدولية ملبدة بغيوم الحرب التجارية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي العالم، وإذا كان تأسيس مجموعة ال20 جاء بسبب الأزمات المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي في التسعينيات من القرن ال20، فإنها اليوم أمام تحدٍ جديد يتمثل في التصدي للحرب التجارية ومقاومة الإجراءات الحمائية الاقتصادية التي تفرضها العديد من القوي الاقتصادية الكبري لتعظيم مكاسبها حتي وإن كانت علي حساب الآخرين، ومن المؤكد أن زعماء مجموعة العشرين سوف يبحثون بجدية في آلية لحل الخلافات التجارية المستعرة ما بين دولها والتي تنذر بحروب تجارية غير مسبوقة خاصة بين الصين والولايات المتحدة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام