منذ أكثر من خمسين عاما على رحيله كانت الطفلة فاطمة لا تعرف الكثير عن أبيها الطيب الحنون الذي يتحدث عنه الناس بحب وإكبار .. الفنان القدير الذي عرفناه متألقا فى مختلف أدوار الأب الطيب والجد الحنون، كما تنوع فى تقديم مختلف الشخصيات الأخرى.. فمن جادوليو أو الموسيقار مختار صالح فى «شارع الحب» إلى الحارس الأمين الكفيف سلامة الذي يطوف المدن بحثا عن الأميرة جهاد فى « واإسلاماه» ومن الخديو الغارق فى ملذاته فى «ألمظ وعبده الحامولي» إلي الجناينى المكافح الريس عبد الواحد فى «رد قلبي» ومن السلطان الأرستقراطي «فى سلامة فى خير» إلى الموظف البسيط المسالم الذي يكتشف مع الأحداث كم يذوب عشقا فى حب الوطن فى فيلم «فى بيتنا رجل» ويشجع ابنه حسن يوسف على تحمل الألم وعدم إفشاء سر الفدائى ابراهيم حمدى أو عمر الشريف.. امريكاتى من طنطا أما على خشبة المسرح فكانت أدواره أكثر تنوعا ورحلته أعظم قيمة وثراء، حيث عمل بفرق جورج أبيض وعزيز عيد ويوسف وهبي ومنيرة المهدية و نجيب الريحانى وعلى الكسار وسيد درويش ثم استقر فى المسرح القومي وتمنى أن يموت على خشبته وبالفعل سقط من فوقه مغشيا عليه قبل يوم واحد من مفارقة الحياة .. كل هذه التفاصيل الفنية والإنسانية جمعتها ابنته فاطمة وقام بتوثيقها المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة فى كتاب حمل عنوان حسين رياض الفنان صاحب الألف وجه .. ليضع أمامنا قصة جميلة يملؤها الكفاح والحب والقيم النبيلة والإخلاص للفن .. ولكنها قصة لم تجسد علي خشبة المسرح ولم تسجلها كاميرات السينما أوالتليفزيون وإنما صارت سيرة تضىء الطريق لعشرات المبدعين. بابا أمين رياض مع أسرته