زحام فى الأسواق وزحام فى الشوارع وزحام فى الشواطئ والمنتزهات والملاهى والمقاهى والكازينوهات والكبارى والكورنيش والحدائق. ما التقطته عدسات مصورى الأهرام على مدى عدة عقود ماضية، لا يؤكد فقط أن زحام العيد هو الطابع المميز للاحتفالات عند المصريين كباقى شعوب الأرض فى ازدحام مواسمهم وأعيادهم ومناسباتهم، لكنه يؤكد كذلك أن المصريين كانوا يستمتعون بهذا الزحام كمظهر احتفالى فى عصور كانت الكثافة السكانية فى القاهرة والمدن أقل بكثير من الآن ولكنها قبل العيد وخلال أيام الاحتفال به لا تكاد تختلف عن الآن رغم تضاعف عدد السكان. لكن المصريين قرروا الاستمتاع بزحمة العيد منذ الخروج لشراء ملابس العيد الجديدة وهو التقليد الذى يحرصون عليه بمختلف مستوياتهم الاقتصادية وفئاتهم الاجتماعية مهما كانت ظروفهم الاقتصادية، يتساوى فى ذلك الغنى والمتوسط والفقير. الأمر نفسه فى الاحتفالات، حيث يزحف المصريون فى خروجهم العظيم يوم العيد لتكتظ بهم أماكن الاحتفالات لينسوا شكاواهم من الزحام فى غير هذه الأيام، ففيما يبدو أنهم قد أجبروا الزحمة عن التخلى مؤقتا عن طابعها الخانق لتصبح مظهرا مبهجا من مظاهر الاحتفال بالعيد!. ولولا أن الصور التى اخترناها من مركز الميكروفيلم وأرشيف الصور بالأهرام هى صور «أبيض وأسود» للأسواق والشوارع والمنتزهات، لظننا أنها التقطت فى أيامنا هذه بسبب تشابهها إلى حد التطابق.
صور من أرشيف الأهرام والميكروفيلم (مركز التنظيم وتكنولوجيا المعلومات)