كانت صاجات الكعك المتجهة نحو الأفران تحملها الصبايا على رءوسهن هى أول بشائر عيد الفطر المبارك.. و كانت كل عائلة تعد من الكعك أضعاف حاجتها لأن الأهم هو ما يهدى إلى الأهل والجيران ولا ننسى نصيب الفقراء حتى لا تكون «الكعكة فى إيد اليتيم عجبة».. وقد وصف بيرم التونسى ظاهرة التهادى بالكعك بأسلوبه الساخر قائلا: ومن أهداك ولو بالخبز يابس ترد المثل وزيادة شوية تلاتين صاج من الصنف النواعم يباتوا فى بيوت الأرزقية ويفضل كعكهم قدام عينينا مشكل زى صدقات التكية حنيفة كعكها معجون بديزل زناخته للسماوات العلية وفاطمةكعكها اسود منقرش يبان للعين أفاعى ملتوية وأما كعك جارتنا العجوزة تروح بيه القرافة مستحية بينما استرعى انتباه فؤاد حداد حالة النشاط والجدية فى اجتماع النساء لصنع الكعك فوصف الأمر كأنه خبر عاجل يأتى فى موجز الأنباء قائلا: خالاتى عماتى سيداتى على تل عجوة وعسل وسمن ولا مجلس الأمن سهرانين لت وعجين يبنوا الهرم قالت حماة المحترم ياكعك يا سيد الكرم نبطلك فى المشمشى وعبر صاحب هذه السطور عن حنينه لحلاوة زمان قائلا: طعم الدنيا كحك بسكر وملايكة فى العيد بتكبر ياللى عينيك بتقول لى باحبك أنا والله باحبك أكتر