محاولات عديدة بادرت بها «الأم» لأن تلطف من حدة الفتور الذى ضرب علاقة نجلها «محمد» بخاله.. جعلتها تحتار ما بين التحيز لشقيقها أو بين الانتصار لابنها الشاب.. فمنذ الخلاف الأخير بينهما حول اعتراض الخال على شغف نجل شقيقته بتربية الحيوانات.. وهنا بدأت النفوس تحمل بداخلها الضغينة، خاصة بعد أن تطور هذا الخلاف بينهما إلى الاشتباك بالأيدي. تلك الواقعة التى كانت حديث أهالى المنطقة بالكامل.. جعلت لسان حالهم يوجه دائما سهام اللوم للخال الذى انهال أمامهم بالضرب على نجل شقيقته دون رحمة.. لكن يبدو أن تلك النظرات لم تنجح فى استعطافه أو إجباره على احتواء هذا الصبى.. بل كانت سببًا فى أن تخلف وراءها كارثة.. «محمد» الطالب الجامعى بدأ منذ الواقعة ينظر إلى خاله وكأنه شخص غريب لا يمت له بصلة رغم أنهما يعيشان فى منزل واحد.. فى الوقت الذى سلك شقيق والدته طريقًا آخر غير طريق المقاطعة التى اتبعها الشاب الصغير.. وهو طريق الانتقام. وهذا ما حدث بالفعل مع الرجل الأربعينى فى كل تعاملاته مع هذا الشاب الذى كان يسكن فى شقة أعلى الطابق الذى يعيش فيه.. وهذا ربما كان سببا فى تكرار المشاحنات بينهما.. فالأول لا يضع فى اعتباره عظم الدم الذى يربط علاقتهما.. انتهز الخال سقوط مياه من أعلى شرفة الشقة التى يسكن بها ابن شقيقته.. وهنا همس الشيطان فى ذهنه يخبره بأن الفرصة قد سنحت لأن يفتعل الشجار مع الشاب.. وأن الوقت قد حان لأن يلقنه درسًا فى كيفية تعامل ابن الأخت مع خاله.. لكن يبدو أن الدرس كان قاسيًا جدًا، وكتب نهاية الخال وابن شقيقته إلى الأبد وجعل الأول ينتظر حبل المشنقة.. والثانى يوارى جسده التراب. تحريات رجال المباحث التى أمر بها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أشارت إلى أن هناك خلافات قديمة بين الخال وابن شقيقته، وأن «المتهم» طلب يوم الواقعة وتحديدًا بعد الإفطار من نجل شقيقته التوقف عن سقى الورد الذى كان معلقًا فى شرفة مسكنه.. وتبين من التحريات التى أشرف عليها اللواء محمود أبو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام واللواء محمود السبيلى مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية، أنه عند رفض الشاب استل خاله سكينًا من مطبخ الشقة وسدد له طعنة فى الصدر سقط على إثرها غارقا فى دمائه وتم إبلاغ اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بالواقعة وتمكن ضباط المباحث باشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، من ضبط المتهم.