شيخ التلاوة «مصطفى إسماعيل»، شيخ من طراز رفيع ومختلف، ولد يوم 17 يونيو عام 1905 فى عائلة ثرية بقرية «ميت غزال». مولود هذا اليوم طموح، ومحظوظ ماديا، ولديه مهارة روحية واجتماعية .. وبالفعل كان الشيخ مصطفى محظوظا فى النواحى المالية، مع أنه لم يكن يطلب مقابلا ماديا فوق طاقة أحد، لذلك أطلق عليه لقب «مقرئ الملوك والفقراء». كان يعيش فى فيلته بالزمالك ويملك فيلا بالإسكندرية، وعزبة فى بلدته، يهوى السيارات الفارهة ويهتم كثيرا بمظهره. مواهب الشيخ مصطفى المتعددة ساعدته على أن يقترب من أعيان مصر ومن الملك فاروق ومن الرؤساء «محمد نجيب» و»جمال عبد الناصر» و»أنور السادات»، بل جعلهم جميعا يحبونه ويتعلقون بصوته ويشعرون بالأمان لسماعه. هو برج الجوزاء ملك العلاقات العامة، موهبة الجوزاء الكبرى هى الكلمات.. «الكلمات» هى الأداة التى يستخدمها الجوزاء ليقترب بها من الآخرين. بالنسبة له هى متعة يستخدمها بمهارة ليجعل كل شخص يسمعه بشغف ويُعجَب به، وهل هناك أجمل ولا أقوى من كلمات الله للتأثير فى الآخرين؟ وإحقاقا للحق استطاع الشيخ «مصطفى إسماعيل» أن يستخدم جمال صوته وقوة حنجرته لخدمة «القرآن الكريم». الكوكب المسيطر على الجوزاء هو «عطارد» أسرع الكواكب ويمنحه ذلك سرعة بديهة ومرونة. كما أن انتماء الجوزاء لمجموعة الأبراج المزدوجة يجعله قادرا على الجمع والمزج بين أكثر من عمل فى آن واحد، لذلك تميز الشيخ مصطفى بقدرته على الانتقال بسلاسة ومرونة بين النغمات والمقامات، واستطاع أن يمزج فى تلاواته بين علم القراءات والمقامات والتفسير وأحكام التلاوة ببراعة غريبة. هذه الازدواجية جعلته أيضا متفهما للاختلاف وقادرا على الانسجام والتسامح مع غيرة منافسيه من المقرئين وإقامة علاقات محترمة مع الجميع. هو الشيخ الوحيد الذى صاحب الرئيس «السادات» فى رحلته للقدس، ونظرا لقربه من الرئيس كان بإمكانه أن يشتكى له أحد المقرئين المعاصرين له الذى كان يدبر له المكائد ليزيحه هو وآخرين عن الساحة، لكنه رفض أن يؤذيه وترفّع عن ذلك. ويُرمز لبرج الجوزاء بتوأمين، ويعبر ذلك عما بداخل الجوزاء من شخصيتين مختلفتين وذلك تماما ما يجعله يتقبل الاختلاف مع الآخر ببساطة .. الشيخ مصطفى لديه ستة أبناء منهم من تعلّم الطب والهندسة بألمانيا وآخرون تعلموا بالجامعة الأمريكية، وعندما تزوج ابنه المهندس «عاطف» من ألمانية سافر الشيخ مصطفى لألمانيا ليبارك الزيجة وأوصاه بأن يعاملها بالحسنى وألا يجبرها على الدخول فى الإسلام. وكثير من الفنانين أصدقاؤه وكانوا يذهبون للاستماع له إعجابا بإتقانه كل المقامات .. عبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى والكحلاوى والسنباطى ومحمد قنديل، حتى إن «عبد الوهاب» استعان به ليضع «القفلة» لأغنية يلحنها، وطلبت منه «أم كلثوم» النصح فى أداء أحد الألحان. وكان الشيخ مصطفى يمتلك بيانو بمنزله من أجل زوجته عازفة البيانو البارعة وكان يثنى دائما على عزفها للموسيقى ويفتخر بها، إنه الشيخ والفنان .. مصطفى إسماعيل.