قبل 4أيام من توجه 400 مليون ناخب للتصويت فى انتخابات البرلمان الأوروبي، يأمل القادة الأوروبيون فى تخطى عقبة تراجع نسبة المشاركة فى الاقتراع مما يفتح الباب على مصراعيه أمام فوز اليمين المتطرف المعادى للكتلة الأوروبية الموحدة. وفى الوقت الذى حاول فيه القادة الأوروبيون شن حملة شرسة ضد اليمين مستغلين «فضيحة إيبيزا» التى تورط فيها زعيم حزب الحرية الشعبوى النمساوي، سعى قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى حشد الأصوات فى مدينة ميلانو الإيطالية. ومن المقرر أن يضم البرلمان 751 نائبا بينهم 73 بريطانيا، لأن المملكة المتحدة لم تنفصل بعد عن الاتحاد، وسيكون البريطانيون أوائل المقترعين يوم الخميس المقبل، بينما ترجح استطلاعات الرأى فوز حزب بريكست المناهض للوحدة الأوروبية.ومن جانبها، قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أوروبا فى الحملة ضد الشعبويين، مطالبة بالتصدى للأحزاب اليمينية المتطرفة، قائلة إن الحركات الشعبوية تريد تدمير قيم أوروبا الأساسية مثل مكافحة الفساد وحماية الأقليات. وقالت ميركل بعد اجتماعها مع أندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء كرواتيا فى زغرب «علينا التعامل مع الحركات الشعبوية التى تحتقر تلك القيم فى مواضع كثيرة والتى تريد تدمير أوروبا المستندة إلى قيمنا. علينا التصدى لذلك بحسم». وأضافت أن «بيع السياسيين أنفسهم يلعب دورا، وعلينا أن نعمل بحسم ضدّ كل ذلك». وأمام تجمّع لحزب «الاتحاد الكرواتى الديمقراطي»، اعتبرت ميركل أن «الوطنية والمشروع الأوروبى لا يتناقضان«، وقالت إن »القومية عدوة المشروع الأوروبي، هذا ما علينا أن نوضحه فى الأيام الأخيرة قبل الانتخابات». وإضافة إلى ميركل ورئيس الوزراء الكرواتى أندريه بلينكوفيتش، شارك فى التجمّع مانفريد فيبر النائب الألمانى فى المجلس الأوروبى وزعيم الحزب الشعبى الأوروبى أكبر تكتل ليمين الوسط فى المجلس. ويبدو فيبر الأوفر حظا لخلافة جان كلود يونكر فى رئاسة المفوضية الأوروبية. وقال فيبر أمام الآلاف من مناصرى حزب الاتحاد الديمقراطى «سأتصدّى للقوميين، سأتصدى للشعبويين، لن يدمّروا الاتحاد الأوروبي». وتعهّد بأنه لن يعمل «فى أيّ وقت وفى أى مسألة مع أى من الشعبويين اليمينيين فى البرلمان الأوروبى الجديد». وترجّح الاستطلاعات فوز حزب الاتحاد الديمقراطى بستة من أصل 12 مقعدا لكرواتيا فى البرلمان الأوروبي. وتأتى تصريحات ميركل وفيبر بعد أن وجه سياسيون ألمان بارزون دعوات إلى الناخبين بعدم الاقتداء بدول الجوار التى أوصلت شعوبها اليمين المتطرّف إلى السلطة. وفى المقابل، احتشدت أحزاب قومية ويمينية متطرفة من شتى أنحاء أوروبا بقيادة ماتيو سالفينى نائب رئيس الوزراء الإيطالي، متعهدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبى التى تنطلق يوم الخميس المقبل. ويشعر سالفينى زعيم حزب الرابطة بالثقة فى أن تحالفه الذى تشكل حديثا سيفوز بعدد قياسى من المقاعد فى الانتخابات التى تجرى فى الفترة من 23 إلى 26 مايو الحالى مما سيعطيه صوتا قويا فى تحديد كيفية إدارة الاتحاد الأوروبى المؤلف من 28 دولة خلال السنوات الخمس المقبلة. ولكن شاب هذا التجمع أمام الكاتدرائية القوطية فى مدينة ميلانو الإيطالية فضيحة شملت أحد أبرز حلفاء سالفينى وهو حزب الحرية النمساوى الذى استقال زعيمه هاينز كريستيان شتراخه أمس الأول من منصب نائب المستشار بعد بث شريط فيديو له يظهر فيه وهو يعرض عقودا حكومية مقابل الحصول على دعم سياسي. وقالت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطنى للصحفيين «هذه لحظة تاريخية».