فى مفارقة غريبة ربما تكون الاولى من نوعها، تقوم وزارة التربية والتعليم الآن بإلغاء العقود المؤقتة ل36 الف معلم تم اختيارهم بمسابقة منذ شهرين، تمهيدا للاعلان عن مسابقة جديدة لسد العجز بين صفوف المدرسين اوائل يوليو المقبل... والغريب ان الوزارة تعلم ماتحمله هؤلاء المظاليم اقصد المؤقتين من عناء حتى اجتازوا هذه المسابقة بنجاح، والتى كانت تشترط على كل متسابق ان يتقدم بحافظة اوراق ضخمة، تضم شهادات دراسية وأخرى صحية وثالثة تربوية، فضلا عن صحيفة للحالة الجنائية وقيد عائلي، وقبل هذا وذاك كم المعاناة الهائلة التى تحملها اولئك المتسابقون فى تحضير تلك الاوراق من خلال رحلة عذاب استغرقت على الاقل عشرة ايام، اضافة الى التكلفة المالية التى انفقت على استخراجها. واستكمالا لمسلسل الخداع، فعقب اعتماد تلك الاوراق تم توزيع الفائزين بالمسابقة على المدارس لسد عجزها بهذه العمالة المؤقتة التى كلفت الوزارة اقل من تكلفة استخراج اوراق هذه المسابقة. والسؤال المطروح الآن.. هل يجوز الغاء هذه المسابقة بعد كل هذا العناء؟ ولمصلحة من آثارة المزيد من الشكوك عبر الاعلان عن مسابقة جديدة قد تؤدى الى نفس النتائج التى انتهت اليها المسابقة المراد إلغاؤها، والإطاحة بأحلام المدرسين المؤقتين الذين هم فى الاصل رعاياك يامعالى الوزير . لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل