فى الآونة الأخيرة توافد وابل من المصريين وغير المصريين على أروقة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى للتحدث فى الشئون المصرية.. من يمنح هؤلاء هذا الحق؟ كثيرا ما زار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين البيت الأبيض لكون الرئيس الأمريكى السابق أوباما كان يساندهم. إلى الآن يصر هؤلاء على نشر صورهم وهم يلوِّحون بعلامة رابعة أمام العلم الأمريكى فى المنابر الأمريكية. هى دعاية عابثة لترك انطباع أنهم بالفعل توصلوا إلى ذوى السلطة فى أمريكا. نظّم أعضاء الإخوان والجماعات المؤيدة لهم يوم الدعوة الإسلامية فى الكونجرس للضغط على المشرع الأمريكي، وانضمت إليهم جماعة «المصريون الأمريكيون من أجل الحرية والعدالة» التى تدين النظام المصري، ويطالب أعضاء هذه الجماعة بعدم تسمية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. هل هذه التجمعات رسمية أم غير رسمية؟ بشكل عام هؤلاء لا يصلون إلى أعضاء الكونجرس على الإطلاق، بل على الأكثر يجتمعون مع موظفى إداراتهم. ووفقًا لشركة Soapbox Consulting وهى شركة تعمل من أجل توصيل جماعات الضغط (اللوبي) بالمشرِّعين، قد تحصل مجموعة على اجتماع مع أحد الموظفين ولكن نادراً ما يكون مع أحد أعضاء الكونجرس. ومع ذلك، لابد أن نتساءل عن مموِّل هذه المحاولات. كذلك ظهر أخيرا الممثلان خالد أبو النجا وعمرو واكد فى أروقة الكونجرس ضمن مجموعة طالبت المشرِّع الأمريكى باتخاذ إجراءات ضد مصر. كان هذا فيما سُمِّى يوم دعم مصر، وكان هدف هذه الندوة إيقاف الدعم عن مصر لادعائهم أن التعديلات الدستورية تقيِّد بشدة استقلال القضاء، وتدعو لتدخل الجيش لخلع الرؤساء المنتخبين، وهل يوجد أكثر من هذا تطاولا وأفكارا مغلوطة؟ كذلك وعد موقعهم بأن يجتمع الحاضرون مع أعضاء الكونجرس من ولاياتهم، وهو أمر مستبعد تماما. كما حثّ الموقع المغتربين المصريين للانضمام قائلا:إن نفقات التسجيل والإقامة وبدل سفر لحضور الندوة متوافرة، الأمر الذى جعلنى أتساءل عن المموِّل هنا أيضا. تعهد واكد بمواصلة الكفاح قائلا: لن يحدث هذا (التعديلات الدستورية) طالما نحن هنا. علينا أن ننقل هذه الرسالة إليهم بوضوح شديد: نحن لا نخافهم. وحث أبو النجا النشطاء على ألا ينسوا أبدا قوة الانتفاضة الشعبية التى هزت العالم العربى عام 2011 وأطاحت بالعديد من القادة فى أنحاء الشرق الأوسط، وها أنا أضيف آسفة أن هذه الانتفاضة ما هى إلا سبب تدمير بلدان عديدة باستثناء مصر. ليس مصريون وحدهم هم الذين يحاولون تشويه الرأى العام الأمريكي، ولكن هناك آخرين أيضا يتطاولون على مصر. فى عام 2017 مثُلت ميشيل دن من مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى أمام أعضاء الكونجرس لتشجيعهم على إعادة النظر فى نهجهم تجاه مصر والتوقف عن إرسال المساعدات الأمريكية إليها. شهادة ميشيل دن يتناولها المشرِّعون الأمريكيون بجدية، وهى للأسف متحدثة متعنِّتة ضد مصر وقائدها وجيشها ونظامها القضائي، قائلة: انتهاكات حقوق الإنسان تخلق الإرهاب بدلاً من نبذه. قد لا نستطيع إيقاف سيل الذاهبين إلى البيت الأبيض والكونجرس للتحدث ضد مصر، حتى إن كان من البديهى أن يستمع المشرِّع الأمريكى إلى آراء من يحق لهم التحدث نيابة عن مصر والذين يمثلون الأغلبية المصرية، فلماذا لا نوفِّر لهؤلاء فرصا مماثلة؟ ملايين المصريين الأكفاء يقيمون خارج مصر، وكثير منهم يمكنهم أن يقوموا بعمل أفضل فى توضيح أمور مصر. مثلا الدكتور فاروق الباز, وهو عضو بمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومجلس الشئون المصرية الأمريكية الذى قال: التعديل فى الدستور لو فى الصالح لا مشكلة فيه, يعدُّ أحد الشخصيات اللامعة التى قد تنير هؤلاء المشرِّعين. ربما يكون محمد العريان كبير الاقتصاديين فى الولاياتالمتحدة متحدثا عادلا عن مصر. فى مؤتمر مصر للتنمية الاقتصادية (EEDC) قال العريان إنه يرى فرصا هائلة فى مصر اليوم. أو قد يلجأون إلى المهندس هانى عازر خبير الأنفاق الدولى والرئيس الشرفى مدى الحياة لمؤسسة «مصر تستطيع» الذى قال:لدينا فرص حقيقية للنجاح والانطلاق. وإذا أرادوا آراء غير المصريين فليدعوا كريستين لاجارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي. وفقا للاجارد: معدل النمو الآن فى مصر من بين أعلى المعدلات فى المنطقة، وعجز الموازنة والتضخم ينخفضان ومعدل البطالة انخفض إلى نحو 10 فى المائة، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011. سأكون أول من يقول إن مؤيدى مصر سوف يركزون على التحسينات الاقتصادية والاستقرار والأمن، لكن لا ننكر أن ما يدعو إليه الآخرون بإمكانه القضاء على جميع الإنجازات. تعكس هذه المساعى الصبيانية خيبة أمل هؤلاء. مصر لا تُلوى يدها من قبل أى بلد أيًا كان. كذلك نحن واثقون من الصوت الأمين والأجدر بالتحدث عن مصر. فى زيارته الرسميةإلى البيت الأبيض، شرح الرئيس السيسى باستفاضة الحقيقة التى يجب أن يدركها المشرِّع الرئيسى فى الولاياتالمتحدة وهى بمثابة لكمة قوية لهؤلاء. كفى محاولات يائسة أيها الغافلون. لمزيد من مقالات د.عزة رضوان صدقى