كشف إقبال المصريين على المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، عن وعى وإدراك المواطنين بحقيقة الأوضاع داخليا وخارجيا، وما تموج به المنطقة من حراك واضطرابات سواء فى ليبيا أو السودان..الخ، مما يذكرنا بأحداث ثورة 25 يناير وحجم المعاناة التى كابدها المصريون، والدماء التى سفكت هدرا، والإبحار الى الهاوية فى ظل حكم الجماعة الفاشية حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتسترد هوية المصريين وتعيد الوطن لمواطنيه, كل ذلك جعل أحلامهم مرتبطة بمشروع السيسى فى بناء مصر المستقبل، الذى نجح كربان ماهر فى قيادة سفينة الوطن وسط أمواج عاتية وعواصف مدمرة وصولا الى شاطئ الامان. نعم فالأمان موجود والاستقرار كذلك، ولكن يتبقى البناء الاقتصادى والاجتماعى والسياسى..الخ، وإدراك هذا الواقع جعل المواطنين يقبلون على الاستفتاء بحماس وايجابية، رغم الحملات الضارية والممنهجة للجماعة الارهابية وأبواقها الاعلامية فى تشويه التعديلات وربطها بشخص السيسى, وها هو إقبال المصريين على الاقتراع ليس من أجل الرئيس ولكن من أجل مصر, وهناك تجارب دولية مضيئة وعديدة فى هذا السياق، ففى ماليزيا أتى الشعب بمهاتير محمد وعمره 92عاما، لأنه باعث نهضة ماليزيا الكبرى خلال 22 عاما كرئيس للوزراء، وفى الصين طالب الحزب الشيوعى ببقاء الرئيس, شي جين مدى الحياة لجعله الصين المارد الاقتصادى الاول فى العالم, وفى روسيا يقود بوتين بلاده منذ أكثر من 18 عاما- وربما يدخل ولاية خامسة بعد اعادته روسيا الى سابق عهدها كقوة اقتصادية وعسكرية كبرى,بل فى تركيا أمضى أردوغان 15 عاما فى حكم البلاد، ثم عدل الدستور وجعله نظاما رئاسيا للبقاء فى السلطة حتى 2029. إذن فلماذا مصر؟ لأن بقاء السيسى وبناء الوطن يطيح بمخططاتهم ويكشف مؤامراتهم. لمزيد من مقالات مريد صبحى