ليس من المُرَجَّح أن تُسفِر هذه الهبَّة الدولية الدائرة هذه الأيام، التى تكاد أن تنحصر فى البُعد الإعلامى ضد الإرهاب، عن أى نتائج عملية تفيد فى التصدى الجدى للخطر! فلقد تكرَّرت مثل هذه الهبّات بشكل صار موسمياً بقيادة الدول العظمى عقب كل عملية إرهابية ضخمة صادِمة للإنسانية، ولم يحدث قط أن أبدت حكومات الدول العظمى نية حقيقية فى التصدى للجذور وللأطراف الأساسيين، برغم أن المعلومات متداولة ومتاحة للجميع، عن الدول والأفراد الممولين بأموال طائلة، وعن المحرضين، وعن القائمين بالتجنيد، وعن القائمين على تدريب الإرهابيين وإيوائهم ونقلهم إلى أهدافهم وترتيب فرارهم وحمايتهم، وعن الإعلام المُدلِس الذى يُروِّج التبريرات للإرهابيين، ويشن حملات مسعورة تتهم من يجتهد فى التصدى لهم بالخروج على القانون وبانتهاك حقوق الإنسان، وتطعن فى صحة كل خطوة من المحتمل أن تنال من الإرهابيين، ثم إذا ضاقت السبل بالإرهابيين وكانوا على وشك الهزيمة الساحقة ظهر من يتفاوض باسمهم لترتيب خروجهم سالمين وترتيب مأوى آمن لهم، يلبدون فيه لفترة قبل أن ينطلقوا مجدداً..إلخ! وكل هذا لا تعالجه الحملات الموسمية التى تزعم أنها ضد الإرهاب! أضِف إلى هذا، أنه لم تعد هنالك أسرار بعد أن دخل فى العلم العام المنطق من وراء كل هذا، وانكشف المستفيد من اطلاق يد الإرهابيين، وكان غريباً أنه لم يحدث أن نجحت حركة فى دول الغرب فى فرض المحاسبة على بعض المسئولين لديهم وإتاحة الفرصة لهم للدفاع العلنى عن الاتهامات الرائجة ضدهم التى تتحدث عن تورطهم فى الجريمة المركبة، حتى فى حدود الجانب المتعلق بالأخطار التى تتعرض لها شعوبهم عندما يصعب السيطرة على آليات النشاط الإرهابى الذى يطال مجتمعاتهم من آن لآخر بضربات يسقط فيها ضحايا من مواطنيهم المسالمين مع نشر الفزع فى صفوف جماهيرهم! وأما الخطأ الجسيم حقاً، فهو الأوهام التى يعيش فيها داعمو الإرهاب فى الغرب، عندما يظنون أنهم مسيطرون على الأمر، ويغفلون عن أن للإرهابيين خططهم الخاصة، وفيها مرحلة شن الحرب الكبرى ضد الكفار فى ديارهم! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب