لم يهدأ «عضمة» صاحب محل الجزارة منذ أن حرر له صبيه «كريم» محضرًا في قسم الشرطة، رغم مرور أكثر من شهرين علي هذه الواقعة.. ورغم التصالح الذي تم بينهما وانتهي بالتنازل عن البلاغ، فإن هناك ثمة ضغينة كانت تكمن في قلب الجزار، خاصة أنه كان بمنزلة الأب الروحي ل«كريم»، وكان هو أول من فتح له أبواب محله الصغير بمنطقة الوحدة بإمبابة ليكون مصدرًا لرزق هذا الشاب منذ طفولته.. لكن يبدو أن القدر شاء أن ينهي هذا الخلاف بجريمة قتل بشعة أنهت علاقتهما إلي الأبد، وكتبت نهاية أحدهما تحت التراب والآخر خلف القضبان..
الخلافات بدأت تدب عندما تقدم «كريم» لخطبة ابنة معلمه «أحمد» الشهير ب«عضمة» منذ أكثر من عام.. بعد أن رأي هذا الشاب الصغير، بأن علاقته الوطيدة التي كانت بينه وبين أسرة صاحب المحل كفيلة أن تجعله يقدم علي هذا القرار، أو أن يظن أنه مناسبًا لابنة المعلم.. لكن الصدمة كانت عندما قوبل طلبه بالرفض، وأخبره المعلم بألا يفكر في هذا الأمر مرة أخري وأنه شاب غير مناسب لابنته التي يتمناها خيرة شباب المنطقة من أبناء أصحاب العقارات والمحال التجارية.. وهنا أصيب الشاب بحالة من الإحباط، وقرر أن يترك العمل مع صاحب المحل رافضًا أن يترك التفكير في الارتباط بالفتاة، خاصة أن أسرتها كانت تعامله كواحد من أبنائها. لم تمر فترة طويلة علي ترك «الشاب» لعمله.. واكتشف «عضمة» أن صبيه «كريم» ما زال يتواصل مع ابنته رغم أنها ارتبطت بشاب آخر من المنطقة.. وبدأت عيناه تقع علي رسائل غرامية في هاتفها المحمول حتي بدأت الفتاة تعترف بأن «كريم» دائم الاتصال بها منذ تركه عمله وأنها حاولت كثيرًا إقناعه بإنهاء علاقتهما وارتباطها بشخص آخر، لكنه رفض وواصل الاتصال بها وإرسال الرسائل الغرامية لها.. وهنا قرر والدها أن يلقن هذا الشاب درسًا قاسيًا يمنعه من التواصل مع كريمته وينهي بذلك علاقتهما المرفوضة. وقرر «عضمة» شيئا في نفسه، فاتصل بصبيه السابق يطلب حضوره فورًا إلي منزله لأمر مهم.. ولأن الشاب خشي من غضب المعلم ويعلم تمامًا رد فعله العنيف في حالة عصيانه.. قرر أن يلبي النداء ويذهب سريعًا إلي منزله.. وهناك لقن «عضمة» الشاب علقة ساخنة محاولًا تأديبه عما صدر منه في حق ابنته وحذره من التواصل معها نهائيًا.. لكن يبدو أن «كريم» الذي رأي أن ما حدث له علي يد معلمه كان إهانة كبيرة أمام الفتاة التي أحبها ولابد من الانتقام فتوجه إلي قسم شرطة إمبابة وحرر محضرًا يتهم فيه المعلم بالتعدي عليه بالضرب.. لكن سرعان ما تدخل أهل الخير وتنازل الشاب عن بلاغه، بعد أن تصالح الطرفان أمام الشرطة . اشتاط غضب «المعلم» عندما وصل به الأمر إلي أن يجبره أحد صبيانه علي التصالح داخل قسم الشرطة عنوة.. ورأي اليوم الذي يطلبه رجال المباحث للحضور إلي قسم الشرطة للتصالح مع صبيه.. لكن علي الجانب الآخر كان الشاب «محمود» خطيب ابنته المقبول يري أن ما حدث مع والد خطيبته وغريمه «كريم» إهانة كبيرة في حقه أيضًا، خاصة بين أهالي تلك المنطقة الشعبية التي تربطها عادات وتقاليد مختلفة عن تقاليد باقي المدينة. وبدأت الخلافات تنشب بينه وبين «كريم» وسرعان ما تطورت إلي مشاجرة عنيفة بين الطرفين تدخل علي إثرها المعلم «عضمة» وأنهي حياة الشاب «كريم» بضربة قاصمة بالساطور في ظهره سقط علي إثرها جثة هامدة علي الأرض. وقد أمر اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث قاده اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة . لسرعة القبض علي المتهم حيث تمكن المقدم محمد ربيع رئيس مباحث امبابة من القبض علي المتهم «أحمد.م» 48 سنة وشهرته «عضمة» وخطيب ابنته «محمود»، وأمر اللواء د. مصطفي شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بإحالتهما إلي النيابة التي قررت حبسهما علي ذمة التحقيقات..