موكب الشهداء فى حرب الاستنزاف ممثلا فى شخص الفريق عبدالمنعم رياض.. رمز لشهداء مصر على مر الأيام وحتى اليوم... ممثلا لشهداء مصر من القوات المسلحة والشرطة والأبرياء من المواطنين الذين يتصدون للارهاب الغاشم فى سيناء وفى جميع انحاء جمهورية مصر العربية، واليوم ونحن نحتفل بذكرى اليوم الذى استشهد فيه الفريق عبدالمنعم رياض على خط الجبهة بداية لتصعيد معارك حرب الاستنزاف وفى مواجهة مباشرة للعدو. لقد كان اول قرار للرئيس جمال عبدالناصر بعد نكسة حرب عام 67 هو قرار جمهورى بتعيين الفريق عبدالمنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة عقب 5 يونيو 67 بجهد اسطورى سوف يذكره التاريخ بالفخر والاعتزاز للأجيال القادمة وقد رأى الفريق عبدالمنعم رياض نتائج الاعمال القتالية وارادة القتال للجندى المقاتل المصرى فى معركة رأس العش يوم 30 يونيو 67 وعاش المعركة البحرية وتدمير المدمرة ايلات والضربات الناجحة لقواتنا الجوية يوم 14، 15 يونيو واعمال قتال قوات الدفاع الجوى وهى تتصدى وتسقط طائرات العدو. ومع اول ضوء يوم 8 مارس عام 67 بدأت قواتنا أهم مراحل الاستنزاف بدءا بالقصف المدفعى وحشد جميع الاعيرة بجميع انواع الذخائر المختلفة ضد مواقع وتحصينات العدو المختلفة شرق القناة. ولم يكن غريبا على الفريق عبدالمنعم رياض تواجده السريع على الحد الامامى للجبهة ضاربا مثلا اعلى ورائعا. لكل القادة على جميع المستويات وهو ما كشفت عنه بعد ذلك حرب أكتوبر 73 من تلاحم القادة على جميع المستويات مع جنودهم فى أثناء المعارك المختلفة.. واستمرت المعارك بعد ذلك وأصر الفريق عبد المنعم رياض أن يكون على الحد الأمامى مع الضباط والجنود برغم التحذيرات من أن مركز الملاحظة كان على مسافة 200 متر مع العدو وداخل مرمى الأسلحة الصغيرة.. واستمر الفريق عبد المنعم رياض فى المرور على مراكز الملاحظة المختلفة يرافقه قائد الجيش الثانى اللواء/ عدلى السعيد ومدير مدفعية القوات المسلحة اللواء/ عبد التواب هديب.. وفى الساعة الرابعة مساء أصابت قذيفة مباشرة مركز الملاحظة واستشهد الفريق عبد المنعم رياض.. فارس الشهداء. إن عبد المنعم رياض هو الجنرال الوحيد فى تاريخ العسكرية الحديثة الذى سقط ببسالة الفرسان وبينه وبين مواقع العدو أقل من 250 مترا. تخرج الشهيد عبد المنعم رياض فى الكلية الحربية عام 1938 مع دفعة الرئيس جمال عبد الناصر «ثانى الدفعة».. وحصل على ماجستير العلوم العسكرية عام 1944 بترتيب الأول.. وأتم دراسته فى المدفعية المضادة للطائرات.. و اشترك فى حرب 1948 وحصل على نوط الجدارة الذهبى وبعد ثورة 23 يوليو 52 تدرج فى المناصب القيادية قائدا لمدرسة المدفعية المضادة للطائرات ثم قائدا للواء الأول المضاد للطائرات، وقد أتم دراسته فى الاتحاد السوفيتى عام 58/59 وحصل على تقدير امتياز وجاء ترتيبه الأول وأطلق عليه أساتذة الأكاديمية السوفيتية لقب الجنرال الذهبى. إن موكب الشهداء ممثلا فى شخصية الشهيد عبد المنعم رياض رمز لشهداء المعارك المختلفة وكان استشهاده على خط الجبهة الأمامى فى مواجهة مباشرة للعدو من المواقف الرائدة فى حياة الشعب المصرى. إن كل ما كتب وما سوف يكتب عن عبد المنعم رياض لا يوافيه حقه فهو مثل يحتذى به وقدوة فى جميع المجالات... ثقافة... ذكاء... علما... خلقا وأداءً للواجب وقوة شخصية علاوة على الضبط والربط الذاتى ودماثة فى الخلق.. وصراحة فى الحق وإنكار للذات. وهذه ليست كلماتى.. وإنما هو ملخص لما كتبه قادة مختلفون عن فارس فى الشهداء أثناء خدمته فى القوات المسلحة. وفى النهاية لقد أكد هذا الحدث أن قدرة مصر على إنجاب الأبطال مستمرة عبر الزمان، ويشهد على ذلك الأعمال القتالية لأبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة والمواطنين المدنيين الذين يشاركونهم فى مقاتلة والقضاء على أفراد الإرهاب الغاشم لتأمين المنشآت والمواطنين الأبرياء من الأعمال الإرهابية. لمزيد من مقالات الفريق - محمد زاهر عبد الرحمن