ولد مخترع التليفون «جراهام بيل» فى 3 مارس عام 1847.. وهو من برج الحوت، وهو مخترع وعالم ومهندس وأستاذ جامعي. دور الحوت فى دائرة الأبراج هو الربط بين المرئى وغير المرئي، وبين الحركة والمشاعر، وبين الروح والجسد، لذلك فهو مستعد دائما لتكبد العناء من أجل تحويل الشيء غير المرئى ليصبح مرئيا. كما أنه يكره الحدود والفواصل ويؤمن بأن الأرض كلها ملكه. ولديه أيضا طبيعة عِشَريّة وقدرة على إذابة الحدود والاقتراب فى أية لحظة بمنتهى البساطة، حتى أننى أظن أن «جراهام بيل» قد فكر فى اختراع الهاتف لأن ما يشغله هو كيفية الاقتراب ممن لا يراهم والاتصال بهم فى أى مكان. وبالفعل كان قادرا على إذابة الفواصل بين البشر من خلال اختراع يتغلب به على حدود المكان والأرض. الحوت لديه خيال مخيف وهو قادر على وضع نفسه مكان كل شخص، والشيء المذهل أنه يشعر بكل ما يشعر به الآخر وذلك تماما ما جعل «بيل» يشعر بأمه التى فقدت حاسة السمع تدريجيا وهو فى الثانية عشرة من عمره، ودفعه ذلك ليتعلم لغة الإشارة ليتحاور معها بصمت. كما أنّ صمَم والدته جعله يتجه لدراسة علم الصوتيات وتوصل لوضع نظام للكلام المرئى لتعليم الصُم الكلام من خلال قراءة حركة الشفاه وتم تطبيق ذلك فى مدارس الصم والبكم. وكان رائدا أيضا فى مجال الاتصالات البصرية واخترع جهازا لقياس السمع وساعده خياله فى وضع الأسس لعلم الطيران. الشخص الحوت لديه بصيرة غريبة تجعله يفهم ما يدور فى ذهن الأشخاص بدون كلام.. وهو بارع فى لغة العيون، وقد أتى إلى العالم من أجل إنقاذ من هم فى ورطة. وقد يكون ذلك هو السبب فى تعلق «بيل» بتلميذته الصماء «مابيل هوبارد» التى استحوذت على اهتمامه وحبه وأصبحت زوجته حتى آخر يوم فى عمره. وكانت «هيلين كيلر» - الكفيفة والصماء والبكماء- أيضا إحدى تلميذاته وقالت عنه لاحقا: «إن بيل كرّس حياته من أجل اختراق ذلك الصمت الوحشى العازل والفاصل». مولود الحوت المائى يشبه فى حركته موج البحر.. هو يقترب ثم ينسحب سريعا بعيدا عنك، ومن الصعب جدا أن تمسك حوتا بين يديك وحتى لو فكرت فى اصطياده لن يكون ذلك بالشيء اليسير إذ عليك أن تفكر جيدا فى الطُعم الذى ستستخدمه، وعليك أن تجهز أدوات الصيد وتفكر فى الطريقة المثلى للاقتراب، وقبل كل ذلك عليك أن تتعلم الصبر والقوة.. إنها عملية شاقة وقد تحتاج لفريق كامل من أجل القيام بذلك! والمثير أن مخترع الهاتف «جراهام بيل» رفض أن يكون له هاتف فى حجرة مكتبه واعتبر ذلك تطفلا على عمله وحياته. وهكذا هو مولود الحوت قادر على الاقتراب واللمس وفى نفس الوقت هو الأكثر موهبة فى الابتعاد و«الزوغان»!