«فيكتور هوجو» شاعر وأديب فرنسي ولد في 26 فبراير 1802، ويعتبر واحدا من أعظم روائى الحركة الرومانسية حتي يومنا هذا.. هو برج الحوت. مولود الحوت يمتلك روحا عجوزا، بمعني أن لديه كل صفات البشر وخبراتهم مما يجعله مُرهقا للغاية في التعامل معه، لكن ذلك يجعله أيضا شديد التفهم لخطايا البشر. فالحوت يجمع بداخله كل الأشخاص في اللاوعي، لديه براءة الحمل، وصبر الثور، وإدراك الجوزاء، وبصيرة السرطان، ونبل الأسد، وحسن تمييز العذراء، وحكم الميزان، وعمق العقرب، وبساطة القوس، وحكمة الجدي، وإنسانية الدلو. الشخص الحوت حنون، يشارك من حوله ويشفق عليهم من مشكلاتهم. كما أن الحوت هنا علي الأرض لإنقاذ من هم في ورطة، هذا هو دوره في الحياة وفي دائرة البروج. لذلك نجد أن أغلب مواليد الحوت يميلون لدراسة القانون.. «هوجو» أيضا درس القانون، لكنه لم يعمل محاميا واختار أن يدافع عن الضعفاء من خلال الأدب.. وضَع نفسه مكان كل شخص بائس وعبر عن مشاعره باقتدار. فيكتور هوجو نشر رواية «أحدب نوتردام» عام 1831 التي ينتقد فيها قسوة البشر علي الضعفاء ويصف فيها مشاعر الغجرية والأحدب المنبوذ من الجميع بدقة بالغة. نشر رواية «البؤساء» عام 1861 التي يدافع فيها عن «جون فالجون» الفقير الذي سُجِن 19 عاما، لأنه سرق رغيفا من الخبز ليسد جوعه، رغم وجود أغنياء أحرار يسرقون قوت الفقراء، ويدافع أيضا عن الطفلة «كوزيت» التي تعمل في البيوت وتعيش كل أنواع العذاب لتأكل. يُطلَق علي الحوت «حرباء الزودياك»، لأنه يتأثر بالوسط الذي يوجد فيه.. هو يشعر بمشاعرك ويميل نحو الرحمة أكثر من محاكمة سقطات البشر، حتي إن «فيكتور هوجو» كان يدعو لإلغاء حكم الإعدام.. هكذا هو الحوت قادر علي أن يتسامح مع الجميع! حتي عاطفيا استطاع أن يتسامح مع زوجته وأم أولاده «آديل» التي اعترفت له بعدم إخلاصها له عام 1831. «نبتون» المسيطر علي الحوت هو كوكب الأحلام والحب ويجعله ذلك يحلم دائما بامرأة صعبة المنال.. امرأة يتمناها الجميع! تزوج «هوجو» في سن العشرين من «آديل» -حبيبة الطفولة- وهو يعلم أن أخاه يتمناها ويحبها في صمت، ولأن الحب عند الحوت إيمان وعقيدة، قد يظل الحوت يبحث عنه طيلة حياته ومثل سمكة الحوت يغوص ويطفو من علاقة لأخري ليختبر حقيقة مشاعره. التقي «هوجو» عام 1833 بالممثلة «جولييت» التي كرست حياتها له وأنقذته من السجن، وكتب لها أجمل القصائد، وكتبا مذكراتهما معا، وكانا يسافران معا كل عام احتفالا بيوم لقائهما.. ومع ذلك كانت «جولييت» في البداية واحدة من عشيقات كثيرات بحث لديهن عن الحب الحقيقي، وفي النهاية اختار أن يكمل حياته معها.. عاشا معا خمسين عاما وماتت قبله بعامين. الحب الحقيقي عند الحوت يمتزج فيه العقل والقلب والروح، وعندما يجد هذا الحب، سيترك كل شيء من أجله.