تتميز مجلات الفضائح الأمريكية، ومن أشهرها ناشونال إنكوايرر، بالتفانى فى تحرى فضائح المشاهير. هذه الصحف تنفق ببذخ فى سبيل هذه الغاية، فهى تجند جيشا من المخبرين المهرة والمصورين المتخصصين فى فنون التلصص واختراق التدابير الأمنية التى يفرضها المشاهير عادة على حياتهم الخاصة الحافلة بالعجائب. وتستعيد هذه المجلات بالطبع ما أنفقته أضعافا مضاعفة، نظرا لرواج صحافة النميمة. فى هذا الاتجاه مضت مجلة ناشونال إنكوايرر التى سربت رسائل غرامية وصلت لمقدمة نشرات الأخبار لورين سانشيز (49 عاما) من جيف بيزوس (55عاما) مؤسس أمازون، الذى تقدر ثروته ب140مليار دولار. قالت الصحيفة إنه بعد مراقبة دامت أربعة أشهر اكتشفت أن بيزوس على علاقة غرامية مع لورين. وقد كلف بيزوس فريقا أمنيا لكشف المسئول عن تسريب هذه الرسائل التى كانت سبب طلاقه من زوجته ماكينزي. وخلافا لما يحدث فى مثل هذه الحالات، عندما يتوارى صاحب الفضيحة، أبدى بيزوس شجاعة نادرة عندما قرر مواجهة فضيحته، وقال فى مدونة، إن مؤسسة أمريكان ميديا كوربوريشن (المعروفة إختصارا بإيه أم أي) المالكة للمجلة، هددته بنشر صور فاضحة ورسائل حميمية أخرى له مع محبوبته، مالم يوقف تحرياته حول كيفية حصول المجلة على رسائله الخاصة. وكان بيزوس قد أعرب عن اقتناعه بأن هناك دوافع سياسية وراء تسريب هذه القصة. فصحيفة واشنطن بوست التى يمتلكها معروفة بانتقاداتها الدؤوبة للرئيس دونالد ترامب، الذى تربطه صداقة وثيقة بديفيد بيكر الرئيس التنفيذى لمؤسسة إيه أم أي. وفيما كشف موقع صحفى آخر أن مايكل سانشيز شقيق صديقة بيزوس، هو على الأرجح من سرب هذه الرسائل الفاضحة، فإن موقف بيزوس كشف أسلوبا تستخدمه الصحافة الصفراء لتحقيق مآرب غير صحفية. وتقول مجلة رولنج ستون إن مايتعرض له جيف بيزوس يندرج تحت مايعرف باسم «امسكها واقتلها»، أى احصل على القصة ثم اقتلها، وهو مايعنى فى لغة الصحافة عدم النشر. فمن بين الكم الهائل من فضائح المشاهير التى تنشرها هذه المؤسسة الصحفية، توجد بعض القصص التى تحصل عليها ثم تهدد بنشرها، مالم يرضخ صاحب الفضيحة لمطالب المؤسسة. قالت الصحيفة إنه فى عام 2016 ، رتب مايكل كوهن محامى ترامب، المرشح الرئاسى حينها، لأن تقوم المؤسسة الصحفية ذاتها بدفع 150 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمى داينالز لشراء حق نشر قصتها مع ترامب، وهى القصة التى لم تنشرها المؤسسة على الإطلاق. حدث قبل ذلك أيضا فى 2004، عندما خاض الممثل وبطل كمال الأجسام الشهير أرنولد شوارتزنيجر الانتخابات للفوز بمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، حيث دفعت المؤسسة 20 ألف دولار مقابل امتلاك قصة لم تنشرها، عن علاقة غرامية للمرشح المتزوج. وفى المقابل عمل شوارتزنيجر كرئيس تحرير تنفيذى لمجلة رياضية صادرة عنها. تكرر الأسلوب مع مشاهير آخرين، مثل بطل الجولف تايجر وودز، والنجم بيل كاسبي، والمنتج السينمائى هارفى واينستين الذى وجهت إليه تهم التحرش بعشرات النجمات الشهيرات والساعيات للأضواء، والذى سيمثل للمحاكمة فى مايو المقبل. لم تنكر مؤسسة إيه إم أى استخدامها لأسلوب «إمسكها واقتلها» ، بل إن مديرها التنفيذى ديلان هاوارد، قال إن من حق المؤسسة أن تقدم مصلحتها على غاية البحث عن الحقيقة، فتشترى قصة صحفية تعرف مسبقا أنها ليست للنشر.