بداية أقول إن البالية واحد من أرفع الفنون يعود لدار الأوبرا المصرية بسبب ندرة الفرق التى تقدم هذا الفن لدينا والمعروف بالطبع أن الباليه والأوركسترا السيمفونى وفرق الأوبرا من الفنون التى تختص بها دار الأوبرا المصرية ويعتمد عليها بالتالى جمهور هذه الدار التى تعد المنفس الوحيد لهذه الفنون الرفيعة. فى الواقع كانت الأوبرا فى البداية تقدم الكثير من هذه الفنون.. أى الباليه والأوركسترا السيمفونى ولكن هذا الفن مازال يحظى بمكانته فى الأوبرا من خلال حفل اسبوعى لأوركسترا القاهرة السيمفونى. أما الباليه وكذلك فن الغناء الأوبرا لى فاعتقد أنه تأخر عن منزلته السابقة إلى حد ما. المهم عادت دار الأوبرا المصرية تعج بالمشاهدين الذى احتلوا معظم مقاعدها فى هذا الحفل الذى يعد فى الافتتاح الأول لدار الأوبرا وهو باليه «شوبنيانا» وباليه «ألف ليلة». إننا إذن نتحرك بين الغرب والشرق فى هذا العمل وهو من فصلين الأول لشو بنيانا والثانى ألف ليلة. وشوبنيانا مأخوذ بصورة ما من موسيقى العالمى شو بان وألف ليلة من العبقرى كورساكوف ولعل معظم جمله وهى لاتزيد عن أربع جمل يحفظها الشعب المصرى جيدا لأنها بدأت معه أو بدأ معها من خلال المسلسل الإذاعى شهرزاد. العملان قدما فى حفل واحد بمعنى حفل لشو بنيانا وهو عمل رومانسى شديد الأوربية. بالطبع شهرزاد عمل شرقى بكل ملامح هذا الشرق الذى يعرفه كل المشاهدين. مع سعادتى بوجود الباليه على خشبة مسرح دار الأوبرا ولكن كنت أتمنى أن يكون مصحوبا بالموسيقى الحية وليس بالموسيقى المسجلة وهناك فرق كبير بين الموسيقى الحية مع البالية والأخرى المسجلة التى تنتقص كثيرا من وهج وجمال الباليه. ربما كان تعويضا لهذا أن الملابس جيدة وأيضا الديكورات إلى حد ما جيدة ثم فى النهاية الراقصون والراقصات من أبناء المدينة العريقة بيترسبورج كانوا فى الصورة الجيدة. وصلت إلينا كثيرا فرقة البولشوى سواء الأولى أو الثانية ولكن ربما هذه أول مرة لباليه بيترسبورج أن يعرض لدينا وبهذه المناسبة أرى زيادة الجرعة من الفنون الرفيعة التى هى أساس دور الأوبرا فى العالم.. أن تزداد إلى حد ما جرعة هذه الفنون التى لاتستطيع أى دار عرض مسرحى أخرى أن تقدمها.