لم يشك «محمد» لحظة واحدة فى سلوك جاره الشاب الذى يقطن بجواره منذ عشرة أعوام.. ولم يسمح يومًا لظروف الحياة أن تفرق بينهما طوال هذه الفترة أو أن تؤثر على علاقتهما أو التواصل بينهما وتبادل الزيارات الأسرية، بل كان باب منزله مفتوحًا دائمًا أمام صديقه دون أن يتوقع منه الخيانة قط. أو أن يعتقد فيه ذرة من الغدر، كان يلجأ إليه باستمرار أثناء نشوب خلافات بينه وبين زوجته للتدخل فى إنهائها، لكن يبدو أن الخيانة كانت تجرى فى عروق هذا الصديق، الذى راح يضرب بهذه العلاقة الطيبة عرض الحائط بعد أن ارتكب فى حق جاره جريمة لا تغتفر. الوقت كان يقترب من تمام الساعة الخامسة والنصف صباحًا، الموعد الذى يعود فيه «محمد» كل يوم من عمله بأحد المطاعم المشهورة التى يعمل بها خلال الفترة الليلية، الهدوء كان يخيم على منطقة بولاق الدكرور بالجيزة.. الشوارع كانت خالية من المارة تمامًا.. لكن يبدو أن هناك جريمة تنتظر قدوم هذا الشاب ابن العقد الثالث من عمره فور أن تطأ قدماه باب منزله.. بعد أن كشف له القدر عن الحقيقة المرة التى لم يكن يصدقها أو يتوقعها وهى خيانة جاره «غريب» الذى فوجئ بوجوده داخل غرفة نومه بصحبة الزوجة اللعوب.. وهنا كانت الصدمة الشديدة التى لم يستوعبها الزوج ولم يفكر وقتها سوى فى أمر واحد فقط لا بديل عنه، وهو الخلاص من هذا الصديق الخائن، والخلاص أيضًا من زوجته الخائنة التى ارتكبت فى حقه جريمة لاتغتفر رغم إنجابها منه 4 أبناء. حالة الصراخ والهلع التى دوت داخل العقار الذى يوجد به مسكن الزوج عقب اكتشافه الواقعة جعلت البعض يعتقد أن هناك جريمة بشعة ارُتكبت داخل هذا المكان الذى لا يتجاوز الغرفتين بالطابق الثالث من العقار..ومن المألوف أن نهاية كل واقعة شبيهة مما رصدتها صفحات الحوادث كانت تخلف دائمًا قتيلا أو أكثر طالما الأمر يتعلق بالخيانة. ومن الممكن أن يكون هذا القتيل هو الزوج أو العشيق أو الزوجة أو الاثنان معًا.. لكن فى هذه الواقعة بالتحديد فقد نجا الجار الخائن من الموت المحقق بإعجوبة.. ونجحت الزوجة الخائنة فى الفرار من زوجها دون أن يصيبها أى مكروه. لم يتمالك الزوج أعصابه عقب رؤيته لجاره الخائن فى غرفة النوم بصحبة زوجته.. حتى توجه مسرعًا إلى المطبخ واستل سكينًا إلا أن جاره الخائن حاول أن يهرب من باب الشقة فسدد له طعنه فى ظهره قبل هروبه.. فى الوقت الذى هرولت الزوجة خارج المنزل ولاذت بالفرار للاختباء عند إحدى جاراتها.. وبعد أن تجمع الأهالى حاول أحدهم نقل المجنى عليه للمستشفى بعد أن أغرقت الدماء ملابسه إثر الطعنة التى سددها له الزوج وبالفعل نجحوا فى إسعافه.. وأنكر أمام فريق التحقيقات وجود علاقة غير شرعية بينه وبين زوجة جاره، مشيرًا إلى أن وجوده فى هذا التوقيت كان بغرض انتظار عودة صديقه من عمله لتناول الإفطار معه كما كان يفعل من قبل. أمر اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة كشف غموض الحادث من خلال فريق البحث الذى قاده العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث غرب الجيزة حيث توصلت التحريات الى أن هناك علاقة بين زوجة المتهم وجاره «غريب» 28 سنة الذى يسكن بجواره منذ 10 سنوات، وأثناء عودته يوم الواقعة إلى منزله اكتشف وجوده فى غرفة نومه بصحبة زوجته يرتدى كامل ملابسه.. فقرر الخلاص منهما فاستل سكينًا من المطبخ وطارد المجنى عليه، إلا أنه تمكن من الفرار. كما تمكنت الزوجة من الهروب مستغلة انشغال الزوج فى مطاردة عشيقها وتمكن فريق البحث الذى قاده اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة من ضبط المتهم.