هل يحق للزوجة أن تغضب من زوجها على ماض كان يعيشه قبل الاقتران بها؟ وهل يحق للزوج أن يحاسب زوجته على ماضيها؟ وهل يملك كلاهما الجرأة على كشف وتعرية ما فات من حياتهما..؟ أسئلة كثيرة.. قديمة وجديدة فى آن واحد.. إجاباتها متناقضة ومثيرة للجدل.. ولكن اتفقوا معظم الأراء على كتمان الماضى وعدم البوح به كى تسير سفينة الحياة إلى بر الأمان. تقول هدى شاهين «مهندسة»: إذا كان فى ماضى الزوج أو الزوجة أى علاقات عاطفية عابرة فلا داعى للمصارحة، لأن الماضى انتهى، وكتمانه أفضل من المصارحة، لأن الرجل مهما كان عاقلاً ورزيناً سوف يدخل ذلك فى قلبه الشك، وكذلك المرأة المعروف عنها الغيرة الشديدة.. وأنا لا أعنى بذلك الكذب والخداع فى العلاقات الزوجية، ولكن أعنى الستر واستمرار الحياة خاصة إذا كان بينهما أبناء. ومتفق معها شهد «موظفة» حيث ترى أن الرجل والمرأة ليسا مسئولين عن الماضى وإنما من حق كليهما أن يحاسب الآخر على الأخطاء التى تحدث بعد الإرتباط فقط، أما الماضى والذكريات فهى ملك الشخص نفسه. وتسرد سها أحمد من واقع تجربتها الزوجية «زوجة من عشرين عاما» أن المرأة فى كثير من الأحيان مطالبة بالإستماع لزوجها وهو يحكى بافتخار عن ماضيه ومغامراته التى عاشها أيام العزوبية ولا يحق لها أن تحاول محاسبته «لأنه رجل» والرجل لا يعيبه شيئ كما يقولون دائماً. أما هى فمحاسبة على كل شيء فى حياتها قبل زواجها وبعده، لأن الجميع يرى أنها الجنس الذى يلاحقه العيب، وأن الرجل مهما فعل لا يعيبه شيئا .. جميعنا تربينا على هذا المنطق.. ولكنى أعتقد أن كل شخص يحق له أن يحتفظ بشئ من الماضى والأهم أن يحفظ كل شخص كرامة الآخر وأن يحاول ألا يجرح الآخر بماضيه ويحترم وجوده. وتعتقد ثريا منصور «ربة منزل»: أنه لا توجد امرأة تستطيع أن تعترف بماضيها لزوجها مهما كانت ثقافة هذا الزوج لأنها تحاول أن تؤكد له دائماً أنه أول رجل دخل عالمها وأنه الوحيد الذى سرق قلبها كى تستمر الحياة معه بسعادة وحب وفرح. وذكرت سوزان المهدى أن الاعتراف بالماضى بالنسبة للزوج أو الزوجة يؤثر على حياتهما الزوجية وخاصة الزوجة لأنها سوف تزرع الغيرة والشك بقلب الزوج وتخسر حياتها الزوجية، وتحكى سوزان قصة صديقتها التى صرحت بماضيها بقولها: عاشت صديقتى قصة حب جميلة، وكان حباً طاهراً وصادقاً من الطرفين، وكاد ينتهى بزواج ناجح لولا الخلافات بين الأسرية التى أدت لعدم إتمام الزواج. واستسلمت صديقتى ورضيت بما قسمه الله لها وتزوجت فيما بعد بغيره، وفى أول يوم زفاف قام الزوج بعرض مغامراته النسائية، وتفهمت ماضيه، وطالبها بدوره بالإفصاح عن ماضيها.. فصارحته بأنها أحبت شاباً قبله ولم يكن هناك نصيب، وكان هو صاحب النصيب معها، وهو الآن سيشكل حياتها وسوف تحافظ على بيتها وزوجها وتصون عرضه، فما كان منه إلا أن أعرض عنها وتركها شهرين ثم طلقها وتزوج غيرها بحجة أنه لايريد أن يكون الثانى فى حياتها. وفى تضارب واضح، وتحدث مجدى عبد الرسول عن تجربة شخصية، فهو سقول الشىء ونقيده قيتحدث عن المصارحة ثم ضرورة اخفاء الماضى.. فقال: يجب على الزوجين المصارحة سواء كانت سلباً أو إيجاباً، لكن يبقى هنا عقل الرجل إن كان رجلاً واعياً ومؤمناً بأن الحياة قبل الزواج انتهت وبدأت حياة جديدة، فالرأى متروك لكلا الزوجين وليس من حق أى منهما أن يعرف ماضى الآخر وليسا مجبورين على قوله. ويضيف :أنا شخصياً أنصح بعدم كشف الماضى سواء من الزوج أو الزوجة، فهو ماضى وانتهى وسبقى سراً يطويه الزمان بعد الحياة الزوجية السعيدة التى يطغى عليها التفاهم بين الزوجين، فإذا كان الزوجان متصارحين ومتفاهمين، ستكون حياتها سعيدة يملؤها الحب والسعادة. وأخيرا.. تعلق سها شاهين خبيرة العلاقات الأسرية على ما سبق قائلة: على الزوج ألا يبدأ حياته الزوجية بالبحث عن القضايا التى قد تهدم سعادته الزوجية. وعلى الزوجين أن يعلما أن الماضى ملك لكل شخص والبحث فيه قد يزرع الشكوك والخلافات التى يصعب علاجها. ودون خداع، إذا كان هناك مرض بعينه، نفسياً كان أم جسدياً يسبب مشكلة ما، أو عيب خلقى فى الجسد، أو مرض موروث، أو ما شابه ذلك، فلابد هنا من المصارحة لإنقاذ سفينة الحياة الزوجية والوصول بها لبر الأمان منذ البداية.