أقصى ما كانت تتوقعه «سهير» عند كل خلاف كان ينشب بينها وبين زوجها «رمضان»، أن تصل النتيجة فى النهاية لمغادرة الزوجة عش الزوجية للإقامة بشكل مؤقت فى بيت أهلها الذى لا يبعد كثيرًا عن مسكنها، لكن هذه المرة لم ينته الخلاف بل خلّف وراءه جريمة بشعة لم تكن فى الحسبان.. راح ضحيتها قتلى ومصابون، حتى براءة الأطفال فلم تنج من هذا الحدث الجلل الذى هز أرجاء منطقة المعادى بالقاهرة. لم يخضع الزوج «رمضان» فى خلافه الأخير لطلب زوجته بالطلاق منه.. وراح يبحث عن حل بديل يعيدها إلى منزلهما مرة أخرى بعد غيابها الذى استمر قرابة عشرة أيام فى منزل عائلتها.. وقد حاول كثيرا أن يرسل العديد من أهل الخير بالمنطقة خلال هذه الفترة القصيرة إلى منزل عائلة الزوجة للتوسط فى إنهاء هذا الخلاف.. وإقناع الزوجة بالعودة إلى منزلها وأبنائها الثلاثة، إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل، بل رفضت الزوجة العودة، وأصرت على طلب الطلاق منه ، خاصة بعد أن تعدى عليها فى الخلاف الأخير بالضرب المبرح، محدثا بها إصابات متفرقة فى وجهها وجسدها. لكن يبدو أن الذكريات الجميلة التى قضاها الزوجان طوال العشرة الطويلة التى استمرت بينهما ما يقرب من 10 سنوات زواج، لم تشفع للزوج عن إهانته لزوجته وتعديه عليها بالضرب أمام أبنائها.. لكنها جعلته يتشبث بمحاولات بحث جديدة لإقناعها بالعودة إلى المنزل وإنهاء الخلافات بينهما.. حتى قرر فى النهاية أن يصطحب معه عديله، وأن يذهبا سويا للتوسل ل «سهير» وأهلها بالعودة إلى عش الزوجية وطى صفحة الخلافات بينهما على أن يعاهدها أمام عائلتها ، بأن لا تتكرر مرة أخري. لم تنجح المباحثات التى استمرت بين الزوج وعائلة زوجته أكثر من 3 ساعات متواصلة، ورغم إلحاح «شقيقة الزوجة» وزوجها لتهدئة الخلاف، إلا أن الزوجة أصرت على طلب الطلاق من «رمضان».. بعدما أدلت أمام الجميع بأن الزوج يعاملها معاملة سيئة أمام أبنائها، كما أنه سريع الغضب عند تعامله مع أى خلاف بسيط يحدث بينهما، إضافة إلى تطاوله عليها بالضرب فى الخلاف الأخير أمام أبنائها.. حتى اشتاط الزوج غضبا وقرر أن ينتقم من الجميع.. من حماته التى ناصرت زوجته فى طلبها الطلاق منه.. ومن والد زوجته الذى رفض أن تعود معه إلى منزلهما، حتى من الطفل الصغير «عمر» الذى فتح له الباب قبل حدوث الواقعة. يقول الزوج خلال اعترافه أمام النيابة.. «تملك الغضب مني، وأصابت بصيرتى الغشاوة، بعدما رفض أهل الزوجة عودتها معي.. حتى هدانى شيطانى إلى اصطحاب أبنائى الثلاثة الذين كانوا يقيمون مع والدتهم بمنزل أسرتها والذهاب إلى أقرب محطة وقود لشراء البنزين وارتكاب الواقعة».. مشيرًا إلى أنه قام بتوصيل أبنائه الثلاثة إلى منزل شقيقة بالمعادى والعودة مرة أخرى للانتقام، حيث توجه إلى منزل صهره بشارع الإدارة بمنطقة المعادى حاملا بين يديه جركن البنزين، وعندما فتح له الطفل الصغير «عمر» ، سكب على جسده البنزين، ثم بدأ يفرغه فى باقى أرجاء الشقة وعلى الفور أشعل النار فى محتوياتها مستغلًا انشغال أهل الزوجة، وأغلق باب الشقة وفر هاربا، مما تسبب فى إحداث إصابات خطيرة لوالد ووالدة زوجته أودت بحياتهما، كما حاول اشقاء زوجته الهرب إلا أنهم أصيبوا بإصابات طفيفة، وتم نقل الطفل الصغير إلى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج. تحريات المباحث التى أجراها رجال قسم شرطة المعادى برئاسة الرائد إسلام بكر، أفادت بأن خلافات زوجية نشبت بين المتهم «رمضان.ق» 38 سنة حداد كريتال، وزوجته «سهير.م» ربة منزل، وعند محاولة «الزوج» حل الخلافات فى جلسة مع أسرتها احتدم النقاش وحدثت بينهما مشادة كلامية، أدت إلى قيام الزوج بإحضار جركن «بنزين» وإشعال النار فى محتويات الشقة، مما تسبب فى إصابة والد ووالدة زوجته بإصابات خطيرة أدت لوفاتهما، وإصابة أفراد اسرتها، واصابة الطفل «عمر» بإصابة خطيرة نقل على إثرها إلى العناية المركزة بمستشفى القصر العيني.. وتم تحرير محضر بالواقعة، وأمر اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لقطاع امن القاهرة بسرعة القبض على المتهم ومن خلال فريق البحث الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وقاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، تم ضبط المتهم وأخطرت النيابة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.