ما من أحد استطلعت رأيه فى بالونات الدعوة للمصالحة مع الجماعة المحظورة وحلفائها التى يتواصل إطلاقها تباعا فى فضاء المشهد السياسى إلا وكانت الدهشة الممزوجة بالاستغراب عنوانا لرد الفعل الغالب على انطباعات ومشاعر الجماعة الوطنية التى تتخندق دفاعا عن الدولة واستقرارها حقبة بعد حقبة وجيلا بعد جيل. ومبعث الدهشة وجوهر الاستغراب لدى مختلف أطياف الجماعة الوطنية ليس تعبيرا عن رفضهم نشر أجواء التصالح والتسامح وإنما مبعثه غياب المنطق فى أطروحات تدعو للمصالحة بين الدولة وجماعة محظورة فقدت صوابها وكشفت نفسها ورفعت رايات العداء للدولة والشعب بشكل سافر وصريح طوال السنوات الأخيرة. إن الجماعة الوطنية المصرية التى لم تبرح يوما خنادق الدفاع عن الدولة واستقرارها قد تقبل فى ظروف معينة فكرة العفو والسماح عن الذين يجاهرون بالتوبة ويعتذرون عما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن ولكن من العبث أن يصل الخيال بأى أحد إلى المساواة بين الدولة والخارجين عليها كأطراف متقابلة على مائدة تفاوض. ولست أشكك فى النيات أو خبايا المقاصد لدى من يقذفون بهذه البالونات تباعا فى فضاء المشهد السياسى ولكن لسان حال الجماعة الوطنية لديه ما يشبه الاتفاق على خطورة القبول بمثل هذه الأطروحات فى تلك المرحلة الدقيقة والحاسمة من الحرب ضد الإرهاب التى لا تحتمل التعامل مع أوهام زائفة يجرى تغليفها بأوراق الخداع. إن الشعب الذى خرج عن بكرة أبيه فى 30 يونيو 2013 وأبدى تجاوبه وتفاعله المطلق مع قرارات 3 يوليو وما تبعها من خطوات وإجراءات حاسمة لاجتثاث الخطر من جذوره ودفع ثمنا باهظا فى تصديه للجرائم الإرهابية الخسيسة ليس مستعدا لابتلاع الطعم بعد أن بدأت بشائر فجر الاستقرار التام تلوح فى الوادى وسيناء بينما الذين تحالفوا مع الشياطين فى المنافى يعانون كوابيس القلق ولا يعرفون أين ستكون ملاذات الغد التى ستقبل بإيوائهم! خير الكلام: الكذب كرة ثلجية تزداد حجما كلما دحرجتها!