أصدر عنها الأديب الناقد محمد جبريل كتاب «الصوت الهامس يعلو.. دراسة فنية سسيولوجية فى أدب فاطمة يوسف العلي». وقال عنها أستاذ الأدب والنقد الراحل عبد اللطيف عبد الحليم: «إنها نموذج للأديبة القاصة المبدعة والمثقفة التى أخلصت لهذا اللون الأدبى فأخلص لها ومنحها سريرته». فمنذ نعومة أظافرها دخلت مجال الإعلام وبدأت مشوارها بإعداد المؤتمرات والملتقيات الثقافية، والبرامج الإذاعية والتليفزيونية التى مهدت لها الطريق لمحاورة كبار الأدباء والشعراء مثل توفيق الحكيم ونزار قبانى ويوسف إدريس وبنت الشاطئ وغيرهم كثر. مما أثر فى نمو وعيها الثقافى فأضاء لها دروب الكتابة الأدبية لتنشر أولى قصصها «وجوه فى الزحام»، وهى لا تزال فى الثامنة عشرة من عمرها كأول إسهام نسائى فى فن الرواية ليس فى الكويت فحسب بل فى منطقة الخليج العربي. وأدرجت بعض أعمالها ضمن المناهج الدراسية، وحول بعضها إلى أعمال درامية. وترجمت أخرى إلى عدة لغات أجنبية، كما أدرج اسمها ضمن موسوعة أعلام الفكر العربي. الأديبة والباحثة د. فاطمة يوسف العلى حائزة على جائزة الكاتبة المتميزة عن قضايا المرأة، تعيش فى ترحال دائم بين بحور الإبداع، بجانب ترحالها بين الدول العربية بناء على دعوتها للمشاركة فى الندوات والمؤتمرات والملتقيات الثقافية التى كان آخرها معرض القاهرة الدولي للكتاب . وسنحت لنا الفرصة للقائها فى القاهرة التى تعتبرها بلدها الثانى التى عاشت وتعلمت فيها على أيدى أدبائها ومبدعيها. بحكم متابعتك لكتابات شباب المبدعين ما رأيك فى أعمالهم؟ أنا دائمة القراءة وأتابع اى جديد، وقرأت فى هذه المرحلة أكثر من ذى قبل، ويدهشنى الجديد من جيل الشباب فى الوطن العربى بتقنياته الفنية والأسلوبية المتجددة والعالية. والكويت بمختلف قطاعاتها ومرافقها ومؤسساتها تعمل بجد على استقطاب الشباب المبدع فى مختلف المجالات والابتكارات والاختراعات والمشاريع لاكتشاف قدراتهم الإبداعية وإمكاناتهم الفنية فى مختلف الفنون بما يسهم فى بنائهم وفتح الآفاق أمامهم وتنمية مواهبهم وإشراكهم فى قضايا حوار الحضارات لأن الثقافة سند وحماية لهم، وأكاد أنجز كتابا نقديا شاملا يتناول هذه الفئة فى مختلف فنون السرد وأوثق لإبداعاتهم وأتمنى لهذا المشروع الموسوعة أن ينصفهم. رسالتك للدكتوراه كانت فى النقد الأدبي، فهل ترين النقد الآن مواكبا لحركة الإبداع ؟ وهل لدينا نظرية نقدية عربية؟ وهل المرأة استطاعت أن تثبت وجودها فى مجال النقد؟ أقول فى العموم النقد مأخوذ عليه التقصير وعدم مواكبة ما تضخه دور النشر من إبداعات فى مختلف الوطن العربي، والنقد متهم أيضا بالجفاف والجمود والقلة، وليس هناك نظرية نقدية عربية يمكن أن نتباهى بها، لكنى أرى الحركة النقدية تواكب الإبداع وجهود نقادنا الكبار جلية واضحة. والمتفق عليه أن كل جيل ومرحلة إبداعية تخلق نقادها، وهناك ربط بين القصة والرواية والنقاد ومذاهبهم، كما ظهر نقاد رجال ونساء تأملوا عالم السرد الواسع العميق الذى يتناول كل أبعاد الحياة وأشكالها وتعاملوا فى نقدهم من منطلق أن القصة والرواية خليط من العمل الواعى المشوب بحرارة الأحاسيس العاطفية والمضاء بالمواهب الفكرية. ويرى بعض المؤرخين فى هذا الصدد أن مذاهب الأدب كانت عبارة عن ضرورة استلزمتها حتمية التطور بين البيئات والشعوب، وغابت النظريات العربية واعتمد النقاد على ما أنتجه نقاد الخارج، ولولا القاص والروائى لما كان الناقد، وساعدتنا ظروف الستينيات من حيث الزخم السياسى العربى والقضايا الاجتماعية فى ظهور شخصية الفنان والفنانة التى تحمل موهبة التذوق الفنى والنقد الأدبى القائم على الدراسة والتجربة، وظهرت أسماء نسائية امتازت بقدرات نقدية مثل د. اعتدال عثمان، ود. زينب العسال من مصر، ومن لبنان د. يمنى العيد، ودلال البرزي، والراحلة أمينة غصن، ومن البحرين د. أمينة التيتون، ومن الكويت د.نجمة إدريس ومن المغرب د. فاطمة المرنيسي، ود.زهور كرام، ومن سوريا د. ماجدة محمود، وغيرهن. حُزت عدة جوائز منها جائزة الكاتبة المتميزة فى قضايا المرأة.. فهل الجوائز مهمة للمبدع؟ نعم هذه الجائزة بالتحديد تعنى لى الكثير، لأنها شراكة بين منظمة عالمية - صندوق الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وهى ليست الجائزة الأولى ولله الحمد، والجوائز مهمة للمبدع لأنها تشجيع وتكريم واحتفاء . ماذا تعنى لك الكتابة الآن بعد الشوط الكبير الذى قطعتيه مع الإبداع والنقد؟ الكتابة أداة مقاومة ومواصلة الحياة، وهى ضد الموت لأنها حياة بنكهة استثنائية، وهى عالمى الفسيح الذى أسبح فيه، وكم هى محظوظة الكاتبة لأنها تملك هذا العالم الواسع، إنها حياة موازية داخل المبدع، وهى الشقاء، فأنا أعشق الكتابة حين أغوص فى عوالمى وعوالم الآخرين على الورق، أنبش وراء آلامهم وعذاباتهم وعذاباتى معهم، الكتابة هى الضياء كله وهى التعب اللذيذ. ما آخر أعمالك الإبداعية؟ أنا فى ترحال دائم فى أنهر وبحور الإبداع، ودوما مبحرة أطلق أشرعتي، وانطلق من قصة إلى رواية إلى دراسة إلى مشاركة، وصدرت لى فى معرض الكتاب الفائت رواية جديدة «غرف متهاوية»، وسيصدر قريبا أيضا كتاب نقدى وأعتبره من أهم ما أنجزت فى حصادى عن مبدعى ومبدعات الألفية الثالثة فى وطنى الكويت الذين لم يأخذوا حظهم من النقد، وبدأته قبل ثلاث سنوات، وهو شاغلى الآن، وقيد المراجعة الأخيرة للانتهاء منه، وبصدد جمع قصصى للأطفال التى كتبتها حين كنت فى لجنة المناهج الدراسية بوزارة التربية فى الكويت، فى كتاب، وكم هى شاقة عملية الكتابة للطفل. إضافة إلى أننى لدى مشروع ورشة جديدة لتعليم فن كتابة القصة القصيرة والابتكار فيها كنشاط إنسانى.