وسط تساؤلات عن مكانة السينما المصرية الآن جاءت ندوة «السينما المصرية..أحد مصادر القوة الناعمة» فى قاعة عبد الرحمن الشرقاوى، وحاول الإجابة على التساؤلات المخرج سمير سيف والناقدة ماجدة موريس ود.خالد عبد الجليل، وأدار النقاش الناقد طارق الشناوى. بدأت الندوة بعد موعدها بساعة لتأخر طارق الشناوى. إضافة لانصرافه فى وسط الندوة أيضا. وكان قد استهل حديثه بأن مقولة السينما تواجه التطرف والإرهاب أصبحت متكررة، وللدولة والمجتمع دور كبير فى مساعدة السينما لمواجهة هذا الخطر، فالدولة مطالبة بإعطاء مساحات أكبر من الحرية قد تصل لحد إنتقادها هى نفسها، فهل ستسمح بذلك أم سيحدث صدام بينها وبين المبدعين؟، والمجتمع محاط بمخاوف من انتقاد الإرهاب وكأنه هو الدين. وتذكر د.خالد عبد الجليل وقتما كان رئيسا للرقابة على المصنفات لعامين واجه خلالهما صعوبات بسبب انعدام الحوار والتفاهم بين الدولة والمبدع والمجتمع، وفوجئ بأن المشكلة الأكبر عند الموافقة على مرور عمل فنى لم تكن مع الشارع المصرى ولا الدولة ولا المبدع كما تصور، فليست كل الأعمال الفنية جيدة على إطلاقها، وأخلاقيات العمل الفنى تحدد بما يحويه من رسالة يراد توصيلها فى النهاية. وأوضح المخرج سمير سيف أن القوى الناعمة هى فرض القيم والأفكار وطريقة الحياة على الآخرين بدون قوة السلاح، عكس القوة الصلبة المتمثلة فى الأسلحة والجيش، وضرب مثالا بثلاثة أنواع من السينما حول العالم، أولها الأمريكية التى تعتبر نموذجا صارخا لتأثير القوى الناعمة، فلو جاء سؤال على سبيل المثال عن وصف الحياة فى أمريكا، وآخر عن الحياة فى الواحات البحرية مثلاً، فسيصف الطالب الحياة الأمريكية بصورة دقيقة، وسيعجز عن وصف الحياة فى مكان من بلده، وثانياً السينما السوفييتية التى لا نستطيع أن نطلق عليها قوى ناعمة، وثالثها السينما المصرية فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات حيث اتجهت إلى تجييش مشاعر الدول العربية ناحية مصر رغم خلافات هذه الفترة ما أدى إلى تطوع العديد منهم للعمل لحساب جهاز المخابرات المصرى بسبب تأثيرالقوى الناعمة. وقالت الناقدة ماجدة موريس إن هناك قوى ناعمة أخرى مثل أغانى سيدة الغناء العربى أم كلثوم وهى أكبر مثال على القوى الناعمة، وكذلك الأدب المصرى والأدباء الكبار نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس وغيرهم، ومن أحدث القوى الناعمة الدراما التليفزيونية مثل أعمال أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن وغيرهما وتأثيرها فى المنطقة العربية، والقوى الناعمة قويت عندما ضعفت الثقافة المصرية لفترة. وأكدت موريس أن المشهد السينمائى الآن يتصف بعدم الوضوح مع عدم وجود قوى داعمة من الدولة لأفكار شبابية جديدة.