أثارت استقالة سعد الحريرى رئيس الحكومة اللبنانية المفاجئة التى أعلنها من السعودية المخاوف من تصاعد التوتر فى الداخل اللبنانى، ومن مواجهة إقليمية على أراضى هذا البلد الصغير ، وتخوفات من ارتفاع حدة الصراع المتنامى بين طهران والرياض. وذكر مصدر مقرب من الحريرى أنه لن يعود إلى وطنه لبنان لأسباب أمنية. وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن هويته- "الوضع الأمنى هو أحد الأسباب الرئيسية لابتعاد رئيس الوزراء عن لبنان حاليا"، مضيفا أن الحريرى سيقوم بجولة فى عدد من الدول ليبحث معها الموقف فى لبنان. فيما، أكد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل أنه بصحة جيدة خلال اتصال هاتفى مع برنامج (كلام الناس) على قناة "إل بى سى"، موجهاً كلمة إلى اللبنانيين قال فيها "سنلتقى فى وقت قريب ، وضميرى مرتاح وقد نقلت البلد إلى بر الأمان". وتوالت ردود أفعال متباينة على الاستقالة، حيث اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية اللبنانية فؤاد السنيورة أن استقالة الحريرى من منصبه جاءت للتنبيه لما وصلت إليه التسوية السياسة فى لبنان، مشددا على ضرورة أن تكون الدولة صاحبة السلطة الوحيدة فى البلاد. وقال السنيورة: إن ما قام به الحريرى دعوة إلى التبصر فيما آلت إليه عملية التسوية وما تحمله الحريرى من أجل النجاح فى تحييد لبنان عن المخاطر بسبب تدخلات حزب الله فى شئون عدد من الدول العربية ومنها سوريا والعراق والكويت واليمن . وأضاف السنيورة أن حزب الله أخل بالتسوية لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب الوطن، ويتصرف وفقا لتعليمات إيرانية تضرب مصالح لبنان مع الأشقاء العرب حسب تعبيره. فيما أكد رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق نجيب ميقاتى على ضرورة التمسك الكامل بإتفاق الطائف والدستور الذى يحفظ التوازنات فى لبنان. وصرح مفتى لبنان عبد اللطيف دريان بأن استقالة الحريرى شكلت صدمة ولم تأت من فراغ ، قائلا "نحن نؤيده وندعمه". وأعرب البطريرك المارونى اللبنانى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى عن أسفه لاستقالة الحريرى التى أعلنها بالأمس وللظروف التى قادته إليها،معربا عن خشيته من تداعياتها على الاستقرار السياسى وما يرتبط به من نتائج. ودعا البطريرك إلى حماية الوحدة الوطنية وتعزيزها وإلى التروى فى اتخاذ القرارات وتجنيب البلاد أية أزمة سياسية وأمنية تأتى من النزاعات والحروب الدائرة فى المنطقة. وأكد جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى إن لبنان حزينا لأن رئيس حكومته استقال ، لافتا إلى أن نبأ استقالة الحريرى شكل مفاجأة لكل اللبنانيين لأن حكومته حققت الكثير وكانت فى ذروة عطائها للبلاد. على صعيد متصل، أجرى الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا بأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح واتفقا على تأجيل الزيارة الرسمية التى كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس عون إلى الكويت أمس، إلى وقت لاحق. ومن جانبها طالبت مملكة البحرين من رعاياها مغادرة لبنان فورا.