لاتزال تداعيات كارثة نفوق أكثر من200طن من أسماك الأقفاص السمكية بفرع النيل برشيد مستمرة, كشف تقرير وزارة الصحة ارتفاعا كبيرا في نسب الأمونيا والقلويات عن الحد المسموح به في مياه فرع النيل برشيد. بينما لاتزال المعامل المركزية لوزارة الصحة تقوم بتحليل عينات من الأسماك النافقة لتحديد سبب النفوق. من جانبه خاطب المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة, وزيري الداخلية والري لشن حملة مشتركة بين محافظتي البحيرة, وكفر الشيخ لإزالة الأقفاص السمكية, بفرع نهر النيل برشيد, وذلك بالاشتراك مع هيئة حماية النيل وشرطة المسطحات المائية, حفاظا علي سلامة مياه النيل وعدم تلوث مآخذ محطات مياه الشرب. أكد الحملاوي أن الهدف من الحملة المشتركة هي وضع نهاية للعبة القط والفار بين الحملات وأصحاب الأقفاص السمكية والذين يلجأون إلي نقل أقفاصهم من ضفة نهر النيل بالبحيرة الي ضفة كفر الشيخ لحين رحيل حملة الازالة بالبحيرة, ولجوء البعض الآخر الي وضع أثقال في الأقفاص السمكية لجعلها تغطس تحت سط المياه ولا تراها قوات الإزالة وعقب تأكدهم من رحيل الحملة تعاود الأقفاص الي الظهور مرة أخري. أكد الحملاوي سلامة العينات المأخوذة من محطات مياه الشرب بالبحيرة وارجع سبب نفوق عشرات الأطنان من الأسماك الي ارتفاع نسبة الأمونيا والقلويات عن الحد المسموح به والقاء أصحاب الأقفاص مئات الأطنان من الأعلاف مجهولة المصدر التي تتغذي عليها الأسماك بالأقفاص, من قبيل مخلفات المجازر والدواجن النافقة, وذلك تحت رغبة الجشع وتحقيق الأرباح علي حساب صحة المواطنين. في المقابل أكد عدد من أصحاب الأقفاص علي سلامة الأعلاف التي يقدمونها للأسماك, وأرجعوا سبب النفوق الي وجود مصادر للتلوث بمياه النيل سببه مصانع المبيدات بكفر الزيات. وأشار المهندس محمود الصاوي إلي الانتشار العشوائي للأقفاص السمكية في نهر النيل بمدن الرحمانية وشبراخيت والمحمودية, بسبب الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة والغياب الكامل لدور شرطة المسطحات المائية. قال الصاوي إن المكاسب الطائلة التي تحققها تربية الأسماك في الأقفاص السمكية دفعت الكثير الي عمل الأقفاص بالنيل. من جانبه أكد المهندس أحمد القاضي مدير إدارة شئون البيئة بالمحافظة علي مخالفة الأقفاص السمكية للقانون رقم84سنة82والذي يختص بحماية نهر النيل والمجاري المائية. وأوضح أنها ليست المرة الأولي التي يحدث فيها نفوق للأسماك لكنها غالبا ما كانت تحدث خلال السدة الشتوية وفي المنطقة خلف قناطر إدفينا والتي ترتفع نسبة الملوحة بها بفعل مياه البحر, ويتنوع سبب النفوق ما بين نقص الأكسجين الذائب أو ارتفاع نسبة الأمونيا فيؤدي إلي اختناق الأسماك, ويطالب بشن حملات مشتركة من شرطة المسطحات المائية بمحافظتي البحيرة وكفر الشيخ لإزالة الأقفاص المخالفة, شريطة توفير إدارة حماية نهر النيل الكراكات البرمائية اللازمة لعمليات الإزالة, كما نفي المهندس احمد القاضي مسئول شئون البيئة بالمحافظة صحة ما يردده البعض بأن سبب النفوق يرجع إلي مصرف الرهاوي القادم من محافظة الجيزة والذي يصب في نهر النيل عند كفر الزيات, متسائلا لماذا لم يحدث نفوق في مدن كوم حمادة وايتاي البارود والرحمانية وشبراخيت والتي يمر بها نهر النيل قبل وصوله الي المحمودية ورشيد. فيما طالب شريف عمر عضو إحدي جمعيات البنية بنقل الأقفاص السمكية الموجودة بنهر النيل عند شبراخيت والرحمانية الي منطقة جنوب الطريق الدولي الساحلي حتي شمال قناطر إدفينا.
