1- إذا كان مفهوما أن يكون للبلطجة ناسها من ذوى السوابق وأصحاب السمعة السيئة فإن الذى لا يمكن فهمه أو حتى مجرد تبريره أن تصبح البلطجة سلوكا يتباهى به أسوياء ذوو ثقافة رفيعة يطلون على الرأى العام عبر الصحف والفضائيات! والحقيقة أن ما شهدته مصر فى السنوات الأخيرة يعكس نشوء ظاهرة جديدة مقلقة ومرعبة لأنها لم تكن معروفة من قبل بهذا الحجم المريع الذى انتقل بها من زمن كانت فيه جرائم البلطجة مجرد حوادث خفية ومكتومة يرتكبها أصحاب السوابق إلى زمن أصبحت فيه البلطجة أحداث ووقائع مسموعة ومرئية تهز المشاعر وتؤرق الضمائر بأقلام وأفواه المشاهير الذين يعطون لأنفسهم حق الإفتاء فى كل التخصصات وحق التطاول لدرجة الإيذاء لمن يخالفهم الرأى! وفى اعتقادى أنه ليس هناك من سبيل لإغلاق هذه الصفحة الكريهة لزمن البلطجة سوى وقفة جادة رسميا وشعبيا يؤكد من خلالها المجتمع أن القوانين ليست مجرد نصوص مكتوبة نتباهى بها كتشريعات تم إنجازها وإنما قوة أى قانون فى أن يكون بمثابة حالة دائمة يحسها ويلمسها الناس فى كل مناحى الحياة! أتحدث عن الحاجة الماسة إلى استعادة قيم وتقاليد الآباء والأجداد التى بدأت تتراجع وتختفى تحت وطأة هبوب الرياح الشديدة لمخططات الفوضى التى تستهدف ما هو أكثر من ضرب الاستقرار بالمفهوم الأمنى والسياسى وتهدد بنشر الأوبئة الاجتماعية والثقافية والسلوكية المعيبة والمهلكة. مصر بحاجة إلى صحوة أخلاقية بمنظور سياسى يدرك فيه الجميع أن المحظور الوحيد فى الممارسة الديمقراطية هو سوء استخدام الحرية لأى عبث بالحرية مهما كان المسمى والمبرر هو الخطرالأكبر الذى يمثل عبثا بمقدرات الوطن كله قبل أن يكون إهانة لأشخاص وتيارات بعينها!... وغدا حديث آخر. خير الكلام: أجمل المؤلفات مبادىء تؤمن بها وتحرص على تطبيقها ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله