حملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى ،فى الذكرى الثالثة لثورة الثلاثين من يونيو عددا من الرسائل للداخل والخارج،وكأن الرئيس كان يرد على المنتقدين ،سواء بسوء نية أو بحسن نية،وعلى سؤالهم الغريب عما فعله الرجل منذ تولى مسئولية القيادة،..لا شك ان بعض هذه الانتقادات فى محلها،ولكن لا شك ايضا من ضرورة ان ندرك صعوبة المرحلة التى تمر بها مصر ،بعد ان تكللت جهود ابنائها بالنجاح فى انقاذها من مصير حالك السواد جرى الإعداد له ،منذ نحو قرن من الزمان،بينما كان واضعو المخطط الشرير، يفركون أياديهم،غبطة بنصر،اوهمهم به خيالهم المريض ،فشمروا عن سواعدهم لجنى ثمار ما كلفوا به جماعة الإخوان الإرهابية وتابعيها ..رفض الشعب،بدعم كامل من جيشه، تمزيق الوطن الذى احتضنه سبعة آلاف عام،الى دويلات عرقية وطائفية كما «بشرت» كتابات وتصريحات الأعداء ، للفوز ب «الجائزة الكبري»،التى إذا ماكانوا قدت استحوذوا عليها،لا قدر الله، فلن ترى الشرق يرفع الرأس بعدها..انتصرت مصر بوحدة ابنائها ،وهو ما جعل الرئيس يشدد على ان تلك الوحدة هى مفتاح الانتصار على جميع الأعداء وفى كل المراحل التاريخية..رغم قسوة الظروف التى مرت بها مصر فى الآونة الأخيرة ، ،فقد تحسنت الأحوال المعيشية بما لا يقبل نكرانا،حيث لم نعد نرى واحدا من اكثر المشاهد مدعاة للخجل، واعنى به،مشهد طوابير الخبز وشبه التقاتل احيانا للفوز، ببضعة أرغفة، بما يكفل استمرار الحياة،!!!..كذلك اختفى الزحام على محطات البنزين، كما لم نعد نعانى انقطاع التيار الكهربائي، مع ما كان يجلبه هذا الانقطاع من ارتباكات واحيانا ،من مآس..أيضا لن ينسى أحد اهتمام قيادة السيسى وحرصه الشديد،على توفير حياة آدمية لسكان العشوائيات، ومشروع الفرافرة، ومحطات الكهرباء، والعاصمة الإدارية الجديدة وشق الطرق،الشرط الأساسى لجذب الاستثمار وكذلك انفتاح مصر على العالم بعد كسر القيود التى كبلتها بها انظمة وضعت 99% من الأوراق فى أيدى الولاياتالمتحدةالأمريكية..وحيث يصعب فى عصرنا هذا الاعتقاد بوجود ،عصا سحرية،بمقدورها ان تغير واقعا مريرا وإحالته الى جنة فى غمضة عين،فلا مفر ،لتحقيق الجنة،من القبول بالنقد وكشف السلبيات والفساد وكل ما عانى منه الوطن فى العقود الماضية..وقد التقيت أصدقاء ومعارف من مؤيدى الثورة ،لا يخفون خيبة أملهم بصدد اختيارات الرئيس لمعاونيه، وربما كان الكثيرون منهم على حق فى انتقاد الاداء الحكومى أو البيروقراطي..خاصة عدم تطبيق القانون على الخارجين عليه ،لا سيما المتمسحون بالدين..والسؤال: هل يمكن ان تعود البهية، بين عشية وضحاها ،الى الصورة التى كانت عليها قبل انقلاب الأوضاع والمعايير ،؟..أظن ان ذلك مستحيل،لا سيما ان بعض الفاسدين بالتعاون مع بعض المفسدين،وكذلك الكثير من ادوات القوى المعادية،يعملون بحماس محموم ،لإفشال الحلم بالانعتاق من شرورهم..بل لقدت استعرت حربهم الهستيرية،بدءا من التلاعب فى اسعار الدولار،مرورا باستهداف جنودنا فى عمليات إرهابية وحشية وخبيثة،، وليس انتهاء باطلاق الشائعات وبث روح اليأس والإحباط..وسط هذه الأنواء والعواصف ،أكد السيسى العزم على استرجاع مصر مكانها ومكانتها..ربما نجوع، وربما سهرنا الليالى، ولكن كل التضحيات،مهما كبُرت، تهون، لرد الجميل للمحروسة..والجميل الحقيقى، هو التكفير عن سلبيتنا بأن تركنا للمتآمرين والفشلة والمغيبين والاستغلاليين،حرية نهبت ثرواتها و تقزيم دورها الريادى ،ومن ثم كان لزاما علينا ان نؤدى الأمانة التى حملتنا إياها كما أسر لنا الرئيس..أن نصل الليل بالنهار، ان نجوع ،حتى تتبوأ من جديد المكانة اللائقة، الجديرة بها ،فلا تحتاج لأحد، ولا تراهن إلا على سواعد ابنائها وقدرتهم على الابتكار والإبداع..وان تعود الى التأكيد بأن العمل حق، والعمل شرف، والعمل واجب..أجمل ما فى الحياة أن نحلم، رغم الأنواء والعواصف، مهما تكن عاتية ،والأجمل أن نحقق حلمنا لمصر، الحضن والملاذ... لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى