ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الأربعاء 12 يونيو    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 12 يونية    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 112 يونيو 2024    وصول صناديق أسئلة امتحان مادتي الاقتصاد والإحصاء لمراكز التوزيع بحراسة أمنية مشددة    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    الأصعب لم يأت بعد.. الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة اليوم    هل يشترط صيام يوم عرفة بصوم ما قبله من أيام.. الإفتاء توضح    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    جدول مباريات اليوم الأربعاء.. الجولة الرابعة من الدورة الرباعية المؤهلة إلى الدوري المصري    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    محاكمة عصام صاصا في اتهامه بتعاطي المخدرات ودهس عامل.. اليوم    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ET بالعربي: "خطوبة شيرين عبد الوهاب على رجل أعمال.. وحسام حبيب يهنئها    الجيش الأمريكي: تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيين في اليمن    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    شولتس ينتقد مقاطعة البديل وتحالف سارا فاجنكنشت لكلمة زيلينسكي في البرلمان    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    "بولتيكو": ماكرون يواجه تحديًا بشأن قيادة البرلمان الأوروبي بعد فوز أحزاب اليمين    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    البنك المركزي المصري يحسم إجازة عيد الأضحى للبنوك.. كم يوم؟    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    والد طالب الثانوية العامة المنتحر يروي تفاصيل الواقعة: نظرات الناس قاتلة    تحرك جديد من الحكومة بشأن السكر.. ماذا حدث؟    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    برلماني: مطالب الرئيس ال4 بمؤتمر غزة وضعت العالم أمام مسؤولياته    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2 فانتوم و 2 سكاى هوك وعليهم 3 أسرى.. فى 30 يونيو !
نشر في الأهرام اليومي يوم 01 - 07 - 2016


30 يونيو حدوتة مصرية رائعة وجميلة!
فى 30 يونيو 2013 الشعب أسقط الإخوان ونسف مؤامرة الأمريكان والزلزال العظيم فى ذاكرتنا وقلوبنا ومازلنا نعيشه لأنه من ثلاث سنوات فقط!.
عندنا 30 يونيو آخر.. رائع ومبهر وعظيم سجل نفسه فى تاريخ العسكرية بالعالم وسجل بنفسه فى عام 1970 أسطورة اسمها دفاع مصر الجوى!.
هذه الأيام نحتفل ب30 يونيو. القريب مازلنا نعيشه.. لكن البعيد كم نحن فى حاجة لنعيش لحظاته التى مضى عليها 46 سنة.. نعيشها لأنها لحظات مجد وشموخ وعزة وانتصار!. لحظات تَفَوُقْ العبقرية المصرية!. لحظات الشجاعة التى هى علامة مصرية مميزة!. لحظات لابد أن تتعرف عليها الأجيال الجديدة لتعرف أنها من صُلب رجال قهروا فوارق كبيرة تميز بها العدو!.
ومصر تعمل الآن لأجل اللحاق بالدول التى سبقت وتقدمت اقتصاديًا وتعليميًا وتكنولوجيًا ومجالات كثيرة.. أقدم لكل مصرى قصة دفاع مصر الجوى لنتأكد يقينًا من أن مصر تقدر على اللحاق بمن سبقونا!. دفاع مصر الجوى من لا شىء إلى التكنولوجيا الأحدث فى العالم!. القصة ليست فقط امتلاك الحديث.. إنما قدرتك على استيعاب الحديث!.
بعد هزيمة 1967 تكشفت الفوارق الهائلة فى التسليح بيننا وبين العدو.. الفوارق كمًا وكيفًا وكل حاجة!. أول هذه الفوارق حملها تصريح للجنرال إسحق رابين قال: «بواسطة قواتنا الجوية أستطيع أن أصل إلى أى مكان فى العالم حتى لو كان القطب الشمالى!».
هذا ما يؤمن به العدو وهو حر فيما يعتقد.. الأهم كيف نفكر نحن وفيما نعتقد؟. الرئيس جمال عبدالناصر قناعته مادام فى السماء طيران حربى لابد أن يكون على الأرض دفاع جوى!. من هذا المنطلق قام الرئيس عبدالناصر فى 22 يناير 1970 بزيارة سرية للاتحاد السوفيتى!. لم تكن مفاوضاته مع قادة الكرملين سهلة.. لكن عبدالناصر نجح فى إقناعهم بإمداد مصر بكتائب صواريخ «بتشورا» وصواريخ «ستريلا» ومدافع «23 مم الرباعية» ووحدات رادار!. انتهى الصعب لكن الأصعب هو استيعاب استخدامها!.
التعليم يحتاج شهورًا طويلة وفق ما هو معمول ونحن لن نتحمل عربدة العدو لشهور طويلة حتى نتعلم!. عبقرية المصريين تظهر فى الأوقات العصيبة واستيعاب الصواريخ تم فى أوقات غير مسبوقة أذهلت السوفيت مثلما أذهل الطيارون المصريون خبراء فرنسا فى التدريب على الرافال.. ومثلما أذهل ضباط وفنيو البحرية خبراء فرنسا فى الميسترال جمال عبدالناصر!.
الدفاع الجوى من لحظة تركه للجبهة لإعادة تشكيله فى 1969 وحتى العودة للجبهة بحائط صواريخ فى سنة 1970.. ملحمة فكر وتخطيط وجهد وصبر ومثابرة وقدرة هائلة على استيعاب الحديث والمتطور!. ملحمة صراع إرادة كسبناه وأقمنا بالقوة حائط الصواريخ المصرى!. حدوتة رائعة أقدمها لحضراتكم فى هذه النقاط:
1 الصراع هائل بين المحلقين فى السماء والمدافعين عن الأرض!. البداية سجلها الأخوان رايت بعد نجاحهما فى الطيران الذى كان مولدًا للطيران الحربى!. بظهور الطائرات فى السماء وجدت المدافع على الأرض!. سنة 1880 أول مدفع ميدان مجهز لضرب أهداف جوية!. روسيا سنة 1902 صنعت أول مدفع مضاد للطائرات عيار 3 بوصة!. مرحلة الدفاع الجوى بدأت والسباق مع الطيران بدأ والمدافع أصبحت صواريخ!.
2 فى 1937 شكلت مصر أول بطارية مدفعية مضادة للطائرات وقسم الأنوار الكاشفة. عام 1960 زار المشير عبدالحكيم عامر الاتحاد السوفيتى والمطلب الوحيد صواريخ دفاع جوى. فى عام 1962 وصل مصر خبراء روس فوق ال200 خبير ومعهم 32 مترجمًا وبعد إنهاء عملهم وصلت مصر أول صواريخ «سام2» المضادة للطائرات.. بها أصبح لمصر دفاع جوى ومعها عرفت مصر أهمية الدفاع الجوى وما كانت مصر ستعرفه إلا بزيارة المشير عامر للاتحاد السوفيتى التى أثمرت امتلاك مصر للدفاع الجوى الذى عرف وقتها بمشروع عامر.
3 فى عام 1967 كانت الهزيمة التى احتسبت على جيش لم يحارب!. المهم أن الدفاع الجوى حصل على نصيبه من الهزيمة وفقد نصف تسليحه تقريبًا وخسر ما هو أكبر 84 شهيدًا!. فى أول فبراير 1968 القرار الجمهورى بإنشاء قوات الدفاع الجوى واعتبارها من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة!.
4 مصر أعلنت حرب الاستنزاف بمهاجمة العدو فى سيناء!. كمائن وإغارات يوميًا فى كل مكان وفى أى لحظة!. الهدف تطعيم الجيش لحرب قادمة واستنزاف العدو بالهجوم عليه وإنزال خسائر به!. العدو يبحث عن طريقه لوقف حرب الاستنزاف!. العدو قرر الرد بأقوى ما يملك.. طيرانه!. رئيس عمليات جيش العدو عيزرا وايزمان وقتها قال: «من يملك السماء يملك الأرض ونحن نملك السماء ولابد من ضربة موجعة للمصريين».
المقولة كانت إيذانًا لتنفيذ الخطة «بوكسير» بتوجيه أقصى ضربات جوية للقوات المصرية على الجبهة!.
5 من 20 يونيو وحتى 1 سبتمبر أكثر من ألف غارة طيران للعدو على الجبهة للضغط على مصر لوقف حرب الاستنزاف.. فماذا حدث؟. الإجابة نتركها للجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان.. قال: ليست لدينا القوة فى الوقت الحالى لإيقاف حرب الاستنزاف!. ومع ذلك استمر طيرانهم فى غاراته على الجبهة لكنه استهدف كتائب الدفاع الجوى الست.. وأخطر هذه الهجمات ما تمت فى 25 ديسمبر 1969 حيث نفذ العدو 192 هجومًا على كتائب الصواريخ!.
6 بدأت ملامح حرب الإرادة بيننا وبين العدو فيما يخص الدفاع الجوى!. هو لا يريد أى وجود لأى صواريخ على الجبهة مهما كلفه الأمر!. المسألة واضحة وضوح الشمس.. لأن صواريخ الدفاع الجوى ليست فقط معنية بالدفاع عن قوات الجبهة إنما هى قادرة على حمايتها إذا ما انتقلت للهجوم ودخول سيناء!.
القيادة المصرية ضحكت على العدو واتخذت القرار الصواب!. سحب كتائب الصواريخ من الجبهة إلى أماكن تسمح لها بإعادة التشكيل ومواجهة خبرات سنة 1969 القتالية!. العدو دون أن يدرى فى هجومه الذى لا يتوقف على كتائب الصواريخ أكسب مقاتليها خبرة من قتال فعلى لا تدريب!. أكسب المقاتلين تطعيمًا هائلاً للحرب القادمة!.
7 الصهاينة فرحوا بسحب كتائب الصواريخ من على الجبهة!. الصهاينة اعتقدوا أن قسوة الغارات الجوية دفعت المصريين إلى الفرار!. الصهاينة ظنوا أن مصر استوعبت الدرس ولن تعيد كتائب الصواريخ إلى الجبهة بعد الضرب العنيف الذى تلقوه من طيرانهم!. هذا ما ظنوه فماذا عنا؟.
قيادات الدفاع الجوى اعتبرت سنة 1969 أفضل تطعيم لمعركة هى قادمة لا محالة!. خبرات هائلة اكتسبوها من معارك حقيقية وخبرات الحرب أكبر وأشمل ولا تنسى!. كثرة الاشتباكات التى دارت من خلال الغارات التى تمت أكسبت مقاتليها تطعيمًا ضد طلعاتهم الجوية!. لم تعد لها المهابة أو الرهبة.. من كثرتها باتت معتادة وعندما تعتاد الأمر يسهل التفكير فى كيفية مواجهته!. حرب طيرانهم ضد دفاعنا الجوى في عام 1969.. مقاتلونا رصدوا فيها أربع نقاط يتميز فيها العدو.. وعندما عادوا للخلف للتدريب وإعادة التشكيل ولإيجاد الحلول!.
لاحظ مقاتلونا أن الصواريخ التى تنطلق من طائراتهم تجاه قواعد صواريخنا لا تخطئ هدفها الذى هو هوائى الرادار: الطائرة تطلق صاروخ «شرايك» من ارتفاع 20 كيلو على شعاع رادار قاعدة الصواريخ!. الصاروخ «يركب» شعاع الرادار الذى يأخذه مباشرة إلى هواء الرادار ويدمره!. ضباط الدفاع الجوى فكروا وفكروا ووجدوا الحل الذى أدخلوه على النظام!. غيروا وضع الهوائى 180 درجة.. ومعه تغير مسار الشعاع الذى إن «ركبه» صاروخ ذهب بعيدًا!.
طائراتهم الفانتوم مجهزة بجهاز إنذار ينبه الطيار لحظة إطلاق صاروخ مصرى عليه.. فيغير اتجاهه!. ضباطنا اخترعوا ما ضحكوا به على الفانتوم ومن صنع الفانتوم!. إطلاق كاذب لصاروخ!. أى إشارة الإطلاق التى كانت تنبه جهاز الإنذار فى الطائرة.. اخترعوا إشارة مثلها تنطلق إلكترونيا وتلتقطها الفانتوم على أنها صاروخ وتحذر الطيار ليغير اتجاهه فيفاجأ بالصاروخ الأصلى!.
الطائرة الفانتوم مجهزة بأجهزة هى الأحدث للإعاقة الإلكترونية للهوائيات المصرية فتضللها!. ضباط الدفاع الجوى اخترعوا ما يعيق إعاقتهم!. تفوقنا عليهم وشوشرنا عليهم!.
ظل الطيران المنخفض مشكلة لأن الصواريخ التى كانت عندنا تتعامل مع الطيران العالى فقط!. المشكلة انتهت بوصول سام 3 بتشورا التى تفاوض عليها عبدالناصر!. صواريخ تضرب الطيران المنخفض ولو كان «بِيْحِفْ» فى الأرض!.
8 قرار سحب كتائب الصواريخ من الجبهة واحد من القرارات العبقرية!. ليه؟. لأنه أوحى للعدو أننا صرفنا النظر عن حكاية الصواريخ على الجبهة!. العدو فهم أننا اقتنعنا أن الموضوع أكبر منا!. الحقيقة أن سحبنا كتائب الصواريخ لأجل بناء منظومة دفاع جوى جديدة!. مصر تجهز لحائط صواريخ!.
9 نعم مصر تُجَهِّزْ للعدو مفاجأة من العيار الثقيل!. الصواريخ التى كانت بحوزتنا من صفقة 1962 تخطاها الزمن!. زيارة الرئيس عبدالناصر للاتحاد السوفيتى قلبت الموازين! السلاح المتطور الذى يواجه طيران العدو الحديث نجحت المفاوضات وحصلنا على صواريخ حديثة ورادارات أحدث وقطع الغيار متوفرة!. الإشكال المتبقى فى هذه النقطة استيعاب هذه الأسلحة الحديثة!. المصريون باسم الله ولا قوة إلا بالله عزيمتهم جبارة عندما يواجهون التحدى!. نجحنا بامتياز فى زمن قياسى!.
10 حسمنا السلاح وظهرت مشكلة أكبر وهى مرابض الصواريخ على الجبهة أو قواعد الصواريخ التى هى إنشاءات خرسانية معينة ومستحيل أن يكون لها بديل!. ما إن بدأنا العمل أقام العدو الدنيا على أطراف أصابعها!. جولدا مائير رئيس الوزراء ونائبها إيجال ألون وموشى ديان وزير الدفاع وحاييم بارليف رئيس الأركان.. صقور العدو قالوا فى تصريح واحد.. لم يكن فى الحقيقة تصريحًا إنما تهديد وقح!. قالوا: لن نسمح بإدخال الصواريخ المضادة للطائرات إلى الجبهة!. سنواصل قصف هذه المواقع لأنها لو تمت ستوفر لمصر قدرات هجومية!.
يهددون مصر علنًا إذا شيدت على أرضها مواقع للصواريخ.. وبالطبع العالم يتفرج ولا يتدخل!. ويل للمهزوم فى عالم متحيز!.
11 الإرادة المصرية أكبر من أن تتأثر بالغرور الصهيونى!. بدأنا العمل.. لم يكن عملاً بالمعنى الذى نعرفه إنما ملحمة حقة وإرادة وتصميم وشجاعة وفداء وتضحية!. الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مع شركات مصر الكبرى للمقاولات صنعوا إعجازًا بكل المقاييس!. طوال الليل يشيدون قواعد الصواريخ وطوال النهار طيران العدو بكل شراسة الدنيا يضربها!. استشهد مدنيون وعسكريون لكن العمل لم يتوقف والإصرار يزداد لأن قواعد الصواريخ بالنسبة لنا حياة أو موت!. العدو نفذ 332 غارة جوية على مواقع البناء.. وفى النهاية نجحنا فى بناء القواعد وفشلوا فى منعنا!. نجحنا وفشلوا لأننا على حق وهم على باطل.
12 يوم 19 أبريل الرئيس عبدالناصر عقد اجتماعًا حضره الفريق محمد فوزى وزير الدفاع واللواء محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى وأربعة من قادة كتائب الصواريخ هم: الرائد فتحى شطا (استشهد فيما بعد يوم 30 يونيو) والرائد مختار الهنيدى والرائد عادل حسنين والرائد مختار بلال. الاجتماع بدأ السابعة مساء وانتهى 3 فجرًا!.
التفصيلات أكثر مما يتصوره عقل!. تكنولوجيا حديثة مطلوب تطويعها للظروف المستحيلة التى نحن فيها!. أجهزة ومعدات دقيقة وحساسة تم تصميمها لتعمل فى مناخ مختلف وظروف مختلفة غير الموجودة على الجبهة! ومطلوب حلول لتعمل وفقًا لظروفنا!. مطلوب شبكة اتصالات داخلية وخارجية على أعلى درجات التقنية فى وقت هذه التقنيات لم نسمع عنها!.
13 يوم 28 يونيو 1970 تم تجهيز 8 كتائب صواريخ دفينا تمركزت بين بلبيس شمالاً والكيلو 30 السويس جنوبًا. التعليمات لا إشعاعات من رادارات أو غيره منعًا لرصدها إلكترونيًا!.
14 يوم 28 يونيو: المهندسون العسكريون بدأوا التجهيز الميدانى للمواقع وانتهوا قبل أن ينتهى اليوم!.
الرابعة ظهرًا قبل آخر ضوء تلقين التحرك لأربع كتائب. المسافة من التمركز حتى موقعها على الجبهة قرابة ال50 كيلومترًا. التحرك بالنور الميدانى الذى هو بصيص نور أزرق لمسافة أقل من مترين فقط!. صمت لاسلكى تام!. وصلت الكتائب لمواقعها وقامت بتركيب الهوائيات وكافة التوصيلات وقبل أول ضوء يوم 29 الكتائب جاهزة للاشتباك!. فى آخر ضوء يوم 29 تحركت الكتائب الأربع الأخرى وكانت جاهزة يوم 30 يونيو!.
15 يوم 30يونيو حائط صواريخ الدفاع الجوى موجود فى قواعده رغم أنف العدو!. نجاح مصر يحسب للعسكرية المصرية ودفاعها الجوى!. الإعجاز الذى تم أترك الكلام عنه لاثنين من خبراء العسكرية فى العالم.. الأول أمريكى واسمه لورانس والثانى صهيونى واسمه زيف. قالا:
شبكة الدفاع الجوى الجديدة تتمركز فى مستطيل طوله 70 كيلو وعمقه 30كيلو. من غرب الإسماعيلية وحتى طريق السويس جنوباً. أقرب كتائبه للقناة على بعد 23 كيلو. الشبكة توفر مظلة دفاع بمواجهة 110 كيلو موازية للقناة وبعمق 70 كيلو متراً من الشرق إلى الغرب!.
16 30 يونيو يوم مختلف لأنه عندنا حائط صواريخ يمنع أى عربدة لطيران العدو!. هذه الحقيقة لم يفهموها.. فماذا حدث؟.
طائرة استطلاع للعدو حلقت على ارتفاع 12 كيلو متراً.. اشتبكت معها ك 416 وضربتها بصاروخ فلتت منه.. وعادت لقواعدها لتخبرهم أن على الأرض حائط صواريخ!.
الحكاية أصبحت قضية وقت والمؤكد سيأتون!. بعد آخر ضوء رصدت الرادارات 24 طائرة قادمة للهجوم!. دارت معركة بين دفاع مصر الجوى وطائرات العدو على مواجهة 110 كيلو!. دفاع مصر الجوى أسقط 2 فانتوم و2 سكاى هوك وأسرنا 3 طيارين!.
البدايات تصنع النهايات وملحمة بناء حائط الصواريخ بالقوة ونجاح الصواريخ فى إسقاط 4 طائرات يوم 30 يونيو.. كان البداية التى اكتملت فصولها فى حرب أكتوبر 1973 التى صنع فيها دفاع مصر الجوى الفزع للعدو.. وهذه حكاية أخرى!.
30 يونيو 1970 أصبح عيداً لدفاع مصر الجوى!. عيد الإرادة.. عيد الرجولة.. عيد الشهامة.. عيد الكفاءة.. عيد الشجاعة.. عيد الإصرار.. عيد الشموخ!. فعلاً المصريون ليس لهم حل!.
تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد.
لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.