عندما قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر أنها ستكون حربا صليبية ضد الإسلام كان صادقا لما يقوله عكس ما أسرعت لنفيه الدول العربية بأنه كان لا يقصد ذلك وأنها كانت خطأ في الترجمة. فالمجتمع الأمريكي لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن عدو فالولاياتالأمريكية هي ولايات متفرقة وحتى تضمن اتحاد هذه الولايات وعدم استقلالها يجب أن تتحد في مواجهة عدو واحد يتم حشد القدرات البشرية والعسكرية والنووية في مواجهة هذا العدو، وبعد انهيار العدو الشيوعي لم يعد هناك عدو يوحد الأمريكان فتم البحث عن عدو جديد تنطبق عليه مواصفات أن يكون كيانا كثير العدد متعدد الأماكن التي ينتشر بها وأن يكون متدينا بدين غير الدين المسيحي فكل هذه الأوصاف تنطبق علي كيان واحد وهو الإسلام. وقد ظهر ذلك التوجه الصليبي في محاربة أفغانستان والعراق والتحرش بإيران وكلها دول مسلمة ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية يقوم الرئيس الأمريكي بخطب ود مواطنه بالإفراط في العنف ضد العدو المسلم مثلما فعل بوش من قبل أثناء حملته الانتخابية وقام بغزو العراق ليؤكد خوفه علي أمن المواطن الأمريكي ضد خطر الإرهاب المسلم، ويكرر أوباما نفس السيناريو الآن وقد ظهر ذلك في قيام الجنود الأمريكيين بعدة فضائح بأفغانستان خلال الأشهر الماضية, حيث قاموا بالكثير من الأعمال المشينة, منها الإساءة إلي جثث المقاتلين الأفغان, والتبول علي جثث قتلي طالبان, وحرق نسخ من المصحف الشريف, إضافة إلي قيام أحد الجنود بقتل17 مدنيا أفغانيا في مارس الماضي. وظهرت منذ أيام فضيحة جديدة تؤكد مدي كراهية الأمريكان للمسلمين فنشرت وكالات الأنباء الغربية أن العقيد الأمريكى ''ماثيو دولي''، قد اقترح في دورة عسكرية أمريكية حربا شاملة ضد المسلمين كمفتاح للانتصار علي ما سماه ب?الإرهاب الإسلامي وأقر الضابط الكبير بأن مثل هذه الأفكار تبدو في أعين الكثيرين داخل وخارج الولايات?المتحدة غير صحيحة من الناحية السياسية, إلا أنه ذكر أيضا أن هناك إمكانية أن يتم من خلالها تهديد المملكة العربية السعودية بمجاعة, أو تدمير مدينتي?مكة والمدينة المقدستين لدي المسلمين والعقيد ''ماثيو دولي'' خدم في البوسنة والكويت والعراق وهي مناطق غالبيتها يدين بالإسلام, فيما حصل على العديد من الميداليات بما فيها ميدالية النجمة البرونزية رابع أعلى جائزة عسكرية نظير شجاعته وبطولته وما أسداه من خدمات جليلة, وكان المنهج الذي يقوم بتدريسه هو المنهج الذي يدعو لتدمير السعودية بالقنبلة النووية أو تجويعها للقضاء علي مركز الأراضي المقدسة للمسلمين يدرس منذ العام 2004، وكان يدرسه خمس مرات في العام لنحو 20 طالبا في كل مرة بما يعني أن طالبا فقط كان يدرسون ذلك سنويا طوال السنوات الماضية حتى العام 2010 حيث أوقف تدريسه. بالطبع هناك رب للبيت يحميه ومهما كانت قوة أمريكا أو غيرها لن تستطيع أن تدنس الكعبة الشريفة أو المدينةالمنورة وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.. قال النبي - صلى الله عليه وسلم, يغزوا جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسَف بأولهم وآخرهم".. ولكن السؤال الذي يراودني ما هو رد الفعل السعودي علي هذا العدوان والتدريب عليه والذي يدرس للعسكريين في أمريكا الحليف الاستراتيجي للمملكة السعودية وهل ستسحب سفيرها السعودي من أمريكا كما فعلت مع مصر .. وهل سيذهب وفد برلماني أمريكي للسعودية لتقديم الاعتذار؟؟ !!
وقد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول: يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها، قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت.