هل زاد سعر السكر في التموين ل 18 جنيه .. الحكومة توضح    8 شهداء بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي شرق مدينة خان يونس    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلين شرق خان يونس إلى 10 شهداء    زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب "إيشيكاوا" اليابانية    سماع دوي انفجارات عنيفة في أوكرانيا    «مبيدافعش بنص جنيه».. تعليق صادم من خالد الغندور بشأن مستوى زيزو    أفشة يكشف ما دار مع كولر بعد مباراة مازيمبي.. ولوم بسبب فرصتين مهدرتين    خوسيلو: لا أعرف أين سألعب.. وبعض اللاعبين لم يحتفلوا ب أبطال أوروبا    أفشة ابن الناس الطيبين، 7 تصريحات لا تفوتك لنجم الأهلي (فيديو)    أفشة يكشف سر فيديو الطرمبة بجانب والدته، وسبب فشل شقيقه في كرة القدم    دولة عربية تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالوريا    جورج وسوف يحيي حفلا فنيا في دبي 28 يونيو    إعادة فتح طريق " قفط القصير" بعد نقل مصابي حادث تصادم سيارتين إلي مستشفى قنا    قريبًا إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب.. «شوف عيار 21 بكام»    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    إعلام فلسطينى: اندلاع حريق فى معسكر لجيش الاحتلال قرب بلدة عناتا شمالى القدس    إصابة 8 مدنيين إثر قصف أوكراني استهدف جمهورية دونيتسك    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    منتدى الأعمال المصري المجري للاتصالات يستعرض فرص الشراكات بين البلدين    أفشة: أنا أفضل لاعب في مصر.. واختيار رجل المباراة في الدوري «كارثة»    العثور على جثة طالبة بالمرحلة الإعدادية في المنيا    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    أفشة: 95% من الناس في مصر لا تفهم ما يدور في الملعب.. والقاضية ظلمتني    موقف الشناوي من عرض القادسية السعودي    السجيني: نزول الأسعار تراوح من 15 ل 20 % في الأسواق    الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب    "التعليم": شرائح زيادة مصروفات المدارس الخاصة تتم سنويا قبل العام الدراسي    المأزوم.. عماد الدين أديب: اقتراحات بايدن لإنهاء الحرب حلحلة في صورة هدنة    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    دفن جثة شخص طعن بسكين خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    «فرصة لا تعوض».. تنسيق مدرسة الذهب والمجوهرات بعد الاعدادية (مكافأة مالية أثناء الدراسة)    النيابة الإدارية تكرم القضاة المحاضرين بدورات مركز الدراسات القضائية بالهيئة    كوريا الشمالية توقف بالونات «القمامة» والجارة الجنوبية تتوعد برد قوي    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    استقرار سعر طن حديد عز والاستثمارى والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يحس بالعيد إلا فى السيدة زينب
محمد سعد:أنا حياتى كلها ارتجال ومقتنع نفسيا باللى بقدمه وهفضل فى الحتة بتاعتى مهما قالوا العزال
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 03 - 2015

بمجرد أن يذكر اسمه يثار الكثير من الجدل، النجم محمد سعد، واحد من الكوميدينات الكبار، والذين ظهروا ولمع نجمهم فى منتصف التسعينيات، سعد الذى يملك مشوارا حافلا من الأعمال المسرحية والدرامية منذ أن كان عضوا بمسرح الجامعة، اختار طريقا مغايرا وصار يبدع فى تقديم الكاركتر وهو ما جعله محط انتقاد من الكثيرين والذين أكدوا أن سعد يخشى التمرد والخروج من عباءة اللمبى أو تتح أو كركر أو أطاطا.
وأنا فى الطريق إليه داخلى الكثير من التساؤلات والصور الذهنية المتداخلة، هل سأراه فى ثوب اللمبى أم تتح وهو يصور مشاهد فيلمه الجديد «حياتى مدلدلة»؟.. لحظات وجاء سعد يرتدى ملابس الشخصية الجديدة _لذلك رفض التصوير _ حتى لا يحرق «اللوك الخاص بالشخصية».

وأعترف أننى وجدت نفسى أمام شخص يملك ملامح شديدة الجدية، ليس ذلك فقط، بل قد تكون المرة الأولى التى أنصت لصوت سعد الحقيقى وليست النبرة المستعارة لإحدى شخصياته، فى تلك اللحظة أدركت أننى أمام ممثل شديد الموهبة يدرك تماما ما يفعل وطبيعة ما يقدم من أعمال.

قل عنه ما شئت، ولكن الحوار مع اللمبى أو محمد سعد، يحمل متعة حقيقية، خصوصا وأنه يدرك جيدا ما يفعل ويرى أن اختياره لمنطقة الكاركترات الفنية شىء صعب، كما أنه يملك عينا خبيرا فى التقاط التركيبات الدرامية والتفاصيل الصغيرة والتى يغزل منها شخصياته مثل «أطاطا» تلك التركيبة المغايرة لنموذج الجدة الوديعة.

سعد يملك وعيا حقيقيا بالمسرح وبالفن، ويعرف أن قدرته على إسعاد الناس وجعلهم يضحكون هى ملكة وموهبة منحها الله له، ويؤكد أنه رغم همومه الا أن الجمهور لا ذنب له, عندما يصادف أحدا منهم لا يستطيع إلا أن يبتسم ويقول «صبح صبح يا عم الحاج».

محمد سعد يتحدث ل «الأهرام»، عن الفن واختياراته موضوعاته، وعن وزملائه وفيلمه الجديد، بعفوية وتلقائية، وعن تقديمه لشخصيات ناجحة وعالقة فى الأذهان تحتاج لمجهود نفسى وعصبى وذهنى لا يقدر عليه إلا أصحاب المواهب الحقيقية.

دائما تميل إلى تقديم «كاركتر كوميدى» فى كل عمل.. فما هى المفاجأة الكوميدية التى يحملها سيناريو فيلم «حياتى مدلدلة»؟

ملامح شخصيتى فى الفيلم تختلف تماما عن بقية الشخصيات الكوميدية التى قدمتها سابقا، مثل «اللمبى وبوحة وكركر»، فالعمل «لايت كوميدى» قائم على فكرة الرعب، وبه تحولات درامية، نعود من خلاله لزمن الأبيض والأسود، وأستطيع الجزم بأنه لم يقدم عمل فنى مثله منذ الستينيات، لأن الموضوع مختلف سواء فى طريقة الكتابة أو الحكى وسرد تفاصيله سينمائيا، وأجسد من خلاله شخصية شاب فقير يقع فى غرام فتاة شديدة الجمال تجسدها نيكول سابا.

كيف يتم توظيف مشهد الحب الذى يجمع بين شاب فقير وملخبط وإن جاز التعبير «مدهول» وإنسانة «رقيقة» وتنتمى لطبقة اجتماعية مختلفة تماما سينمائيا؟

هذه قمة الكوميديا، فتركيبة العمل تحمل مفارقة عجيبة، لأنه من المستحيل أن تجمعهما قصة حب وتنمو بينهما، نظرا للفوارق البيئية والاجتماعية والثقافية، بمعنى «هو فى حتة، وهى فى حتة كلاس خالص»، وفى سيناريو الأحداث يقول لها : «أنا عارف العلاقة بينا وبين بعض مستحيلة»، _ يقول سعد هذه الجملة بصوت الشخصية _ودائما المفارقات الكوميديا تنبع من هذا، بمعنى أنها تكون بين «إنسان حلو وآخر وحش» و«طويل وقصير» و«أعمى وبصير»، وكل هذه العوامل «بتخلى الحكاية سهلة وبتعلّم مع المشاهد»، والكوميديا قائمة على فكرة المفارقة، ونحن نحافظ فى المقام الأول على فكرة الأسرة والطفل، بحيث يضفى روح الفكاهة والمرح عند مشاهدته.

يتردد دائما أنك تضيف جملاً حوارية على العمل؟

«بحب أجتهد وأذاكر الشخصية كويس»، ولو أتى فى ذهنى أو خيالى «إفيه» أقوله للمؤلف وهو بحسه كسيناريست «يطبخ الحكاية جوة بعضها» وللحق سامح سر الختم مؤلف العمل كاتب متميز، والمخرج شادى على بذل مجهودا فى التحضيرات للفيلم ولديه إحساس عالى بالسيناريو.

كيف استقبلت التعاون الأول مع المخرج شادى على؟

كانت فرصة أننى تعاملت معه كمدير تصوير فى فيلم «تتح» ومسلسل «فيفا أطاطا» إخراج سامح عبد العزيز، ووقتها أثبت براعته فى إخراج صورة جيدة جدا على المستوى البصرى، إضافة إلى أنه يعى تفاصيل العمل جدا، كما أن شادى دمه خفيف وبيعرف يرمى «الإفيه الكتم».

هى استقررت على الاسم النهائى للفيلم؟

لم نستقر على الاسم النهائى حتى الآن، فى البداية كان «حياتى مدلدلة» والبعض فهم أسم الفيلم خطأ، فوضعنا بدلا منه «حياتى مبهدلة»، أو «مخربقة» يقولها ضاحكا لكن جميعها أسماء مؤقتة، لحين الانتهاء من التصوير الذى يتبقى له أسبوعين.

يتعاون معك فى الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين على رأسهم نيكول سابا وحسن حسنى وسامى مغاورى.. صف لنا الأجواء التى تجمعكم فى الكواليس؟

الأجواء جميلة، وفريق العمل محترم بمعنى الكلمة، وعلى رأسهم عم حسن حسنى، الذى تعاونت معه سابقا فى عدد كبير من الأفلام، وأيضا سامى مغاورى، وسبق وشاركنى فى «تتح» و»فيفا أطاطا» وأحمد فتحى وحمادة بركات وسامى مغاورى وحسين أبو حجاج، وعلا رامى، وصراحة جميع فريق العمل «حابب الحكاية»، ويشاركنى عدد من الوجوه الجديدة أتمنى لهم مستقبلا كبيرا.

ما الرسالة التى يحملها مضمون الفيلم؟

لا أهدف لشئ سوى إضحاك الناس لأنها رسالة صعبة جدا، ونحتاجها جميعا فى ظل الأوضاع غير المستقرة التى نعيشها، وأعتقد أنها ستنتهى قريبا، لأن هذه التجربة مررنا بها فى منتصف الثمانينيات وكان هناك حالة بلبلة وأعمال عنف وانتهت.

هناك كوميدينات يغيرّون من المشهد على الهواء وهم يصورن داخل المشهد، ويغيرون من البناء الدرامى اعتقد انك تنتمى لهذه النوعية التى تعشق الارتجال؟

يضحك «أنا حياتى كلها ارتجال»، وبالفعل يحدث ذلك فجأة يأتينى «إفيهين تلاتة من عند ربنا» على الهواء ولا أتردد فى قولهم ، و»ياسلام لما يكون البطل اللى قدامى لعيب يأخد منى ويرد علىّ وتحلو الحكاية»، والمخرج يوظفها بحسه، وأنا بطبعى بدخل «جوة الكاركتر» وهذه «ملكة من عند ربنا» لكن كل شىء يلزمه تدريب وتعلم، وليس من العار على الرجل الحكيم أن يتعلم الحكمة.

كيف يستقبل محمد سعد الانتقادات التى توجه إليه.. خصوصا وأن «الكاركترات» التى تقدمها مثيرة للجدل وهناك من يرددون أن عليك الخروج من عباءة اللمبى وغيرها من الشخصيات والبعض لا يراك إلا فيها؟

الفن محاكاة للواقع وأنا نفسيا مقتنع بالشىء الذى أقدمه، وأصحاب المهنة يأكدون لى هذا وهم «اللى عارفين من أين تؤكل الكتف»، والمثل يقول :«أعطنى خبزا أعطيك فنا»، ولو أحد قال لك :»أنه بيفن علشان الفن ماتصدقهوش»، لكن بصفة عامة أحترم جميع الآراء، سواء الإشادة أو النقد، لكن دائما ما اتعرض للانتقاد غير البناء، ومع ذلك أقرأ وأسمع أرائهم جيدا، لأنه قد يوجد بين هذا النقد خيط صغير يفيدنى، و»لازم أسمع كويس» ربما وجدت ضالتى فيه، وللعلم أنا قاس على نفسى جدا، واستمع أراء الناس فى الشارع وفى المنزل وخلفى «جيش من المحبين الذين يقيمونى وينتقدونى فى نفس الوقت».

إذا وجدت الخبز هل ستقدم فنا مختلفا؟

لا، «أنا هفضل فى الحتة بتاعتى» لأنى أحب الكوميديا وأحب ما أقدمه للجمهور.

هل فكرت فى التخلى عن «الكاركترات» بعد عدم تحقيق بعض الأفلام إيرادات كبيرة فى دور العرض؟

لا، الحمد لله الفيلم الذى لا اعتبره حقق إيرادات يصل ل 14 و15 مليون جنيه، فاللمبى حقق 40 مليونا وبوحة 39 مليونا وعوكل 35 مليونا، ولن أتخلى عن تقديم الكاركترات لأنى ناجح فيها وفى «ناس بتحبنى كده».

ألم يخطر ببالك تقديم عمل يجمع بين شخصيتى «الحناوى وأطاطا».. خاصة أن الحناوى لم يتوف فى فيلم «كركر»؟

شخصية الحناوى من الممكن تنفيذها فى عمل تلفزيونى، لكن من الصعب جمعها هى و«أطاطا» فى عمل فنى واحد، لصعوبتهما، حيث تستغرق كل شخصية 5 ساعات على الأقل فى وضع الماكياج، كما أن كتابة عمل مثل هذا يكون مرهقا جدا، و»أين أجد الوقت والمجهود الكافى لتجسيد الشخصيتين»؟، وأريد أن أنوه إلى أن عمل مثل هذا يحتاج الكثير من شغل «الجرافيك»، وفى رأيى إن «كتر الجرافيك يموّت الكوميديا» وهناك فرق بين «أن تنفعل بالمشهد الحى» و»أن تسجل الشخصيات بدون انفعال حقيقى».

من «أطاطا» و«على علوكة» و«أشرف كخة»؟

يضحك قائلا: ربنا بيرزق، وأطاطا شخصية اخترعتها، من تفصيلة و»هى بتيجى تفصيلة كده، والواحد لازم يبقى ترزى شاطر يأخذ الخامة ويفصلها طبقا للكاركتر»، وأنا أعمل بمنطق «الترزى الشاطر».

ما هى أقرب أعمالك إليك؟

فيلم «اللى بالى بالك» حلو جدا وبه سينما مختلفة، و»بوحة» من أقرب الأفلام إلى قلبى، لأنى بذلت فيه مجهودا كبيرا، ولكنى لا أحب مشاهدة أفلامى لأنى «بتكسف ومابحبش أتابعها غير لما يكون فى إلحاح من نفسى عندما أشاهد بعضها يعرض بالصدفة».

تعتقد أنه آن الأوان لتدخل الدولة فى عجلة الإنتاج السينمائى مع الإنتاج الخاص لحل أزمة الصناعة؟

فى رأيى أنه إذا توفر عنصر الأمان يستطيع منتجو القطاع الخاص أن يحملون على عاتقهم صناعة السينما بالكامل، لأنهم أثبتوا جدارتهم فى القيام بالمهمة على الوجه الأكمل ولكن التوترات السياسية تؤثر على السوق بشكل كبير.

من المنتجين الذين تحب التعاون معهم؟

سعدت بالتجربة مع المنتج جمال العدل جدا، وأيضا تجربتى مع شركة أوسكار والنصر، والسبكية الذين بدأت معهم من فيلمى «اللمبى» وحتى هذا العمل، وهم على قدر كبير من الفهم فى الصناعة، والمنتجون الذين سبقوهم فى الإنتاج شهدوا لهم بالخبرة، وفى الوقت الذى كف المنتجون أيديهم عن الإنتاج، وتحملوا هم عبء الصناعة وأنتجوا أفلاما، ولم يتركوا دور العرض بدون أعمال سينما.

هناك اتهامات لفنانى جيلك بأن ولاءكم للمال أكبر من القيمة الفنية؟

غير صحيح، وموضوع الأجر مرتبط بالأسم والنجومية فإذا تنازلت عن أجرك المعهود للظهور فى برنامج أو ما شابه ذلك، تضر أسمك فى السوق، لأنه قائم على الأسعار، والنجومية غالية.

والزمن اختلف، وأصبحت هناك مفردات جديدة فى التعامل، خصوصا فى ظل التطور التكنولوجى وانعكاسه على صناعة السينما والإعلام، ومادام الجمهور وضع النجم فى منطقة معينة لا ينبغى للفنان أن يتنازل عن ذلك.

لهذا أنت مقل فى الظهور الإعلامى؟

لا أحب الظهور «على الفاضى والمليان»، وبدون أن يكون لدى عمل أتحدث عنه، وإلا ماذا أقول للناس؟، ولست من هواة الظهور للحديث عن الشأن العام والأمور الجارية، وأفضل التركيز فى عملى، وأقول رسالتى من خلال المشاهد التى أجسدها، والجمهور ذكى جدا، ومن خلال كلمة واحدة فى المشهد يستطيع أن يفهم المعنى المقصود، و»المفروض كل واحد يركز فى عمله أحسن».

ما تفسيرك لظاهرة تصدر «البلطجى» فى السينما؟ وتغير ملامح البطل والنجمات خصوصا أن السينما شهدت طوال عصورها العديد من الجميلات والمتألقات؟

أرى أن هذه مرحلة، وما يحدث له علاقة بطبيعة الظرف الاجتماعى والسياسى فالبطل نابع شكله من المجتمع الذى ينتمى إليه وكل مرحلة تفرز شخصيات معينة «افتكرى مثلا شكل الراقصة فى بداية السينما والتطور ونفس الحال شكل العلاقات بين البطل والبطلة هناك فترة كان يتم فيها الاحتفاء بالجمال وتقديره وهذا كان ينعكس على السينما فما بالك ونحن نعيش فى زمن العشوائيات وهناك مرحلة تستوجب أعمالا وطنية وأخرى كوميدية أو أكشن أو رومانسية.

أنت ابن المسرح هل ساهم ذلك فى براعتك وقدرتك على التلون والتشكل فى أدائك الكوميدى بداخلك؟

بالطبع المسرح أبو الفنون ويدفعك ل»الجراءة» ومن خلاله تعرف رأى الجمهور فى وقت العرض، وتستطيع أيضا قياس مدى نجاحك من عدمه وأنت على خشبته، وآخر مسرحية قدمتها كانت مسرحية «رد قرضي».

ألم ينتابك الحنين للوقوف على خشبة المسرح من جديد؟

أشعر بالحنين الشديد للعمل المسرحى، و»هتجنن» وأجد شيئا مميزا أعود به لخشبة المسرح من جديد، وأيام المسرح الجامعى كان الراحل خالد صالح قوى وعارف «بيعمل إيه وكان يختار إسقاطات فيها تورية وتحمل أكثر من معنى»، والجمهور يفهم ما يريد أن يوصله وكنا نعمل معا فى مسرح الجامعة عمرو عبد الجليل وخالد الصاوى ومسرحياتهم كانت «بترج حقوق والجامعة كلها»، وأظن عندما تهدأ الأمور سيعود مسرح الجامعة لسابق عهده.

يقال إن معظم نجوم الكوميديا يعانون عزلة نفسية رغم إضحاكهم للجمهور؟

البعض يتعامل معها على أنها عبئ، لكنى أدركت أن «الناس ملهاش علاقة بأى حاجة يمر بها الفنان»، ويريدون أن يشاهدوننى كما تعودوا بنفس الأداء والشخصية التى تضحكهم، لذلك فأنا أقدم لهم «اللى عايزين يشوفوه» ولا يزعجنى أن ألعب الشخصية التى يريدونها طول الوقت لأنى أشعر بسعادة كبيرة عندما أجد الناس تضحك من حولى، وذات مرة كنت فى سيارتى وبجوارى سائق «تاكس» فضحك لى وحدثنى فقلت له «صبح صبح يا عم الحاج»، فرد :»احنا بنحس أنك واحد مننا»، وهذه الجملة ليست «هينة» وتمثل لى سعادة كبيرة.

من يلفت انتباهك من كوميديانات زمن الفن الجميل؟

أميل لمشاهدة كل الأفلام الأبيض والأسود، وأحب إسماعيل يس ونجيب الريحانى وزكى رستم وعبد السلام النابلسى وكل أساتذة هذا الزمن الجميل، وأهوى مشاهدة أفلامهم، ورصد إيقاع حياتهم وشوارعهم عندما «كانت الدنيا فاضية وكل نص ساعة تعدى عربية».

بصفتك تمتلك حسا غنائيا.. أى الأصوات تهواها؟

أصوات كثيرة منهما أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وعمرو دياب الذى حافظ على وجوده وسط هذا الكم الكبير من المطربين، وأحب أيضا صوت محمد فؤاد.

هل تشاهد أعمال جيلك من نجوم الكوميديا؟

أحب مشاهدة أعمال أحمد حلمى جدا لأنه لديه موضوعات «هايلة»، وأجلس مع أولادى الذين «يتلموا» حول مسلسل «الكبير أوى» لأحمد مكى ونشاهده معا، والجميل فى هذا العمل هو أنه صنع مدرسة لنفسه وغيّر فى شكل الصعيدى المتعارف عليه، وأدخل الأعمال الأجنبية فى الخط الصعيدى بنجاح وتميز، ومحمد هنيدى بيموتنى من الضحك.

ماذا تقول عن عادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز؟

عم عادل إمام له إطلالة مختلفة ومميزة ورمز كبير، والأستاذ نور الشريف من الفنانين الذين يراعون الدقة فى أعمالهم «عارف هوه بيعمل ايه كويس جدا وبيقرأ حتى الشعرة»، ومحمود عبد العزيز ممثل بارز ويكفيه «الكيت كات» و»رأفت الهجان» وكان كل الناس تقفل الشبابيك ساعة عرض الهجان لمشاهدة العمل، ويحيى الفخرانى أحس أنه العمدة الحكيم والشخصية التى يجسدها تجدها مرسومة على وجهه وعلى عينه وعلى حركته أمام الشاشة وحتى أوقات الصمت لديه يوظفها جيدا.

كيف كانت علاقتك بالسينما أيام المراهقة؟

مثل كل الشباب المصريين، كنت أدخل السينما مع أصدقائى وأقاربى فى الأعياد والمناسبات وأشاهد معظم الأفلام بسينما «الهلال» فى السيدة زينب ولكنها أغلقت الآن، وأتذكر أن أول فيلم شاهدته كان «أبى فوق الشجرة» لعبد الحليم ونادية لطفى وإخراج حسين كمال.

وهل كنت داخل بمنطق حبك للسينما وأنك تريد مشاهدة فيلم رومانسى أم للتنافس فى عد القبلات فى الفيلم؟

يضحك سعد بصوت عالى قائلا :»أكيد زى زى كل الشباب فى هذا الوقت»، ويستطرد :»فكرتنى والله هو الفيلم دا لسه ممنوع من التليفزيون رغم إنه اتعرض فى الفضائيات».

هل مازلت تذهب لمنطقة السيدة زينب؟

بالطبع، و»الحبايب كلهم هناك»، وأذهب دائما للإطمئنان عليهم خصوصا فى ظل الظروف الصعبة، ولا «أحس بالعيد إلا إذا ذهبت هناك وسلمت عليهم»، وتواجدى فى المنطقة أثر فى شخصيتى، وأيضا شكلت وجدان العديد من الفنانين مثل الأساتذة فريد شوقى ونور الشريف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.