تتكشف تدريجيا أبعاد المؤامرة أو سيناريو تفكيك وإعادة تركيب دول منطقة الشرق الأوسط، ورسم خريطة جديدة تنقسم فيها دول، وتنشأ دول جديدة، وتختفى دولة أخرى. والسيناريو ليس وليد اليوم، وانما يجرى العمل فيه وتطويره منذ ظهور تنظيم القاعدة فى أفغانستان أى اكثر من 20 عاما، ولايخفى على أحد أن هناك هدفا رئيسيا لهذا السيناريو هو القضاء على الجيش المصرى الذى مازال الجيش الوحيد المتماسك القوى فى المنطقة، والعمود الراسخ الذى يسند البقية الباقية من الدول العربية التى لم تنهر بعد، ويحول دون وقوع باقى أركان «البيت العربى»، فإذا لا قدر الله نجح المخطط، وتم القضاء على الجيش المصرى، فإن دول الخليج وفى مقدمتها السعودية سوف تواجه نفس مصائر باقى الدول العربية مثل ليبيا، والعراقوسوريا واليمن، وهكذا. وزرع عناصر «داعش» أو ما يطلق عليه زورا وبهتانا تنظيم الدولة «الإسلامية» فى ليبيا ما هو إلا محاولة لجر الجيش المصرى إلى المستنقع الليبى بكل ميليشياته وفوضى أسلحته، وليس هدف أصحاب المخطط ليبيا على الاطلاق، ففى الوقت الذى كان العالم يركز كل أنظاره وجهوده على «داعش» وجرائمها فى العراقوسوريا، إذ بالمخططين ينقلون فجأة عناصر من «داعش» إلى ليبيا، ويرتكبون جريمة نكراء ضد مصريين أبرياء، فى محاولة مفضوحة لجر الجيش المصرى إلى مستنقع ليبيا، فى الوقت الذى يحارب فيه الجيش والشرطة عناصر إرهابية وإجرامية فى سيناء، ومحاولات مرضى وموتورين لاشعال فوضى وعنف فى الداخل بتمويل من الخارج. وتماما مثلما حاولوا كسر عبد الناصر وفشلوا فى 1956، ثم ورطوه فى اليمن ثم سوريا وأخيرا انتهت المعركة بهزيمة 1967. فإنهم يحاولون اليوم القضاء على الجيش المصرى من خلال نصب المؤامرات والكمائن حتى «يبلع» الجيش المصرى الطعم ويخرج من كل ذلك منهكا لايستطيع أن يحمى وحدة وسيادة الدولة ولا أمن واستقرار ما تبقى من الدول العربية ويحقق المخططون والمتآمرون أهدافهم! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم