سنوات طويلة من الإهمال، تخلت فيها مراكز الشباب بالمحافظات عن دورها فى تربية النشء، وتنمية مهاراتهم، وتثقيفهم، وشغل أوقات فراغهم، فسقط آلاف الشباب فريسة للإدمان، والتعصب الفكرى والديني. انضم الكثيرون منهم إلى الجماعات المتطرفة، واعتنقوا الأفكار الهدامة، بينما هوت أقدام كثيرين أيضاً فى مستنقع الجريمة بعد أن فقدوا الرؤية والقدوة والمثل. ولكن يبدو أن الثورة وصلت أخيرا إلى مراكز الشباب، فصارت هناك رؤية، وخطة، وجسور للتواصل مع الشباب.. أصبحت هناك أفكار جديدة للتوعية السياسية.. وبرامج مكافحة الإدمان.. وخطط لتثقيف المرأة.. وبرامج حوارية مباشرة بين الشباب والمسئولين.. ومسابقات لتنمية الوعى المعرفى لدى الطلائع ومشروعات لمواجهة البطالة وخطط طموح لمحو الأمية.. وأخيراً أيضاً وضعت مراكز الشباب أقدامها على الطريق الصحيح. ويبقى السؤال: ماذا يجرى على أرض الواقع فى مراكز الشباب؟ بدأنا بالمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب، الذى أكد أن الوزارة تولى اهتماما كبيرا بمراكز الشباب للقيام بدورها فى توعية النشء، وتنمية مهاراتهم، حيث انطلقت مبادرة تطوير أسوأ (500)مركز شباب على مستوى الجمهورية بالتعاون مع المحافظين ومنظمات المجتمع المدنى ومؤسسات القطاع الخاص، كما تم البدء فى تطوير 2000 مركز شباب على مستوى الجمهورية ، كما تم التعاقد مع وزارة الاتصالات على تزويد 800 مركز شباب موزعة على جميع المحافظات بالإنترنت فائق السرعة كمرحلة أولي، وبحيث تكون مراكز الشباب فى طليعة المؤسسات الوطنية التى تستفيد من مشروع الانترنت الفائق السرعة على مستوى الجمهورية. تنمية الوعى السياسي بشكل عام والكلام مازال لوزير الشباب تم تنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة التى تهدف إلى تفعيل دور هذه المراكز ، ومن بينها المؤتمر القومى للأحزاب والتيارات السياسية بالمدينة الشبابية بأبى قير بالإسكندرية الذى شارك فيه نحو 350 شابا وفتاة من 30 تيارا وحزبا سياسيا، فضلا عن تنفيذ قوافل التعليم المدنى فى 12 محافظة مختلفة لتنمية وغرس قيم المشاركة الفاعلة والمواطنة بين أوساط النشء والشباب، كما واصلت الوزارة فعاليات البرنامج التدريبى الذى تنفذه بالتعاون مع البرنامج الإنمائى الألمانى ال GIZ داخل 13 مركز شباب بمحافظات القاهرة، والإسكندرية، والجيزة، والمنوفية، والقليوبية، وأسيوط، وسوهاج بهدف تدريب الشباب فى المرحلة العمرية من 18 حتى 35 عاما على مفهوم المواطنة، وحقوق وواجبات الفرد داخل المجتمع، وطرق تفعيل دور مراكز الشباب. حوارات مشتركة وفى إطار توجهات الوزارة لفتح آفاق للحوار بين المسئولين والمتخصصين وجميع شباب مصر، نظمت الوزارة والكلام مازال للمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب سلسلة برنامج حوارات شبابية تحت شعار معاً نتحاور من أجل بناء مصر، على مستوى 24 محافظة، وتحت »شعار صوتك« مستقبلك، نفذت الوزارة المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لتنمية الوعى الانتخابى ، التى تضمنت نحو 400 لقاء تثقيفى داخل مراكز الشباب بجميع المحافظات ، كما قامت الوزارة بتنفيذ 130 دورة تدريبية ضمن المرحلة الثالثة من برنامج مواطن مسئول، داخل 8 محافظات بمشاركة 3250 شابا وفتاة ، حيث تم تدريبهم على أهمية المبادرات المجتمعية، والهوية الثقافية، والمواطنة، بالتعاون مع المجلس الثقافى البريطانى ، كما قامت الوزارة بتنظيم سلسلة من الحوارات الشبابية فى مختلف محافظات مصر، لتوعية الشباب والمواطنين بأهمية المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، إلى جانب تنفيذ العديد من دورات التعليم المدنى للنشء والشباب لتوعيتهم بأهمية المواطنة والمساواة داخل المجتمع. مسابقات متنوعة وقام الوزير بتوجيه وكلاء الوزارة المعنيين بالتوسع فى تنفيذ المسابقات الثقافية، حيث قامت الوزارة بتنفيذ مسابقة ثقافية تحت عنوان »الناقد الصغير« لنشء مصر فى المرحلة العمرية ما بين 12 و18 عاما ، لتنمية الوعى المعرفى والحس النقدى لدى الطلائع ، كما نفذت الوزارة أخيرا مسابقة »فكر تكسب«. المشاركة المجتمعية ومواجهة الإدمان وفى محاولة لحشد جهود الشباب، واستثمار طاقاتهم ، أشرفت الوزارة على قيام عدد من شباب مصر بتجميل ميدان النهضة ورفع المخلفات به، وإعادة زراعة وتنسيق الحدائق الموجودة به ودهان الأسوار المحيطة تحت رعاية وزارتى الشباب والإسكان والمجتمعات العمرانية، كما تم تنفيذ التجمع الشبابى الأول لبرنامج إعداد 1000 مدرب فى مجال مكافحة الإدمان بمركز التعليم المدنى بالجزيرة بمشاركة مجموعة من الشباب والفتيات ممن اجتازوا المقابلات الشخصية التى عقدتها لهم وزارة الشباب فى مختلف المحافظات. تأهيل الشباب ونفذت الوزارة 90 دورة تدريبية فى مجال التعليم المدنى بمحافظات القاهرة، الجيزة، الفيوم، الشرقية، كفر الشيخ، القليوبية ، الاسماعيلية، سوهاج، الوادى الجديد، أسيوط، البحيرة، دمياط، الإسكندرية، المنوفية، الدقهلية بواقع 6 دورات بكل محافظة. وشارك فى الدورات 2700 ناشيء وشاب بهدف بناء قدراتهم، وتشجيعهم على المشاركة الإيجابية فى تنمية وطنهم ، إلى جانب المرحلة الثانية من الدورة التدريبية على برنامج easy steps بمشاركة 2400 فتاة بمديريات الشباب داخل محافظاتالإسماعيلية، المنيا، السويس، دمياط ،الغربية ، كفر الشيخ. محو الأمية وفى مبادرة لتأهيل الشباب لسوق العمل ومحو الأمية الرقمية للشباب المصري، نفذت الوزارة بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية مشروع محو الامية الرقمية لعدد 50000 شاب وفتاة بكل المحافظات لتنمية مهاراتهم وتأهيلهم لمتطلبات سوق العمل وتحسين وضعهم الاجتماعى والاقتصادي، إلى جانب تفعيل دور مراكز الشباب فى تنمية المجتمع. معارض للفتيات وفى مجال تمكين الفتيات اقتصاديا، نفذت الوزارة 4 معارض بمحافظاتالإسكندريةوالغربية والقاهرة والمنيا، بهدف اتاحة مجال للفتيات الحرفيات فى اندية الفتاة لعرض منتجاتهم وبمشاركة عدد من الجمعيات الاهلية بتلك المحافظات، بالإضافة إلى معرضين لتسويق منتجات أندية الفتاة بمركز شباب الحلمية بالقاهرة ومركز شباب الهياتم بمحافظة الغربية. فرص للتوظيف كما حرصت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وشركات القطاع الخاص على تنفيذ ملتقيات لتوظيف الشباب لتوفير فرص عمل للشباب من حملة جميع المؤهلات، حيث تم تنفيذ ملتقيات لتوظيف الشباب فى محافظات القاهرة الجيزةالقليوبية، الشرقية، الاسكندرية، الدقهلية، الأقصر، وأسيوط)، وتتولى الوزارة تنفيذ ملتقيات التوظيف فى جميع المحافظات إسهاما منها فى الحد من ظاهرة البطالة. المنشآت الشبابية ويعد ملف المنشآت الشبابية من أهم الملفات التى لاقت اهتماما واسعا ، حيث تم تدعيم جميع مراكز شباب القرى بمبلغ 27 مليون جنيه لتكثيف الأنشطة الصيفية، علاوة على دعم الفرق الرياضية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية ، إلى جانب تطوير 227 ملعبا بمراكز شباب بمحافظات الصعيد بالنجيل الصناعى بتكلفة إجمالية بلغت 53 مليون جنيه، وتم الاتفاق على الانتهاء وتسليم الملاعب قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل. تنمية شاملة وقرر المهندس خالد عبد العزيز البدء فى تنفيذ خطة تنموية شاملة لدعم وتطوير مراكز الشباب بمنطقة وسط سيناء والمنطقة الحدودية البالغ عددها 36 مركز شباب من إدارات شباب رفح ونخل والشيخ زويد والحسنة وبئر العبد من خلال دعمها مالياً بمبلغ 360 ألف جنيه بواقع 10 آلاف جنيه لكل مركز شباب لتكثيف الأنشطة والبرامج الشبابية بتلك المراكز، إلى جانب تطوير بيوت الشباب ببورسعيد والغردقة ومرسى مطروح والإسكندريةوالإسماعيلية ، فضلاً عن إنشاء 100 ملعب قانونى بمراكز الشباب والأندية الرياضية فى مختلف المحافظات، و 1000 ملعب خماسى لكرة القدم. بنى سويف .. رؤية جديدة ويبقى السؤال: كيف يجرى العمل فى مراكز الشباب بمحافظات الصعيد؟ - الإجابة تأتى على لسان أحمد سرور وكيل وزارة الشباب والرياضة ببنى سويف، فعلى أرض الواقع، تستعد مديرية الشباب والرياضة ببنى وسويف لتنفيذ خطتها اعتبارا من الشهر الحالى حتى 30 سبتمبر 2014 ، حيث يجرى الإعداد لتنظيم ندوة حول التسامح ونبذ العنف لنشر الوعى الدينى بين الشباب، وأخرى عن حقوق وواجبات المواطنة لتنمية روح الجماعة بين الأفراد، بالإضافة إلى ندوات أخرى حول المرأة والتنشئة السياسية، والبيئة والسياحة العلاجية، ومسئوليات نائب البرلمان، ودورات تثقيفية وتدريبية لمسئولى برلمان الشباب والطلائع، وأهمية المشاركة السياسية والتصويت فى الانتخابات بهدف تنمية الوعى السياسي، إلى جانب مسابقات ثقافية حرة، وأخرى دينية، والثقة فى الرسم والإبداع، والفنون التشكيلية، فيما تسعى مديرية الشباب والرياضة ببنى سويف إلى تنظيم العديد من الفعاليات خلال عام 2014- 2015 ومن بينها مسابقات بحثية حول أسباب الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعى ومميزاتها وعيوبها، ونشر ثقافة المشروعات والعمل الحر للاسهام فى حل مشكلة البطالة، ومعسكر الخدمة العامة لنشر العمل التطوعي، ودورة حول المشاركة السياسية فى انتخابات مجلس النواب، ودور المرأة وحقوقها فى الدستور بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، بالإضافة إلى قوافل التوعية الصحية، والدورى الثقافى بين مكتبات مراكز الشباب، وتجميل مراكز الشباب والرسم على الجدران بهدف حث الشباب على الإبداع، إلى جانب أمسيات كشفية تنافسية بهدف بث روح المنافسة بين الجوالين، ونشر الحركة الكشفية، والعديد من الفعاليات والمسابقات الرياضية فى مختلف المجالات. تنمية المهارات تستطيع مراكز الشباب كما تقول د. آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الألمانية وعضو المجلس الأعلى للثقافة أن تلعب دوراً مهما فى رعاية النشئ، وتنمية مهاراتهم، وتوعيتهم، وتثقيفهم، وقد سبق أن شاركت فى العديد من الندوات التوعوية والتثقيفية فى بعض مراكز الشباب، وحققت نجاحات كثيرة، ولاشك أن الوزارة تولى اهتماما لمراكز الشباب لتحسين أدائها، ولكن المراكز الموجودة فى المحافظات تحتاج إعادة تأهيل بحيث تصبح جاذبة للشباب، كما يمكن إقامة مركز استشارى تطوعى لتقديم الاستشارات للشباب على المستوى المهنى والاجتماعى والنفسي، مؤكدة أن مراكز الشباب فى العديد من دول العالم ومن بينها انجلترا تلعب دوراً مهما فى توعية الشباب ، وتنمية مهاراتهم، وسد أوقات الفراغ لديهم ببرامج ومهرجانات نافعة ومفيدة.
