نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. مفاجأة في نص أقوال الفنانة هلا السعيد بواقعة «سائق أوبر».. وأسعار الذهب الإثنين 10 يونيو 2024    اليمين المتطرف يحقق مكاسب في الانتخابات الأوروبية، وفون دير لاين قد تحظى بولاية ثانية    نائب في الدوما الروسية: إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا تدفع العالم إلى أحضان الجنون النووي    حالة الطقس اليوم الإثنين 10 يونيو 2024 (تفاصيل)    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    واشنطن تدعو مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة فى غزة    تصفيات مؤهلة لكأس العالم.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    "سياحة الشيوخ" توصي بضرورة تفعيل المنتج السياحي "العمرة بلس"    حزمة إجراءات.. التعليم تكشف الاستعدادات لتأمين امتحانات الثانوية العامة    يحيى الفخرانى يطالب بقانون لضبط استخدام الذكاء الاصطناعى فى عمل الفنانين    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    استشهاد عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في غزة    التضامن: الانتهاء من تفويج جميع حجاج الجمعيات الأهلية    الزمالك: شيكابالا أسطورة لنا وهو الأكثر تحقيقًا للبطولات    ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    ليفربول يعلن إصابة قائده السابق ألان هانسن بمرض خطير    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    "ده ولا شيكابالا".. عمرو أديب يعلق على فيديو مراجعة الجيولوجيا: "فين وزارة التعليم"    المنوفية في 10 سنوات.. 30 مليار جنيه استثمارات خلال 2014/2023    الحكم على طعون شيري هانم وابنتها على حبسهما 5 سنوات.. اليوم    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    النقل تستعرض أعمال تطوير ميناء العين السخنة (فيديو)    أمر ملكى سعودي باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة    لميس الحديدي: عمرو أديب كان بيطفش العرسان مني وبيقنعني أرفضهم قبل زواجنا    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    أدعية مأثورة لحجاج بيت الله من السفر إلى الوقوف بعرفة    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    يمينية خالصة.. قراءة في استقالة "جانتس" من حكومة الحرب الإسرائيلية    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    الانفصاليون الفلمنكيون يتصدرون الانتخابات الوطنية في بلجيكا    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



18 يونيو 1956 يوم انتظره المصريون 74 عاما
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 06 - 2014

فى 14 سبتمبر 1882 أصبحت مصر تحت الإحتلال البريطانى بعد هزيمة الجيش المصرى أمام القوات البريطانية التى جاءت بحجة حماية عرش الخديو توفيق من الثورة الشعبيةالتى قادها الأميرلاى احمد عرابي.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح جلاء الإنجليز عن البلاد مطلبا وطنيا تصدت له كافة القوى الوطنية التى ظهرت على مسرح الحياة السياسية.
وكانت البداية بقيادة مصطفى كامل الذى كان قد التقى بالخديو عباس حلمى الثانى فى 1898 فأصبح لمطلب الجلاء سند من السلطة الشرعية. وفى الوقت نفسه أخذ عباس يتقرب الى الشعب فأفرج عن بعض مسجونى الثورة العرابية، وعين بعضهم فى وظائف خارج الجيش، وأعاد إليهم نياشينهم التى جردوا منها، وعفا عن عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية. وحين شعر المصريون بوطنية الخديو جرت فى عروقهم دماء المقاومة التى كانت قد جفت منذ الاحتلال. فلما لاحظ الإنجليز ذلك التقارب عملوا على احتواء عباس وإبعاده عن الحركة الوطنية حتى لقد قام بزيارة إلى لندن عام 1900 استقبل فيها استقبال الملوك، ومن ثم تهادن مع الإنجليز.
أما مصطفى كامل فلم يتراجع وينهزم ولم ييأس وهو صاحب القول المأثور "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"، ولكنه أدرك استحالة الاعتماد على الخديو عباس فى مناوءة الانجليز وتحقيق الجلاء. وبدأ فى تكثيف نشاطه من أجل إيقاظ الوعى، وتنمية العاطفة الوطنية، وتبصير الناس بخطورة الاحتلال، وجريمة التعامل معه والاستسلام له. وعلى هذا قام بتأسيس جريدة "اللواء" عام 1900 لتنطق باسم الجلاء. وأخذ يندد بالاحتلال فى مصر وأوروبا، وعمل على تنظيم الجهود الوطنية فأنشأ نادى المدارس العليا، والحزب الوطنى (ديسمبر 1907). ولما توفى فى ريعان شبابه (10 فبراير 1908) خلفه فى الزعامة محمد فريد الذى عمل على توسيع دائرة الحزب بحيث لا تقتصر عضويته على الأفندية من أبناء المدن، وضم العمال، وأسهم فى تكوين نقابة عمال الصنائع اليدوية (1909).
ثم حدث أن كتب محمد فريد مقدمة لديوان شعر "وطنيتى" للشيخ على الغاياتى فتقررت محاكمته بسبب العبارات الوطنية الحماسية الواردة فى المقدمة، وتم سجنه لمدة ستة أشهر، وأخذت السلطات الإنجليزية تتعقب نشاطه حتى قررت اعتقاله مرة أخرى فى مطلع عام 1912. وهنا آثر أن يترك مصر اختيارياً فغادرها فى 26 مارس 1912 ليواصل نضاله ضد الاحتلال البريطانى فى المحافل الأوروبية.
......................
ثم اندلعت الحرب العالمية الأولى فى صيف 1914 ولما انضمت الدولة العثمانية (تركيا) صاحبة الولاية على مصر، إلى النمسا والمانيا أعداء إنجلترا وحلفائها، أعلنت إنجلترا الحماية على مصر (ديسمبر 1914)، وعزلت الخديو عباس حلمى الثانى ومنعته من العودة إلى مصر وكان يقضى أجازة فى اسطنبول وعينت بدلا منه حسين كامل باسم السلطان, وفرضت الأحكام العرفية، وخفت صوت الحركة الوطنية، وأخذ المصريون يتابعون أخبار الحرب.
ثم حدث ما جدد دماء الحركة الوطنية حين أعلن الرئيس الأمريكى فى يناير 1918 المبادئ الأربعة عشرة الشهيرة لتكون أساس التسوية السياسية لنتائج الحرب ومن ضمنها "حق تقرير المصير للشعوب المغلوبة على أمرها". وهذا هو المنعطف الذى تشكل فيه "الوفد المصري" بزعامة سعد زغلول (وكيل الجمعية التشريعية 1913) التى توقفت أعمالها عند إندلاع الحرب. وبعد توقيع الهدنة فى 11 نوفمبر 1918 قابل سعد زغلول المندوب السامى البريطانى وطلب منه السماح له بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح المزمع عقده هناك. ولم يوافق المندوب السامي، بل لقد اعتقل سعد زغلول ورفاقه (8 مارس 1919) وأبعدهم إلى جزيرة مالطة، فاندلعت الثورة فى اليوم التالى (9 مارس) وشعارها "الاستقلال التام أو الموت الزؤام".
وأخذ الإنجليز يتلاعبون بالثورة والثوار ونجحوا فى شق صفوف الأمة إلى فريقين: فريق مع سعد زغلول وآخر مع عدلى يكن. ثم أعلنت بريطانيا فى 28 فبراير 1922 تصريحا بأن مصر دولة مستقلة. لكنه كان استقلالا عن الدولة العثمانية (تركيا) تحت الحماية البريطانية، إذا لم يصبح المندوب السامى البريطانى سفيرا ولم تكن لمصر سفارة فى لندن ولم تنضم إلى عصبة الأمم التى تشكلت فى آخر سنة 1919 لأنها منظمة تضم الدول المستقلة.
ومن المعروف أن هذا الاستقلال كان معلقا بتحفظات أربعة تصبح محل مفاوضات بين الطرفين وأهمها فى موضوعنا: حق بريطانيا فى حماية قناة السويس والدفاع عنها حتى يصبح الجيش المصرى قادرا على الدفاع عن القناة. وتلك كانت بداية رحلة طويلة من المفاوضات لإجلاء الإنجليز دون جدوى، لأن المفاوض المصرى لم يكن يملك أوراق قوة وضغط يفرض بها شروطه على الإنجليز، بل لقد حالت إنجلترا دون تقوية الجيش المصرى حتى تظل صاحبة الحق فى الدفاع عن قناة السويس، ومن ثم كانت المفاوضات نوعا من العبث وإضاعة الوقت، حتى تم عقد معاهدة 1936، والتى نصت على أن مدتها عشرين سنة مع جواز الدخول فى مفاوضات من اجل التعديل أو الحذف فى أى يوم بعد انقضاء العشر سنوات الأولى وبموافقة الطرفين. لكن الحكومة البريطانية رفضت إعادة النظر فى نصوص المعاهدة بما يسمح بالجلاء ومن هنا أقدم مصطفى النحاس على إلغاء المعاهدة فى 8 أكتوبر 1951 من طرف واحد، واحتجت بريطانيا واعتبرت أن الإلغاء غير قانونى لأنه لم يتم بموافقة الطرفين كما اشترطت المعاهدة.
وبناء على إلغاء المعاهدة وقعت المواجهات مع الإنجليز (معارك الفدائيين) حتى قامت الثورة ليلة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر واستولت على الحكم. وكان أول أهداف الثورة تحقيق الجلاء وتولى عبد الناصر هذا الملف حيث قرأ ملفات المفاوضات السابقة استعدادا للتفاوض. ولقد بدأت المفاوضات فى 27 أبريل 1953 لمدة خمسة عشر شهر بشكل متقطع انتهت فى 27 يوليو 1954. ولقد دخلها عبد الناصر مستندا إلى قوة العمل الفدائى الذى استمر ضد معسكرات الإنجليز فى منطقة قناة السويس. ولم تكن المفاوضات أمرا سهلا، وانتهت بالتوقيع على اتفاقية الجلاء بالأحرف الأولى (27 يولية 1954)، وبهذه المناسبة أصدر جمال عبد الناصر بيانا جاء فيه ".. وقعنا الآن بالأحرف الأولى اتفاقا ينهى الاحتلال وينظم عملية جلاء القوات البريطانية عن أرض مصر الخالدة وبذلك خلصت أرض الوطن لأبنائه شريفة عزيزة منيعة ..". وفى 19 أكتوبر 1954 أذاع بيانا بمناسبة التصديق على الإتفاقية جاء فيه " .. لعل أجدادنا يتطلعون إلينا من المثوى الأبدى الذى تسكنه أرواحهم فى هذا اليوم برضى وفخر .. ولعل أحفادنا الذين ما زالوا فى مجاهل المستقبل سوف يعودون بعد مئات السنين إلى ذكرى هذا اليوم باعتزاز وتقدير .. أيها المواطنون تعالوا نبنى وطننا من جديد بالحب والتسامح والفهم المتبادل .."
وفى صبيحة يوم 13 يونيو 1956 غادرت بورسعيد الباخرة البريطانية "إيفان جب" وعلى ظهرها آخر فوج من العساكر الإنجليز الذين كانوا فى مبنى البحرية فى بورسعيد، لكن عبد الناصر آثر أن يرفع علم مصر على المبنى وعيناه تدمعان يوم 18 يونيو حتى يتوافق مع يوم إعلان الجمهورية فى 18 يونيو 1953 فأصبح هذا اليوم فى تاريخ مصر عيدين: عيد الجمهورية وعيد الجلاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.