وسط إجراءات أمنية مشددة، انطلقت فى الهند أكبر انتخابات فى العالم بمشاركة أكثر من 800 مليون ناخب. و أدلى الناخبون فى الهند بأصواتهم أمس فى ولايتى أسام و تريبورا شمال شرق البلاد فى مستهل أطول وأغرب وأكبر انتخابات على مستوى العالم. إذ يشارك فيها نحو 815 مليون ناخب لاختيار مرشحيهم فى الانتخابات البرلمانية التى يتنافس فيها مرشحون من أصناف وفئات اقتصادية واجتماعية متباينة ، من الملياردير إلى الساحر ، على أن يجرى التصويت على 9 مراحل على مدى 5 أسابيع ، وسط توقعات بهزيمة حزب الموتمر الحاكم و تشكيل ائتلاف يتزعمه أحد القوميين الهندوس لإنعاش الاقتصاد المتعثر منذ حوالى ثلاث سنوات. ويعد اقتراع أمس هو المرحلة الأولى ثم يليها الاقتراع فى جبال الهيمالايا الجليدية والصحراء الغربية والجنوب الاستوائى لتنتهى فى 12 الشهر المقبل فى سهول الهند الشمالية المكتظة بالسكان .ومن المتوقع إعلان النتائج فى 16 الشهر المقبل. وأشارت استطلاعات الرأى أمس إلى أن ناخبى الهند سيلحقون هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذى تقوده سلالة الزعيمين الراحلين نهرو وغاندى ، بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادى منذ الثمانينيات من القرن الماضى إلى وقف التنمية وفرص العمل فى بلد تقل أعمار نصف عدد سكانه عن 25 عاما. كما أظهر استطلاع للرأى نشرته مؤسسة »سي.إس.دي.إس« الهندية أنه من المتوقع حصول ناريندرا مودى زعيم الحزب القومى الهندى بهاراتيا جاناتا ، أكبر أحزاب المعارضة لرئاسة الوزراء، على النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان المتنافس عليها وعددها 543 مقعدا، لكنهم لن يصلوا إلى النصاب اللازم الذى يؤهلهم لتشكيل أغلبية برلمانية. من جانبه، حث مودى الناخبين على منحه غالبية فى البرلمان فيما تتوقع استطلاعات الرأى أن يضطر للتفاوض للحصول على هذه الغالبية فى صفوف المقاعد ال 543 فى مجلس النواب.وقال »أنا بحاجة لدعمكم من أجل تشكيل حكومة قوية، وحكومة قوية تعنى ليس أقل من 300 مقعد« فى المجلس. ولفت مودى الأنظار خلال الحملات الانتخابية رغم استياء الكثير من الهنود من فشله فى التعامل مع أعمال العنف الطائفية التى وقعت عام 2002 فى جوجارات وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألف شخص معظمهم من المسلمين.