رفقا بالأطفال.. لا تنشغلوا عنهم بالأحداث وروحوا عنهم واستثمروا ساعات حظر التجول للاقتراب منهم, وجنبوهم مخاطر الوضع الذي يصفه المتخصصون بالكارثي.. فهم- بلا شك- أكثر الفئات تضررا من الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر حاليا والتي استلزمت البقاء في البيت لساعات, لم يحرموا خلاها من الاستمتاع بأوقاتهم فقط بل يقضون هذه الأوقات في مشاهدة أعمال العنف والترويع علي شاشات التلفزيون وعبر شبكات التواصل الاجتماعي التي لا يستطيع الأهل الابتعاد عنها.. وما يزيد تضررهم هو حدوث ذلك في فترة الأجازة الصيفية التي حرموا من الاستمتاع بأوقاتها.. فالأهل إما مشاركين أو مهمومين. فكما يقول د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس: من داخل المأساة يخرج الأمل, فما نعيشه الآن من ظروف استثنائية تحول دون تمتع الأطفال بأجازتهم الصيفية يكون فرصة حقيقية للتواصل العائلي والتجمع الأسري ويزيد الروابط والعلاقات الاجتماعية خاصة في وجود الأب والأم والأبناء معا خلال فترة الحظر, ولكن الخطورة تتمثل في أن يترك الكبار مسئولياتهم تجاه الصغار ويتعايشون مع الأحداث دون توضيح الصورة لهم. ويضيف موضحا أن الفئة الأكثر تضررا في هذه الظروف هم الأطفال دون العاشرة الذين لا يفهمون شيئا مما يجري ولا يدركون لماذا يمنعون من الاستمتاع بقضاء أجازة صيفية تعوضهم عن السنة الدراسية الماضية, بل ويشعرون بالخوف مما يشاهدونه علي شاشات التليفزيون من أعمال عنف تجعلهم يتساءلون عما يحدث, وللأسف لا يجدون إجابات مقنعة من الكبار, فتتكون لديهم أفكار متناقضة ويصيبهم التوتر والقلق, لذلك ينصح الآباء والأمهات بتوضيح الصورة للأبناء, مع التأكيد علي نبذ العنف ورفض الصراعات علي أساس ديني, وأن يقوموا بإعداد برامج لشغل وقت فراغهم في المنزل تشجع علي إبراز مواهبهم وتعلم شيء جديد مفيد مثل تعريفهم بالقيم والتعاليم الدينية وحفظ بعض سور القرآن القصيرة وتفسيرها, وتعلم الرسم وإعداد وجبات بسيطة وسهلة وممارسة بعض الألعاب الالكترونيةويري د.محمد سكران أستاذ أصول التربية جامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة أن الطفل المصري يعيش الآن وضعا كارثيا سيؤثر علي مستقبله بالسلب في كل جوانب تكوينه وانتمائه للوطن, خاصة وكلنا يدرك أن معظم الأطفال يشغل وقت فراغه أمام شاشات التلفايفزيون والانترنت ويشاهد عمليات القتل والتعذيب, كما أنه يشاهد أيضا العديد من الأطفال الذين يتم دفعهم للمظاهرات, بل ويحملون أكفانهم علي أيديهم ومكتوب علي ظهورهم لافتات مشروع شهيد. لذلك علي الوالدين إبعاد الأطفال عن مشاهدة أعمال العنف والتخريب وإستبدالها ببعض أفلام الكرتون المناسبة لسنهم, مع ضرورة تكريس فكرة استثمار وقت الفراغ بطريقة صحيحة وأسلوب تربوي يسهم في تكوين شخصية الطفل وتنمية مواهبه وإمكانياته, وهناك أساليب يمكن طرحها في هذا المجال منها القراءة, فهي تفيد الطفل في حياته لأنها توسع دائرة خبراته وتفتح أمامه أبواب الثقافة وتحقق له التسلية والمتعة وتكسبه حسا لغويا وتجعله يتحدث ويكتب بشكل أفضل, كما أنها تمنحه القدرة علي التخيل وبعد النظر وتنمي لديه ملكة التفكير السليم وترفع مستوي فهمه, كما أنها تساعده علي بناء نفسه وتعطيه القدرة علي حل المشكلات التي تواجهه, بالإضافة إلي توجيه الأطفال للاستفادة من إيجابيات تكنولوجيا المعلومات, وممارسة بعض الأعمال البسيطة.