مفاجأة في أسعار الذهب اليوم 9-6-2024 بعد الارتفاعات الأخيرة    أسعار الفراخ والبيض اليوم 9 يونيو "خيالية".. الكل مصدوم    السعودية تلغي تصاريح بعض حجاج الداخل بسبب اللقاحات وتوجه رسالة للوافدين    حزب الله ينفذ 11 عملية ضد إسرائيل في أقل من يوم    البحرية البريطانية: حريق شب في سفينة نتيجة قذيفة أطلقت من اليمن    مصرع 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين في انقلاب سيارة محملة بالعمالة بالبحيرة    اليوم .. طقس حار نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 36 درجة    اليوم.. مغادرة آخر أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    تامر عبد المنعم عن صفعة عمرو دياب: كل واحد يلزم حدوده ومليون دولار لن تكفي لرد الكرامة    وصفات طبيعية لعلاج قشرة الرأس، أبرزها الزبادي وزيت شجرة الشاي    أخبار غزة.. مسيرات تدد بمجزة النصيرات والاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدات جديدة    عاجل: حدث ليلا.. الغضب يشتعل ضد نتنياهو واحتجاجات عنيفة أمام البيت الأبيض    حزب الله يعلن قصف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل الإسرائيلية براجمة من صواريخ فلق 2    عاجل.. اتحاد الكرة يحسم مصير إمام عاشور من المشاركة أمام غينيا بيساو    «مين هيقدر يديره؟».. القيعي يكشف سبب رفضه لتعاقد الأهلي مع ميدو    أمم أوروبا 2024.. المنتخب الإنجليزي الأعلى قيمة سوقية ب 1.78 مليار يورو    «البترول»: خططنا لتلبية احتياجات الكهرباء من الغاز أو المازوت    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 9 ونيو 2024    البنك المركزي يعلن معدلات التضخم في مصر بنهاية مايو.. الاثنين    جدول مواعيد امتحانات الثانوية العامة 2024.. تنطلق غدا    «التعليم»: اتخذنا إجراءات غير مسبوقة لمنع تداول امتحانات الثانوية    طلاب «إعلام المنوفية» يطلقون حملة «إعلامنا» للتعريف بالكلية ومميزات الدراسة بها    طرح البرومو الدعائي لفيلم عصابة الماكس: في كل خطوة كمين (فيديو)    مناخ «الزراعة»: الموجات الحارة تؤثر على الفواكه والخضروات    فضل الدعاء في هذه الأيام المباركة.. لا يرده الله    للحجاج والمعتمرين.. محظورات لا يجب فعلها أثناء الحج    «زي النهارده».. 9 يونيو 1967 تنحي الرئيس عبدالناصر بعد نكسة 67    وزير الصحة يتفقد مستشفيي رأس الحكمة والضبعة المركزي بمطروح (صور)    ما سبب الشعور بالصداع عند الاستيقاظ من النوم؟.. «السر في التنفس»    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. «هيئة الدواء» تسحب أدوية جديدة من الصيدليات.. انفراد..النيابة العامة تحيل «سفاح التجمع» لمحاكمة عاجلة أمام «الجنايات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأحد: 48 ساعة قبل عودة الغليان (تفاصيل)    حبس 8 مسجلين خطر بينهم سيدة ضبط بحوزتهم 13 كيلو مخدرات بالقاهرة    بايدن مخاطبًا ماكرون: شراكة الولايات المتحدة وفرنسا «لا تتزعزع»    تحرك عاجل من السعودية بشأن الحج بدون تصريح    10 سنوات إنجازات | طرق وكباري و3 محاور رئيسية لإحداث طفرة تنموية في قنا    أسامة كمال: الحكومة المستقيلة لهم الاحترام.. وشكل الوزارة الجديدة "تكهنات"    ليلى عبد اللطيف تكشف حقيقة توقعها بعيد أضحى حزين في مصر    كوميديا وإثارة وظهور مُفاجئ ل السقا وحمو بيكا..شاهد برومو «عصابة الماكس» (فيديو)    مقتل 45 شخصا على الأقل جراء صراع عشائري في الصومال    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    طارق سليمان: كنت مع مشاركة شوبير في نهائي إفريقيا على حساب الشناوي    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    «القومى للمسرح المصري» يحتفي بدورة «سميحة أيوب»    «هيكسروا الدنيا».. سيف زاهر يكشف ثنائي جديد في الزمالك    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    "نيويورك تايمز": قنبلة أمريكية صغيرة تقتل عشرات الفلسطينيين في غزة    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    حظك اليوم برج الحوت الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عاجل.. انفراجة جديدة في مفاوضات بن شرقي وحقيقة عرضين الخليج ل "الأخطبوط"    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل حول المشهد الأمريكي لنهاية التاريخ
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 04 - 2013


رد المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الإنجيلية
القس رفعت فكري سعيد
البروتستانت والصهيونية
طالعتنا جريدة الأهرام يومي25,18 مارس2013 في صفحات الأهرام السياسي بدراسة قيمة للأستاذ محمد تاج الدين, وحوت الدراسة تحليلا شاملا لموقف الولايات المتحدة الأمريكية وتخطيطها لحدوث ثورات الربيع العربي من منظور تفسيري للنصوص التوراتيةولكن ليسمح لي الأستاذ تاج الدين أن أختلف مع سيادته في بعض الأمور:-
أولا: ذكر الأستاذ محمد تاج الدين أن الحركة الصهيونية العالمية هي حركة مسيحية بروتستانتية وليست يهودية ولا تمت لليهودية بصلة وأنها نشأت في أعقاب حركة التصحيح البروتستانتي في القرن السادس عشر, وذكر أيضا أن الصهيونية حركة سياسية دينية بروتستانتية ومن ثم فهو صراع إسلامي صهيوبرو تستانتي تحرك أحداثه الدول البروتستانتية وعلي رأسها الولايات المتحدة, وذكر أيضا إن الحركة السياسية والاقتصادية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وهي قلب العالم الاسلامي بما في ذلك اسرائيل تحركها المخططات الصهيوبروتستانتية الأمريكية بكل ما تملك من مؤثرات لتمويل المشروع الصهيوبروتستانتي للقرن, ويتساءل: فهل تدخلت القوي البروتستانتية وصنعت هذه الأحداث ؟
وفي حقيقة الأمر نحن نرفض الربط الخاطئ بين الحركة الصهيونية والإصلاح الديني البروتستانتي الذي قام في أوروبا علي موجات في القرن الخامس عشر واكتمل في القرن السادس عشر فهذا الربط يتناقض تماما مع المبادئ والأسس التي قام عليها الإصلاح, و كذلك يتعارض مع ما نادي به المصلحون, ففي عصر الإصلاح كتب مارتن لوثر كتابا ضد اليهود عنوانه' اليهود وكذبهم' جاء فيه إن مجامعهم يجب أن تحرق ولايبقي أي أثر منهم وكتاب صلواتهم يجب أن يزال من الوجود ويجب أن يطردوا خارجا باستمرار وهذا ما نفذه أتباعه وطردوا اليهود وأغلقوا مجمع برلين عام1572 م وعلي مايبدو إن تعليمات لوثر هذه كانت بدايات الأفران والهولوكست, وكان كالفن- أبو الفكر الإنجيلي المشيخي- أقل حدة من لوثر في موقفه من اليهود لكنه لم يقبل بوجودهم وطردهم من مناطق نفوذه, ومع اضطهاد البروتستانتية لليهود ازدادت الهوة بين المسيحية واليهودية ورسخت مفاهيم الجيتو اليهودي حتي أن الكنيسة كانت تقيم أسوارا تفصل بين الأحياء اليهودية وما يحيطها من أحياء أخري وتضع بوابات ذات حراسة لمنع خروج اليهود من هذه الأحياء إلا بإذن خاص من الكنيسة, وفي هذا الجيتو كانت بوادر إحياء عقيدة المسيح المنتظر تظهر لتحيي في اليهود رجاء العودة لأرض الموعد, ومن ثم فإن الصهيونية لم تكن حركة مسيحية بروتستانتية ولكنها جاءت كحركة سياسية علمانية لتساعد في حل مشكلة يهود الشتات, والصحفي النمساوي ثيودور هرتزل الذي نشر كتابه الدولة الصهيونية عام1896 م والذي تبعه بإقامة المؤتمر الأول للصهيونية عام1897 م في بازل بسويسرا لم يعط أهمية للمكان بل ركز علي القومية اليهودية وتحقيق حلم أن يكون لهم دولتهم الخاصة واستطاع أن يجذب الأوروبيين لمساندته إذ أكد لهم إن دولة اليهود سوف تخلص أوروبا من مشكلتهم وسوف تخلص اليهود من مشكلتهم وكانت هناك عدة أماكن مقترحة الأرجنتين, الشرق الأفريقي, العريش, موزمبيق, ليبيا, قبرص ولم تكن فلسطين هي غاية هرتزل مؤسس الصهيونية فهو كان يري أن الشعب هو الأساس الذاتي للدولة والأرض هي الأساس الموضوعي لها, وكذلك فلم يكن لهرتزل أو غيره من مؤسسي الصهيونية أي اهتمام باليهودية كديانة بل إنهم كثيرا ما أظهروا العداء تجاه الأفكار والشعائر والعبادة اليهودية, وقد حدد بن جوريون وظيفة الدين في الدولة اليهودية في قوله إن الدين هو وسيلة مواصلات فقط ولذلك يجب أن نبقي فيها بعض الوقت لا كل الوقت.
ثانيا: يوجد بروتستانت في العالم لا يؤمنون بالتفسير الحرفي لنبوءات التوراة والتي تخدم المصالح الصهيونية, والكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر تنادي بأن دولة اسرائيل الحديثة والتي سبقت قيامها ضغوط قوي سياسية دولية كثيرة حتي صدور وعد بلفور1917 وتصويت الأمم المتحدة علي تقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية1947 وقيام الكيان الاسرائيلي1948 باعتراف فوري أمريكي سوفيتي, لا علاقة لها علي الإطلاق بنبوءات الكتاب المقدس, فالإنجيليون المشيخيون في أمريكا وأوربا ومصر يؤمنون بأن دوله إسرائيل الآن لاعلاقه لها علي ضوء الدراسة التاريخية اللاهوتية من قريب أو من بعيد بالنبوات القديمة والتي تحققت فعلا في إطارها الزمني في العهد القديم واكتملت في دلالتها الروحية في العهد الجديد, وإن كل مايقال حول عودة اليهود الآن وربط ذلك بهذه النبوءات ثم بمجئ المسيح ثانية وإقامة الهيكل ومعركة هرمجدون ونهايه العالم إلي آخره هو فكر لبعض الفرق وهذا الفكر لايتفق مع اللاهوت الكتابي, ولا يتفق كذلك مع عقائد الكنائس المسيحية الرسمية في كل العالم, وأكبر دليل علي ذلك المقال الذي نشرته صحيفة اللواء اللبنانية عام2004 تحت عنوان قرار جرئ أين نحن من مثله؟ أشارت فيه إلي القرار الذي اتخذته الجمعية العمومية للكنيسة المشيخية في أمريكا والقاضي ببيع الأسهم التي تمتلكها الكنيسة في الشركات التي تجني أكثر من مليون دولار سنويا من تعاملها مع إسرائيل أو الشركات التي تستثمر مليون دولار أو أكثر في عام واحد في إسرائيل وقد جاء قرار الكنيسة المشيخية والتي ينتسب إليها نسبة كبيرة جدا من قادة السياسة والاقتصاد والأعمال في أمريكا ليتوج قرارات عديدة في اجتماعات كنسية سابقة نددت بممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني, هذا القرار تجاوز الاستنكار إلي اتخاذ عمل إجرائي عقابي بحق إسرائيل
كما نددت الكنيسة بجدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل وطالبت بوقف العمل علي إنشائه, ولذلك فإننا نرفض التعميم الذي يقع فيه بعض المفكرين الذين يعتبرون أن الخطاب الديني الأمريكي كله في مجمله مساندا لإسرائيل فإذا وجد خطابا يخلط أصحابه بين ما هو يهودي وما هو مسيحي, وبين الدين والسياسة, ويؤيدون مزاعم إسرائيل الحديثة عن الشعب المختار, وتفسيرهم الخاص بالمجيء الثاني للسيد المسيح ومقولة هرمجدون فليس هذا هو كل الخطاب الديني الأمريكي, فهناك يوجد الخطاب الديني الأمريكي المعتدل المساند للشعب الفلسطيني الذي رفض وكشف كل المزاعم والأساطير التي تتبناها دولة إسرائيل, ورفض احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية, ومن هذا الاتجاه تكونت هيئة كنائس لسلام الشرق الأوسط وهم زاروا الضفة الغربية وغزة مرارا كثيرة وهم علي اتصال دائم بالإدارات الأمريكية المتعاقبة بالخطابات واللقاءات التي تنادي بدعم الحقوق الفلسطينية, وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكان لهم لقاء مع كولين باول وزير الخارجية السابق وتركوا له وثيقة تؤكد أن احتلال إسرائيل لفلسطين سرطان يهدد المنطقه والعالم, وإنه ضد الأمن والسلام في كل المنطقة, وطالبوا بوقف المساعدات لإسرائيل في خطاباتهم للرئيس الأمريكي, وهذه القراءة للخطاب الديني الأمريكي ترينا الاتجاهات المتعددة من ناحية, وتحذرنا من التعميم الخاطئ الذي تركز فيه بعض الكتابات علي الاتجاهات المتطرفة فقط, وتدعونا في النهاية إلي أن نقيم الجسور مع الاتجاهات المعتدلة التي تتفق مع لاهوتنا ومصالحنا الوطنية والقومية في الوقت نفسه.
ثالثا: ورد بدراسة الأستاذ تاج الدين بعض التعميمات مثل' التصور الصهيوني البروتستانتي الأمريكي' و'إن هذه الدول قد وضعت تصورها للأحداث لتتطابق مع فهمهم لتفسير نبوءات الكتاب المقدس وهو تفسير تنفرد به بين جميع طوائف المسيحيين' وكذلك الحديث عن وجود مبدأ بروتستانتي عام مثلما أورده الأستاذ تاج الدين في قوله أمريكا كما مضت بجد في تحقيق ما سبق ماضية بجد أيضا في وضع وتنفيذ سيناريوهات الأحداث القادمة عملا بالمبدأ البروتستاني, إذا استطعت مساعدة الرب علي تحقيق نبوءاته التي وردت بالكتاب المقدس ولم تفعل فقد إثمت], وهي تري أنها تملك مساعدة الرب علي تحقيق نبوءاته الواردة بالكتاب المقدس وفق التفسير البروتستانتي للكتاب المقدس فلم لا تفعل', وبالطبع التعميم يتنافي مع التفكير العلمي ومن ثم فعبارات مثل جميع طوائف المسيحيين و المبدأ البروتستانتي هي عبارات عامة وهنا لابد أن نحذر من خطورة التعميم فليست جميع طوائف المسيحيين تنفرد بالتفسير الحرفي للنبوات, وليس كل الإنجيليين في الغرب وفي أمريكا لهم نفس التوجه الحرفي, وليس كل الذين لهم التوجه الحرفي للنصوص الكتابية صهاينة, بل هم حرفيون علي أساس فهمهم وقراءتهم الخاصة للكتاب المقدس. كما أن مؤيدي إسرائيل في الغرب نجدهم في كل التوجهات لدوافع عديدة, سياسية وثقافية ودينية, وعندما نقول بروتستانت أو إنجيليين يجب أن نحدد من هم الإنجيليون بالتحديد فليس كل البروتستانت الإنجيليين في الغرب وفي أمريكا لهم نفس التوجه الحرفي, وليس كل التيارات الإنجيلية تدعم الصهيونية, إذن ليس كل الEvangelical في الغرب لهم نفس الاتجاه ونفس الفكر ولذلك فبدلا من تعميم الكلام علي البروتستانتية من الأفضل أن نقول المسيحيون المتصهينون وليس البروتستانتية وليس المسيحية الصهيونية.
رابعا: لإزالة اللبس ولتوضيح موقف الكنيسة المصرية من القضية الفلسطينية نقول إن الكنيسة المصرية بكل طوائفها تؤمن أن العهد الجديد في الكتاب المقدس هو تفسير وتحقيق لنبوءات العهد القديم, وأن نبوءات ووعود العهد القديم قد جسدها مجئ السيد المسيح, وإن الاتجاه الأصولي الغربي المرتبط بالصهيونية وإسرائيل اتجاه تنادي به مجموعة من الإنجيليين الغربيين في أوربا وأمريكا وهي هيئات خارج الكنائس الرسمية المؤثرة هناك, خاصة الكنيسة المشيخية الأمريكية التي تقف لاهوتيا وفكريا بقوة ضد هذا الاتجاه في جميع المحافل الدولية, وإن فكر الكنيسة المسيحية المصرية الوطنية سواء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو البروتستانتية الإنجيلية يرفض اتجاه هذه المجموعة استنادا إلي لاهوت وتعاليم الكتاب المقدس وانطلاقا من الانتماء الوطني الأصيل, والارتباط العضوي والجوهري بالأمة وقضاياها, وفي قلب هذه القضايا قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي, ولذلك تقف كل الطوائف المسيحية المصرية بحزم أمام هذا الاتجاه سواء علي مستوي مجلس كنائس الشرق الأوسط, أو في كل المجالس الدولية, أو القرارات المجمعية والسنودسية التي توضح فكر الكنيسة بالداخل والخارج أو بالاجتماع بممثلي هذه المجموعات مع بعض القيادات الكنسية في الغرب وفي الشرق الأوسط للرد المباشر عليهم ولدعم القضية الفلسطينية من منظور لاهوتي واضح.
وختاما إن الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر ترفض محاولة البعض تفسير الحقائق الكبري في الإيمان المسيحي مثل الحديث عن نهاية العالم ومجئ المسيح ثانية وربطه بالأحداث السياسية المعاصرة والمتغيرة كامتلاك إسرائيل للسلاح النووي ومحاولات تهويد القدس وهدم المسجد الأقصي وإعادة بناء الهيكل وتعطيل مفاوضات السلام, حيث أن هذا الفكر يبني علي تفسيرات حرفية لبعض نصوص ونبوءات الكتاب المقدس وهذه النصوص تنتزع من خلفياتها التاريخية ولا تتفق مع الفهم الشامل لروح الكتاب المقدس ككل, وإن هذا التفكير الأصولي والحرفي ظهر بأكثر قوة ووضوح في أيام حكم ريجان للولايات المتحدة وتلاقي هذا التفكير مع مخططات الحركة الصهيونية التي ظهرت منذ مؤتمر بازل بسويسرا عام1897 ولذلك فإنهم فصلوا بين النصوص وبين إطارها الزماني والمكاني وسخروا النبوءات المقدسة لخدمة أغراضهم السياسية وأطماعهم التوسعية, ومن ثم فليس مسيحيا علي الإطلاق من يدعو للعنف, لذا فعلي من يؤججون الصراع ويخططون للعنف أن يقولوا لنا أي مسيح يتبعون وبأي مسيحية يدينون؟!!
.. وتعقيب كاتب المقال
بقلم: محمد تاج الدين
المتطهرون والسياسة الأمريكية
اتفق مع الأستاذ القس رفعت فكري في أنني ما كان ينبغي علي التعميم أو بالأحري كان ينبغي علي التخصيص الواضح فلم أعن من المقال أي من الكنائس البروتستانتية القائمة( أكثر من عشرين ألف كنيسة) وإنما عنيت تخصيصا اليمين المسيحي المتطرف من حملة فكر البيوريتان أو طائفة المتطهرين من اتباع كالفين التي ظهرت في بريطانيا في القرن السادس عشر ثم هاجر بعض آبائها إلي العالم الجديد وأسسوا مستعمرتهم الأولي سنة1620 وتوافد المهاجرون البيوريتان عليها طوال عقدين من الزمن بكثافة تماثل ما يتعرضون له من اضطهاد في العالم القديم, وكان لهم قوة التأثير الشعبي في المهاجرين التي استمرت حتي اليوم المكون الأول للشخصية الأمريكية والملهم الأول لغالبية المتدينين البروتستانت في أمريكا0
ورغم اختفاء هذه الطائفة وذوبانها في كنائس أخري مثل كنيسة المنشقين وكنيسة البرسبيتاريان إلا أن أثرها لم يزل يحرك السياسة الأمريكية العالمية والمحلية.
وقد كان البيوريتان الإصلاحيون أو الإنفصاليون هم أول من نبه إلي أن الله لم ييأس من بني إسرائيل بعد, وأنه ممهلهم إلي آخر الزمان, ومن ثم ظهرت نظرية حتمية عودة اليهود إلي فلسطين كشرط أولي للنزول الثاني للمسيح0
وقد ذهب بعض المؤرخين إلي اعتبار البيوريتان من شدة تمسكهم بكتاب العهد القديم يهودا قبل أن يكونوا مسيحيين, وذهبوا هم إلي تقمص الكتاب المقدس اليهودي( العهد القديم) في حياتهم كلها ومن أشهر كتبهم كتاب' الصورة الربانية للانسان للأب توماس واتسون والذي يري فيه أن الإنسان ينبغي أن يكون صورة من الله علي الأرض كما في كتاب العهد القديم وقد ذهب الزعيم السياسي الانجليزي وقائد الثورة الاصلاحية أوليفر كرومويل(1642) في الحرب الأهلية الانجليزية إلي القول' إني علي يقين بأن الله رجل انجليزي' كما وصل الحد بالمتطهرين في تقمص الدراما التوراتية أن سموا أنفسهم بالمستعبرين شعب الله المختار الجديد بدلا من العبريين وسموا مستعمرتهم في بليموث أرض الميعاد الجديدة أو إسرائيل الجديدة, وذهب آباؤهم الأول أو الحجاج إلي حد المطالبة بتبني اللغة العبرية لغة أم في أرض الميعاد الجديدة والرجوع إلي يوم السبت كعطلة إلهية بدلا من الأحد, واعتبروا سكان أرض الميعاد الجديدة( الهنود) الكنعانيين الجدد, فاستباحوا عهدهم ودماءهم بنص آيات العهد القديم بالرغم من أن هؤلاء الهنود هم الذين استقبلوهم وآووهم وأعانوهم علي قضاء الشتاء الأول واهدوهم عيد الشكر, وهؤلاء الحجاج أو الآباء الأول هم الملهم الأول للثورة الأمريكية, والملهم الأول للمثل والتقاليد الأمريكية والرأسمالية الأمريكية, وبالرغم من اختفاء البيوريتان من الساحة العامة فإنهم شكلوا فكر العديد من الكنائس الأمريكية مثل( البرسبيتاريان) والتي تشكل أكبر كنائس أمريكا من حيث عدد المنتمين لها.
كما ينحدر من سلالة هؤلاء الحجاج أو الآباء الأول العديد من زعماء وقادة أمريكا مثل جون آدام الأب والإبن وابراهام لينكولن وزكاريا تيلور وعائلة بوش.
وفي القرن الثامن عشر عام1844 أصدر البروفيسور جورج بوش( جامعة هارفارد) كتابا باسم( عودة عظام اليهود الجافة للحياة) دعا فيه إلي توطين اليهود في فلسطين وتلقي هذه الدعوة قيصر المانيا فرديناند ثم فرانز جوزيف, الذي زار القدس وطلب من السلطان العثماني الموافقة علي إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين إلا أن الأخير رفض ذلك, ثم تلقفت هذه الدعوة الإمبراطورية البريطانية العظمي في نهاية القرن التاسع عشر, واحتضنت هرتزل, ومن الجدير بالذكر أن الفصيل اليهودي الوحيد الذي تقبل الدعوة المسيحية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين كان هو الفصيل( العلماني) الذي مارس السياسة بلا مرجعية دينية ومن بينهم ثيودور هرتزل والرعيل الأول من الحركة الصهيونية المكونة للمؤتمر الصهيوني الأول في بازل0
هذا هو الإتجاه السياسي البروتستانتي الذي عنيته في مقالاتي وهو الاتجاه المهيمن علي مقدرات أمريكا المالية والسياسية اليوم في صورة اليمين المحافظ الأمريكي.
كما أتفق مع القس رفعت فكري في وجود بروتستانت في العالم لايؤمنون بالتفسير الحرفي لنبوءات التوراة, واتفق معه جملة فيما ورد بالفقرة الثانية من تدليله علي كراهية المذاهب البروتستانتية بصفة عامة لليهود وهذا لا ينفي أن45% من الشعب الأمريكي يؤمنون بنبوءات الكتاب خاصة ما ورد في شأن الأيام الأخيرة ويسعي لتحقيق ذلك بجهده بدعم إسرائيل ودفعها لحرب نهاية التاريخ, وقد عبر عن ذلك الكاتب جافين فاينلي في مقال له بعنوان أو البيوريتان اليوم والدفع باتجاه تحكم ديني ومملكة الله في الأرض الآن بمعني فورا وبلا انتظار ويمكن لسيادته مراجعة هذا المقال في الموقعWWW.ENDTIMEPILGRIM.ORG' أما القول بأن وعد بلفور لا علاقة له بنبوءات الكتاب المقدس فيتنافي مع أقوال اللورد آرثر جيمس بالفور نفسه وما قرره في مقدمة كتاب( تاريخ الصهيونية من1600 إلي1919) الذي طبع في لندن سنة1919 بقلم ناحوم سوكلو- حيث بين أن ما بذل من جهود بشأن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان من الحكومات البروتستانتية وقد لاقي معارضة جميع البرلمانيين اليهود في إنجلترا, وكان مرفوضا تماما من جماعات اليهود بصفة عامة عدا بعض العلمانيين, كما نفي عن نفسه ما أشيع بين اليهود من أن هناك دوافع دينية متطرفة وراء هذا الترتيب والقصد هنا هو الفكر البيوريتاني0
وأما القول بأن قرار عصبة الأمم سنة1923 بندب انجلترا علي فلسطين وشرق الأردن لتنفيذ وعد بلفور ثم قرار الأمم المتحدة سنة1947 وقيام الكيان الاسرائيلي سنة1948 لا علاقة لهم بنبوءات الكتاب المقدس فهو وجهة نظر البعض, وهناك الكثيرون غيرهم الذين يؤمنون بأن هذا التوافق في تواريخ الأحداث لم يأت مصادفة بل بترتيب أمريكي توراتي نابع من الأثر البيوريتاني بالتعاون مع الرأسمالية الأمريكية والجماعات السرية, وهي النظرية التي ضمنتها مقالي الثاني, ومن ثم فإني أتفق مع سيادته في قوله أنه يرفض التعميم الذي يقع فيه بعض المفكرين الذين يعتبرون أن الخطاب الديني الأمريكي كله مساند لإسرائيل أو هؤلاء القائلين بالمجئ الثاني للمسيح أو هرمجدون ففي قوله إعتراف أمين بوجود الفريقين. وأجد في ذلك تأييدا لوجهة نظري التي عبرت عنها في خاتمة المقال الثاني من تعدد وجهات النظر حول الأيام الأخيرة.
اتفق مع سيادته أيضا فيما انتهي إليه بالفقرة الثالثة من أن التعميم يتنافي مع التفكير العلمي, وقولي أمريكا والدول البروتستانتية لا تعميم فيه فلم أقل الشعب البروتستانتي وانما قصدت تحديدا الحكومات ذات الاتجاه اليميني المحافظ الغالبة عليه الافكار البيوريتانية.
ولا يسعني إلا الشكر لسيادته لما قرره من أن الكنيسة المصرية بكل طوائفها ضد الاتجاه الأصولي الغربي المرتبط بالصهيونية وإسرائيل. وكذلك توضيحه أن هذا الاتجاه الذي تنادي به مجموعة من الانجيليين الغربيين في أوروبا وأمريكا هو خارج الكنائس الرسمية هناك فهذا القول يثلج صدور الكثيرين, وأختلف مع سيادته في أن الكنائس الرسمية هي الأكثر تأثيرا هناك فالاحصاءات الأمريكية تؤكد أن عدد المؤمنين بأحداث الأيام الأخيرة كما يفسرها الأصوليون يصل إلي45% من تعداد الشعب الأمريكي الذي تصفه الاحصائيات بأنه من أكثر الشعوب تدينا بنسبة أكثر من70% من أفراده يصفون أنفسهم بأنهم مسيحيون متدينون أي أن أكثر من60% من المتدينين الأمريكيين يؤمن بوجهة النظر الأصولية في شأن نبوءات آخر الزمان وحرب هرمجدون.
وختاما
اتفق مع سيادته بالتأكيد في رفض محاولة البعض تفسير الحقائق الكبري في الايمان المسيحي وربطها بالأحداث السياسية ولكن ليس بأمانينا أو اتفاقنا تأتي الرياح, فهناك فريقان قد عقدا العزم علي تفسير الدين المسيحي بهوي السياسة أولهما اليمين المحافظ الأمريكي, وثانيهما الجماعات السرية الحاكمة من خلف الأستار والتي تستغل العواطف الدينية والإرادة الشعبية لتحقيق مآربها, وما كنت في هذا الأمر إلا ناقلا لوصف غيري من الكتاب الغربيين لهذه الحالة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.