خلال المرحلة الانتقالية استغلت التيارات الإسلامية, سذاجة قوي وأحزاب سياسية في تنظيم التظاهرات ضد القوات المسلحة ومجلسها الأعلي. وردد هؤلاء هتافات استهدفت الجيش العظيم وقادته, وخرجت أصوات من الإخوان, وغيرهم تزعم أن المشير طنطاوي والمجلس العسكري ليسوا هم القوات المسلحة, ودافعنا عن هؤلاء القادة رغم تحفظاتنا الكثيرة حول طريقة إدارة السلطة في الفترة الانتقالية, لقناعتنا أنهم جزء من المؤسسة العسكرية الوطنية التي تنحاز دائما للشعب. واليوم تغيرت الصورة وتصاعدت الهتافات المؤيدة للجيش ورموزه, للتدخل لإنهاء الأزمات الكثيرة خاصة في القناة, وغيرها من المحافظات, نتيجة فشل مؤسسات الدولة في احتواء غضب المواطنين, وارتفعت لافتات الشعب يريد الجيش بعد تجربة الأشهر الماضية والمعاناة التي نعيشها بسبب ممارسات النظام وأعوانه, وبدأ المصريون يلجأون لمن ينقذهم من النفق المظلم, في ظل الصراعات المؤثرة بقوة علي الوضعين الاقتصادي والأمني, بينما غير الإخوان من مواقفهم السابقة, وسارعوا إلي الإشادة بالجيش لمحاولة كسبه, ومنع أي صدام معه. وأحسب أن القوي والأحزاب التي خدعتها شعارات وأوهام أصحاب المشروع الاقصائي, عليهم الاعتذار علانية عن إهاناتهم للقوات المسلحة, والتي ورطهم فيها من قفزوا علي السلطة لكي تخلو لهم الساحة السياسية, لينفردوا بالحكم, ويصفوا الحسابات مع معارضيهم, وهذه ستكون بداية المصالحة مع جيشنا العظيم, والذي يثبت كل يوم أنه ملك للشعب, ولن ينقلب عليه, كما أن الجيش عليه مسئولية مواجهة الإرهابيين في كل مكان وتطهير سيناء والحدود الشرقية من القتلة, وتلك مهمة وطنية يؤدونها بإخلاص كعهدنا بالرجال البواسل, فكل الآمال معلقة علي القوات المسلحة درع الوطن وسيفه.